تسعى هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية، بالتنسيق مع السلطة المحلية في العاصمة عدن، إلى إصدار تقرير علمي بعنوان "النمذجة الهيدرولوجية لتقييم مخاطر السيول وتخفيف حدتها باستخدام الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية – دراسة حالة محافظة عدن". يأتي هذا المشروع استجابةً للتحديات الناتجة عن التغيرات المناخية المتزايدة التي تواجهها المحافظة بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، حيث تسهم السيول والفيضانات في تفاقم المخاطر البيئية وتؤثر على البنية التحتية والمجتمعات المحلية.
يركز التقرير على تحليل البيانات الجيومورفولوجية والهيدرولوجية بهدف بناء نماذج دقيقة للمخاطر المتعلقة بالسيول واستكشاف سبل الحد من تأثيراتها السلبية. يشمل المشروع دراسة شاملة لنظم الصرف في مديريات عدن (صيرة، التواهي، البريقة، المعلا) باستخدام تقنيات متقدمة مثل نظم المعلومات الجغرافية (GIS) وبيانات نموذج الارتفاع الرقمي (DEM)، مع التركيز على حساب معدلات التدفق القصوى وفترات تكرارها المختلفة، مثل 10، 20، 30، 50، و100 سنة.
وفي تصريح خاص لرئيس الهيئة المهندس أحمد يماني التميمي، أشار إلى أن التقرير يأتي ضمن اهتمامات معالي وزير النفط والمعادن د. سعيد الشماسي في قيام الهيئة بمثل هذه الدراسات. وأكد على أهمية هذا التقرير كأداة هامة لدعم الجهات المسؤولة عن التخطيط العمراني وإدارة مخاطر الكوارث الطبيعية في المدينة، قائلاً: "نحن فخورون بإعداد هذه الدراسة المتقدمة التي تعتبر مرجعاً قيماً للمخططين وصناع القرار. إن توفير بيانات دقيقة ومحدثة حول أنظمة الصرف وتدفقات السيول يساعد على تحسين الاستجابة السريعة والفعالة لحالات الطوارئ، ويشكل خطوة نحو تعزيز التنمية المستدامة في عدن".
وأشار إلى أن التقرير يتضمن دراسة أودية مثل الوادي الكبير في البريقة وأحواض التصريف في التواهي والمعلا وصيرة، ويستعرض تقديرات زمن وصول السيول وأحجام التدفق خلال فترات تكرارية تصل حتى 100 سنة. وقد تم استخدام نماذج رياضية وتحليل إحصائي لتحديد عمق الأمطار واحتمالات تكرار السيول، مع استخلاص منحنيات هيدروجراف السيول لمساعدة صناع القرار في وضع استراتيجيات للحد من تأثير السيول وحماية السكان والبنية التحتية.
تؤكد الهيئة أهمية الدراسة في تقديم بيانات موثوقة تسهم في إعداد خطط الاستجابة للطوارئ وتقليل الخسائر المحتملة الناجمة عن السيول، مع توجيه توصيات محددة لصناع القرار من أجل دعم التنمية المستدامة في عدن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news