تحديات استقلالية المجلس الانتقالي الجنوبي في استعادة دولة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 197 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تحديات استقلالية المجلس الانتقالي الجنوبي في استعادة دولة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"

للوفاء بتعهد المجلس الانتقالي الجنوبي لجماهير الشعب الجنوبية باستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، يتطلب الأمر خطوات متعددة على المستويات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية والعسكرية. من بين هذه الخطوات:

1. الوحدة الداخلية:

تعزيز وحدة الصف الجنوبي بين مختلف المكونات والفصائل الجنوبية لتشكيل قاعدة سياسية قوية و متينة تدعم الهدف المشترك لاستعادة الدولة. يجب تجاوز الخلافات الداخلية و وضع مصلحة الجنوب فوق كل اعتبار و إشراك جميع القوى الجنوبية و الكفاءات في قيادة نشاط المجلس نحو ذلك الهدف.

2. الدبلوماسية الإقليمية والدولية: العمل على كسب دعم إقليمي ودولي واسع للقضية الجنوبية، من خلال التواصل مع المنظمات الدولية والدول المؤثرة في المنطقة والعالم، و يتطلب هذا تقديم ملف سياسي متكامل يوضح رؤية الجنوب لمستقبله والضمانات التي يقدمها للاستقرار الإقليمي.

3. التفاوض السياسي:

رغم أهمية الخيار العسكري في بعض الأحيان، فإن أي استعادة للدولة تحتاج إلى توافق سياسي مع الأطراف الأخرى في اليمن ومع القوى الإقليمية والدولية، يجب السعي لتحقيق هذا الهدف من خلال مفاوضات تضمن حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بطرق سلمية ودستورية.

4.التنمية الاقتصاديةوالاجتماعية: تحسين الوضع الاقتصادي والخدمات العامة في المحافظات الجنوبية و دعم العملة الوطنية سيكون له تأثير كبير على دعم السكان للمجلس الانتقالي. هذه الخطوة تتطلب وضع خطط اقتصادية تعزز من فرص العمل، تحسن مستوى المعيشة، وتستعيد ثقة المواطنين في القيادة الجنوبية.

5. الإعداد العسكري والأمني:

بناء قوات أمنية وعسكرية محترفة وقادرة على حماية المكتسبات الجنوبية وحفظ الأمن والاستقرار داخل المحافظات الجنوبية من كل أبناء الجنوب، و هذا يتطلب تنسيق الجهود مع التحالف العربي لدعم القدرات العسكرية للمجلس الانتقالي.

6. استقطاب الحاضنة الشعبية: المجلس الانتقالي بحاجة إلى تعزيز علاقته بالجماهير عبر البرامج السياسية والتنموية، والعمل على إشراك الشباب والمرأة في عمليات صنع القرار، والابتعاد عن المناطقية، و محاربة الفساد، والمساهمة في رفع مستوى الوعي بالقضية الجنوبية وخلق قاعدة جماهيرية واسعة.

الوفاء بهذا التعهد لن يكون سهلاً أو سريعاً، بل يتطلب جهوداً متواصلة وتحالفات متينة، مع مراعاة التغيرات السياسية على المستويين المحلي والدولي.

تنفيذ المجلس الانتقالي الجنوبي لهذه الخطوات يعتمد إلى حد كبير على قدرته على تحقيق استقلالية في اتخاذ القرارات المصيرية. في الواقع، الاستقلالية تلعب دورا أساسيا في نجاح أي حركة سياسية تسعى لتحقيق أهداف وطنية، وخاصة عندما يتعلق الأمر باستعادة دولة أو تحقيق طموحات سياسية كبيرة مثل استعادة دولة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية". ولكن في ظل الظروف الراهنة والتعقيدات الداخلية والإقليمية التي يواجهها المجلس الانتقالي، تبرز بعض العوامل التي تعيق استقلاليته الكاملة:

1. الدعم الإقليمي والدولي:

يعتمد المجلس الانتقالي بشكل كبير على الدعم العسكري والسياسي من التحالف العربي، ولا سيما من بعض الدول الخليجية. هذا الدعم يوفر له القوة العسكرية والسياسية التي يحتاجها للحفاظ على نفوذه في الجنوب. ومع ذلك، هذا الاعتماد يجعل المجلس مقيدا إلى حد ما بقرارات ومصالح تلك الدول، مما يحد من استقلاليته في اتخاذ قرارات مصيرية قد تتعارض مع مصالح تلك الأطراف الداعمة.

2. التوازنات الداخلية في اليمن: أي تحرك لاستعادة الدولة يتطلب توازنا داخليا مع القوى اليمنية الأخرى (مثل الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وحركة الحوثيين). وقد يجد المجلس نفسه مضطرا للمناورة والتفاوض وفقا لضغوطات داخلية وخارجية.

3. الدور العسكري:

بالرغم من أن المجلس يمتلك قوات مسلحة مدعومة، إلا أن أي خطوة عسكرية كبرى قد تتطلب تنسيقا مع التحالف العربي، مما قد يفرض عليه قيودا إضافية في اتخاذ القرارات التي تؤثر على مستقبل الجنوب.

4. الاقتصاد:

يعتمد الجنوب بشكل كبير على دعم خارجي لإدارة موارده، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية القائمة في البلاد. هذا الاعتماد يجعل القرارات الاقتصادية الكبرى غير مستقلة تماما، حيث تتطلب دعما ماليا وإصلاحات قد تكون مشروطة بتوجيهات خارجية.

5. الضغط الدولي:

المجتمع الدولي يلعب دورا كبيرا في تحديد مسارات الحل السياسي في اليمن، ويفضل حلا شاملا قد لا يتماشى مع تطلعات المجلس الانتقالي لاستعادة الدولة الجنوبية بشكل منفصل.

##كيفية التعامل مع هذه التحديات:

تقليل الاعتماد الخارجي:

المجلس يمكنه العمل على تقليل اعتماده على الدعم الخارجي تدريجيا، عبر بناء مؤسسات جنوبية قوية قادرة على إدارة الشؤون الداخلية بكفاءة.

تنويع التحالفات:

من المهم للمجلس تنويع مصادر الدعم السياسي والدبلوماسي، وتجنب الاعتماد الكلي على طرف واحد، لتوسيع خياراته وتحقيق قدر أكبر من الاستقلالية.

التركيز على الوحدة الداخلية: تعزيز الوحدة بين الجنوبيين سيعطي المجلس مرونة أكبر في التفاوض ويقوي موقفه في مواجهة أي ضغوط خارجية.

إذا تمكن المجلس الانتقالي من زيادة استقلاليته في اتخاذ القرارات المصيرية، فسيساعده ذلك في تنفيذ خططه على نحو أكثر فعالية. ومع ذلك، يبقى التحدي الحقيقي في كيفية تحقيق التوازن بين المصالح الخارجية والداخلية لتحقيق الأهداف الوطنية.

بقلم| د. عارف محمد عباد السقاف.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل:قصف سعودي يستهدف هذه المنطقة

كريتر سكاي | 855 قراءة 

عقب التحركات الأخيرة .. بن سلمان يخرج عن صمته ويكشف عن المعركة الحاسمة في اليمن

صوت العاصمة | 734 قراءة 

ضجة في اليمن بسبب تصريح حسين الجسمي.. ما الذي حدث؟

المرصد برس | 710 قراءة 

مشاورات سعودية- إماراتية خلف الكواليس بشأن تطورات الجنوب وبيان مرتقب لاحتواء الموقف

عدن حرة | 621 قراءة 

انفصال جنوب اليمن وشيكاً

الوطن العدنية | 561 قراءة 

عاجل:عمرو بن حبريش يتحدث عن خروج قوات الانتقالي من حضرموت

كريتر سكاي | 539 قراءة 

السعودية مستعدة للعودة إلى اليمن وهذا هو السبب

المشهد الدولي | 499 قراءة 

صورة تجمع وزير الدفاع بشقيقه في معسكر الانتقالي تشعل الجدل حول موقفه السياسي

موقع الجنوب اليمني | 441 قراءة 

كاتب سعودي: هذا ما كشفه خروج الانتقالي من عدن وتمدده إلى حضرموت

المشهد اليمني | 419 قراءة 

شخصية يمينية متطرفة بريطانية تتدخل في ملف اليمن وتروّج لانفصال الجنوب

بوابتي | 399 قراءة