بالرغم من مسارعة إيران إلى التقليل من تأثير الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مواقع عسكرية رئيسية على أراضيها في 26 أكتوبر، فإن صور أقمار اصطناعية تشير إلى أن إسرائيل "أضعفت" قدرات طهران في مجال الدفاع الجوي وإنتاج الصواريخ، كما أوضح خبراء لموقع "راديو أوروبا الحرة" الإخباري.
وفي هذا الصدد، قال فابيان هينز، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، إن إسرائيل وجهت "ضربة كبيرة" لقدرة إيران على إنتاج صواريخ باليستية بعيدة المدى.
وأوضح هينز أن الضربات الإسرائيلية الانتقامية في أواخر أكتوبر، كانت تهدف إلى "عرقلة إنتاج إيران للصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب"، والتي استخدمتها طهران في هجومها الذي شنته في الأول من أكتوبر على إسرائيل.
ولفت الخبير إلى أن إسرائيل "استهدفت الأسلحة التي تثير قلقها أكثر من غيرها"، على حد وصفه.
ونوه هينز بأن الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب "تتطلب عددا أقل من الأفراد ووقتا قليلا للتحضير للإطلاق، مقارنة بالصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، مما يجعلها مثالية لإطلاق وابل من الصواريخ في تتابع سريع".
الهجوم المتوقع سيتم باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية - صورة لأسوسييتد برس
وضربت إسرائيل مواقع إنتاج الصواريخ حول طهران، بما في ذلك مجمع بارشين العسكري، وقاعدة خوجير العسكرية، وموقع صواريخ شاهرود، ومصنع في المنطقة الصناعية شامساباد.
من جانبه، رأى المتخصص في الدفاع بالشرق الأوسط في شركة الاستخبارات العالمية (جينز)، جيريمي بيني، أن المدى الكامل للأضرار التي لحقت بالمنشآت "لا يزال غير واضح".
لكنه أضاف أن إسرائيل "ربما أرادت منع إيران من القدرة على الحفاظ على الصواريخ بعيدة المدى، خاصة بالنظر إلى الأعداد التي تحتاجها لاختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية الهائلة".
واستطرد بيني: "ربما لا يعرف الإسرائيليون على وجه التحديد عدد الصواريخ الباليستية التي تمتلكها إيران ذات المدى البعيد، لكنهم حاولوا الحد من قدرتها على تجديد مخزونها".
هل أعمى الرد الإسرائيلي إيران هجوميا ودفاعيا؟
وذكر التقرير أن الهدف من الهجوم الإسرائيلي كان أيضا إضعاف قدرة إيران على صد الهجمات الجوية، من خلال استهداف راداراتها وأنظمة الدفاع الجوي روسية الصنع "إس-300".
ووردت تقارير غير مؤكدة نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن 3 أنظمة "إس-300" تم تدميرها في الهجوم الإسرائيلي، حسب "راديو أوروبا الحرة".
وقال بيني: "إن أنظمة إس-300 هي أكثر أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية قدرة، لذا فإن استهدافها مرة أخرى يؤكد عجز إيران عن الدفاع عن نفسها، ويمنح القوات الجوية الإسرائيلية المزيد من حرية العمل في المستقبل".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news