1
قال خبير عسكري يمني، إن مليشيا الحوثي الإرهابية، تنظيم القاعدة وحركة الشباب الصومالي، تجاوزت الخلافات العقدية والتباينات الواسعة، وأنشأت تحالفًا عسكريًا جديدًا.
والأسبوع الماضي، كشف فريق التحقيقات التابع للجنة العقوبات المعنية باليمن في مجلس الأمن الدولي عن ارتباط الحوثيين بعلاقات تحالف وثيقة مع تنظيم القاعدة الإرهابي وحركة الشباب الصومالي.
وذكر التقرير أن التحالف الانتهازي بين الحوثيين وتنظيم القاعدة يتميّز بالتعاون في المجالين الأمني والاستخباراتي، وبتوفير الجماعتين ملاذات آمنة لأفراد بعضهما البعض، وتعزيز معاقلهما، وتنسيق الجهود لاستهداف القوات التابعة للحكومة الشرعية.
ووفق التقرير، فإن الجماعتين اتفقتا على تبادل الأسرى، ونسقتا عملياتهما بشكل مباشر منذ بداية العام الجاري، ونقَل الحوثيون أربع طائرات مسيّرة، إضافة إلى صواريخ حرارية وأجهزة متفجرة، لمقاتلي تنظيم القاعدة، ووفروا لهم التدريب.
وتعليقًا على ذلك، يقول الخبير العسكري الدكتور علي الذهب: "إن الإعلان عن العلاقة بين مليشيا الحوثي حركة الشباب الصومالي، في الوقت الراهن، لا يعد سبقا، فهي موجودة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، لكن يبدو أن أحداث غزة خلقت حميمية مشتركة، أو منزعا دينيا أو قوميا وُظف إقليميا وداخليا باتجاه عمليات مشتركة على سبيل التدريب، أو التعاون الاستخباراتي، أو تهريب الأسلحة، أو التغذية المتبادلة بين الطرفين".
وأضاف الذهب، في مداخلة تلفزيونية على قناة "بلقيس": "كنا قد أشرنا في لقاءات سابقة إلى أن الحوثيين لا يمكنهم بمفردهم تنفيذ عمليات في البحر، قبالة السواحل الصومالية، وفي خليج عدن، أو غربي المحيط الهندي، ما لم يكن هنالك تعاون بينهم وبين جماعة الشباب الصومالي؛ لأن المسافة بعيدة جدا، ولا يمكن للحوثيين بطريقة أو بأخرى الوصول إلى هذه المناطق، وهم يدعون أنهم يهاجمون سفنا تجارية في أعالي البحار، قبالة السواحل الصومالية، على المحيط الهندي".
وتابع: "لذلك كان الحوثيون يهددون كثيرا، أو يزعمون أن لديهم القدرة على ضرب أي نشاط للسفن التجارية الموجودة غربي المحيط الهندي، قبالة السواحل الصومالية، وربما إلى مضيق موزمبيق".
وأردف: "في كل الأحوال، تقرير لجنة العقوبات أكد بشكل أكثر هذه العلاقة وطبيعتها، وكشف ربما الغطاء أكثر عن هذه العلاقة، وصرّح مباشرة بأنه يجب أن يكون هناك تركيز أو توسيع الجزاءات، وأن الجزاءات المفروضة على الحوثيين، أو ما يمكن فرضه من جزاءات عليهم، لا يمكن أن يقمعهم، أو يحد من التهديدات التي يثيرونها في البحر الأحمر وخليج عدن؛ ما لم تتسع هذه العقوبات لتطال جماعة الشباب، أو أي جماعات أخرى تدعم الحوثيين، بما يثيرونه من شواغل أمنية في هذين المجالين البحريين".
وزاد: "أحداث غزة خلطت الأوراق، وجمّدت بعض الخصومات فيما بين الجماعات المسلحة ما دون الدولة، وهناك تعاون بشكل أو بآخر سواء كان أمنيا أو استخباراتيا أو تدريبيا أو تبادلا للأسلحة، بحيث أن تؤجل الخلافات فيما بينهما؛ لأن العدو المشترك في هذه اللحظة هي إسرائيل كما يزعمون، وداعم إسرائيل هي الولايات المتحدة الأمريكية".
وقال: "الولايات المتحدة تقوم من وقت لآخر بمهاجمة الحوثيين، أو بالرد على هجماتهم في البحر، وفي نفس الوقت أيضا هي تهاجم وتقتل عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن، أو في الصومال".
وأضاف: "يبدو أن هذه الجماعات أجلت مشاكلها أو تبايناتها العقائدية، وصبت جهودها في مهاجمة المصالح الأمريكية، وفي مواجهة الحكومات العربية، ومنها الحكومات التي توالي الولايات المتحدة وبريطانيا، فضلا عن التعاون الاستخباراتي، أو ربما تبني الهجمات المباشرة تجاه الشحن البحري، التي ترتبط بإسرائيل، أو بمصالح هذه الدول".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news