بقلم اللواء/ علي حسن زكي
إن شعب الجنوب يتميز بامتلاكه ثروات متعددة ومتنوعة نفطية - غازية - معدنية ويمتلك موقع ذا أهمية جيوسياسية مُطل على البحرين العربي والأحمر وكذلك المحيط الهندي وجُزُر وموانئ ومضائق وخلجان تمر فيها حركة التجارة الدولية فضلاً عن امتلاكه وديان تنساب فيها مياه السيول الموسمية ومياه الغيول والأعين ورقعة زراعية شاسعة وثروة حيوانية وسمكية يمكن لها توفير الأمن الغذائي المحلي والتصدير إلى الخارج لو وَصَلَت إليها العقلية الإقتصادية والتخطيط ويد العمل والإستفادة من تجربة دولة الجنوب في هذا الجانب، فضلاً عن شواطئ جميلة وعلى امتداد ساحل طويل فيما لو تم فتح باب الإستثمار للرأس المال الوطني ولشركات أجنبية متخصصة لبناء شاليهات ومنتجعات وألعاب رياضية وفنادق سياحية والترويج لها لجذب السّوّاح «السياحة صناعة بدون دخان» وهو ما يمنح الجنوب وصف "رماله ذهب وموقعه عجب ونخبه تعب وفي مرمى المؤامرات" ولقراءة المؤامرات دعونا ننظر في التالي:-
•المؤامرة الإقتصادية: إرتفاع أسعار الدولار - تدهور صرف العملة المحلية وفقدان قيمتها الشرائية - غلاء الأسعار بصورة غير مسبوقة - سوء الأحوال المعيشية - تردي الخدمات العامة - عدم انتظام صرف المرتبات الشهرية في مواعيدها على ضآلتها - انتشار واتساع ظاهرة البطالة - تسرّب وعزوف الطلاب عن الإلتحاق والدراسة في كليات الجامعة هذا العام وبشكل مُخيف لعدم مقدرة أسرهم على استمرار تحمّل نفقات ومصاريف وأجور مواصلات الدراسة لقَلّة ما باليد! ناهيك عمّا تَوَلَّد عند الطلاب من إحباط بعد أن وجدوا من سبقوهم على رصيف البطالة منهم من التحقوا بالجنديّة في المعسكرات وآخرين في العمل العضلي اليومي وهي ظاهرة خطيرة لا على مستقبل التعليم الأكاديمي وجيل المستقبل ولكن على مستقبل الوطن وكفاءاته العلمية بصورة عامة ((الأوطان تُبنى بعقول وسواعد أجيالها)).
إن صبر الناس على معاناتهم وسوء أحوالهم الحياتية والمعيشية بعد أن وصلوا حد كارثة المجاعة وبعد أن وصل مستقبل فلذات أكبادهم حد المصير المجهول لن يطول، فالشارع الجنوبي يتململ وفي حالة احتقان وغليان وانفجاره في وجه الكل مسألة وقت.
•المؤامرة العسكرية والتحرشات في خطوط التماس وعلى امتداد الحدود الفاصلين بين الدولتين وفي محاولة يائسة لاختراقها اصطدمت بثبات وصمود واستبسال القوات العسكرية الجنوبية وتلقينهم دروساً في الفداء والتضحية.
•المؤامرة الأمنية التي تتخادم في إطارها قوى الشر والإرهاب والظلام وتزويد أحدها الآخر بصواريخ بالستية، نشرت بعض الجروبات صوراً لها قد تكون حقيقة وقد تكون لترهيب الناس وبث حالة الخوف بين صفوفهم في إطار الإشاعة والحرب النفسية.
•المؤامرة الإعلامية والذباب الإلكتروني ومحاولات اللعب على المناطقية وزرع البغضاء والفُرقة بين أبناء شعب الجنوب الواحد.
•المؤامرة السياسية: نشرت صحيفة الأيام الغراء خبراً عن طبخة جديدة في إطار تسوية سياسية تديرها قوى إقليمية/دولية مَنْح محافظات حضرموت/المهرة/شبوة وربما أبين وعدن أقاليم ذاتية بعضاً من تلك القوى أعينها على ثروات تلك المحافظات وموقعها وإطلالتها على ممرات الملاحة وما لدى أغلبها من موانئ ومنافذ بحرية فضلاً عن جوار بعضها لبعض دول الإقليم وحيث غاية كل ذلك ثروات الجنوب وموقعه بصورة عامة وحماية مصالح تلك القوى وتمزيق الجسد الجنوبي الواحد والإلتفاف على قضية شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته الواحدة الموحدة على كامل التراب الوطني للأسباب السالف استعراضها.
•وهناك محاولات بناء معاهد دينية متطرّفة، الدين منها براء براءة الذنب من دم ابن يعقوب في بعض المناطق النائية وقد عرفها شعب الجنوب في الماضي عشيّة إعلان الوحدة عام ١٩٩٠م وأثناء حرب صيف عام ١٩٩٤م وبعدها ويعرفها فيما يجري حالياً في مناطق شرق أبين طالما هناك تشابه في اختيار المناطق النائية! وفي السياق فإن ما يترافق مما يقال عنه خلافات مذهبية قد يكون للتمويه وقد يكون حقيقة ربما يؤدي إلى نشوب فتنة مذهبية تبدء بينهم وتصل إلى شعب الجنوب بما هو الجنوب لم يعد ناقص فتنة مذهبية كإضافة لما يواجه من حروب سلف استعراضها.
•إن إرادة شعب الجنوب ونضالاته وتضحياته ووحدته وشراكته الوطنية الجنوبية وتماسك نسيجه الإجتماعي والسياسي والمدني أقوى من كل تلك المؤامرات وساء ما يحاولون ....
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news