قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن دولًا عربية شريكة
للولايات المتحدة
رفضت ضغوطًا أمريكية لإدانة جماعة الحوثيين.
ونشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً حول مساعي
المبعوث الخاص للرئيس جو بايدن
إلى اليمن، تيم ليندركينغ، والذي كثّف اتصالاته مع المصريين والسعوديين وغيرهم من الشركاء العرب لحثهم على بذل مزيد من الجهد في مواجهة نفوذ الحوثيين، المدعومين من إيران، وتنامي شعبيتهم في المنطقة.
وذكر
ليندركينغ
، وفقاً للتقرير، أن الحوثيين يعززون من حضورهم عبر هجمات على السفن العابرة في البحر الأحمر وتوجيه الصواريخ نحو "إسرائيل"، مستغلين الأزمة الفلسطينية لرفع شعبيتهم بين الشعوب العربية.
وقال ليندركينغ: "التحالفات العربية بحاجة إلى بذل المزيد لتحدي السردية التي يصوغها الحوثيون، فهجماتهم المستمرة لم تؤدِّ فقط إلى إبطاء تدفق المساعدات الإنسانية، بل ألحقت أضراراً بالغة بالاقتصادات الإقليمية وساهمت في زيادة التضخم."
كما أشار التقرير إلى الأضرار الكبيرة التي تكبدها الاقتصاد المصري جراء انخفاض حركة الشحن عبر قناة السويس، والذي كلف القاهرة نحو 2 مليار دولار، مما أدى إلى تفاقم الضغوط الاقتصادية على الفقراء.
كذلك تسببت هجمات الحوثيين في صعوبات إضافية للجهود الإنسانية في اليمن، حيث يواجه الملايين سوء تغذية حاد.
في المقابل، أكّد الخبراء في التقرير أن مصر ودولاً عربية أخرى، رغم ضغوط واشنطن، ترفض الانجرار إلى صراع مباشر مع الحوثيين، حيث قال حسين إبيش من معهد دول الخليج العربية في واشنطن: "المصريون قلقون من أن التصعيد الخطابي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاستفزازات من الحوثيين".
وأعرب إبيش عن مخاوف القاهرة من احتمالية إقدام الحوثيين على تلغيم مضيق باب المندب، مما سيؤثر بشكل خطير على الاقتصاد المصري.
وأشار التقرير إلى أن دعم الولايات المتحدة المتواصل لإسرائيل أدى إلى تراجع شعبيتها في المنطقة، حيث يعمق الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من تعقيد المواقف.
وعلّق النائب الديمقراطي رو خانا، بعد زيارته للسعودية، قائلاً: "الحرب تظهر على جميع الشاشات، وتلقي بظلالها على المنطقة كلها."
ومع تصاعد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، والتي تسببت في مقتل بحارة وتدمير سفن، أقرّ مسؤولون أمريكيون بأن الحملة لم تردع الجماعة. ووصف ليندركينغ شعبية الحوثيين المتزايدة بأنها تحدٍ للولايات المتحدة.
وفي خطاب حديث، زعم زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أن "الولايات المتحدة تفشل في إشراك التحالف السعودي الإماراتي لدعم مصالح إسرائيل"، مضيفاً أن أي تدخل سعودي في اليمن سيكون "كارثياً".
وعلّق توماس جونو، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أوتاوا، على الوضع بقوله: "استهداف الحوثيين للسفن لا يقرّب من حل الصراع، لكنه يظهر بوضوح أن الولايات المتحدة فقدت في معركة السرديات."
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news