لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟

     
مأرب برس             عدد المشاهدات : 62 مشاهده       تفاصيل الخبر
لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟

آ 

أخذ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مكانه وسط أعضاء وشركاء وضيوف مجموعة “البريكسâ€‌ في قمّتها الـ16 المنعقدة في قازان الروسية خلال التقاط الصور التذكارية، لكنّ مسألة انضمام تركيا إلى التكتّل لم تحسم بعد كما يبدو. فعمليّة الشدّ والجذب بين الهند وإيران وبين روسيا والصين ما زالت قائمة. هذا إلى جانب اللاعب الغربي الذي حمل المستشار الألماني أولاف شولتز ممثّلاً إيّاه رسالة عاجلة لأنقرة باسم الاجتماع الغربي الأميركي البريطاني الفرنسي المنعقد في برلين لتذكيرها بانتمائها إلى حلف شمال الأطلسي.آ آ 

تسعى واشنطن إلى عرقلة انفتاح تركيا على “البريكسâ€‌ أكثر ممّا ينبغي بالمقياس الغربي. فأنقرة هي الأقرب فكرياً لروسيا والصين في خطط وطرق التعامل مع الغرب من النواحي السياسية والاقتصادية، لكنّها الأبعد عنهما بسبب وجودها تحت مظلّة الناتو. فكيف ستتجاوز هذه العقبة؟ وهل تريد أن تكون لاعباً أساسياً في آسيا مع منظومة “البريكسâ€‌ أم لاعباً دائم الطموح في المنظومة الغربية حيث الاتحاد الأوروبي؟

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الشهر المنصرم أنّ موضوع التوسعة جُمّد الآن، وأنّ الأولوية هي للشراكة مع التكتّل. فهل تتحوّل عضوية تركيا في منصّة “بريكسâ€‌ إلى حكاية إبريق الزيت في مسار عضويّتها في الاتحاد الأوروبي؟ ولماذا تمّ نقل طلبات 12 دولة تريد الانضمام إلى تكتّل “البريكسâ€‌ وبينها تركيا إلى ثلّاجة الانتظار؟ الإجابة على كلّ هذه التساؤلات ستظهر عند فتح الباب أمام موضوع العضويّة مجدّداً، لكنّ السؤال يبقى: من الذي سيدخل أوّلاً؟

لو لم تكن تركيا راغبة في العضوية لما قالآ الكرملين على لسان نائب الرئيس الروسي يوري أوشاكوف في أيلول 2024 إنّ تركيا تقدّمت بطلب العضوية، وبناء عليه تمّ توجيه الدعوة إلى الرئيس التركي للمشاركة في القمّة، ولتكون تركيا بذلك أوّل عضو في حلف شمال الأطلسي يلتحق بالمجموعة.

اهتمام عمره 6 سنوات

تبدي أنقرة منذ 6 سنوات اهتماماً واضحاً بالانضمام إلى “البريكسâ€‌ لأكثر من سبب يتقدّمها هدف توسيع رقعة التحالفات والتوازن في سياستها بين الشرق والغرب. فالتكتّل بالنسبة لها هو فرصة لتعزيز موقعها ودورها ونفوذها ومساهمتها في بناء نظام عالمي أكثر عدلاً كما ردّد إردوغان أكثر من مرّة أمام الجمعية العامّة للأمم المتحدة. فما الذي دفع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان للقول إنّ بلاده قد تعيد النظر في اهتمامها بهذا التكتّل إذا تمّ قبولها كعضو كامل في الاتحاد الأوروبي؟ وهل بدأ الخلاف والتباعد يطفو إلى السطح باكراً بين الدول الأربع المؤسّسة لمنصّة “بريكسâ€‌ وبين الدول المنضمّة لاحقاً، حول مسألة التوسعة وقبول أعضاء جدد، خصوصاً بعد حملة العام المنصرم التي شهدت قبول عضوية 4 دول دفعة واحدة هي مصر والإمارات وإيران وإثيوبيا، ليرتفع العدد إلى 9 دول؟

الاعتراض الهنديّ

في العلن قد تكون الهند وربّما إيران اليوم بين الحواجز الواجب تجاوزها تركيّاً باتّجاه “البريكسâ€‌، لكنّ المشكلة الحقيقية قد تكون ارتباط أنقرة الوثيق بالغرب تحت سقف الناتو، والدليل هو ما يقوله لافروف نفسه عن القيم المشتركة تحت شمسيّة “البريكسâ€‌ في مواجهة الغرب. هل هذه رسالة غير مباشرة لأنقرة التي تعارض سياسة روسيا في القرم؟

على الرغم من نفي دائرة الاتصالات التركية أنباء تتحدّث عن اعتراض الهند على العضوية التركية وإعلانها أنّ موضوع التوسعة لم يناقش أساساً في هذه القمّة، يتواصل الكثير من التحليلات والتقديرات حول ما جرى في قازان. لا بدّ من الذهاب أوّلاً باتّجاه الاعتراض الهندي على قبول تركيا نتيجة علاقاتها الاستراتيجية مع الخصم الباكستاني. لا يتصاعد الدخان من مكان لا حريق فيه. امتحان “البريكسâ€‌ لا يتّصل بالتوتّر التركي- الهندي في موضوع باكستان فقط، بل وبالتباعد بينهما حول المشروع التجاري الهندي الإقليمي المدعوم أميركياً والذي يستثني تركيا، ثمّ دعم أنقرة للمشروع التجاري الصيني الذي يستبعد الهند.

البرودة التّركيّة – الإيرانيّة

بعد ذلك تأتي البرودة الحاصلة في العلاقات التركية الإيرانية حول طرق التعامل مع ملفّات ثنائية وإقليمية عديدة، ظهرت إلى العلن عند دخول الرئيس التركي قاعة المؤتمر محيّياً عن بُعد الرئيس الإيراني، لكنّه اختار مصافحة نظيرَيْه الروسي والمصري. المنتظر هو أن تكون العقبة هندية، لكنّ وزير خارجية إيران عباس عراقتشي هو من تبرّع للحديث عن عدم الرغبة في قبول أعضاء جدد في هذه الآونة، وإعلانه أنّه وضعت دول المجموعة بعض الشروط حول المعايير التي يجب تبنّيها من قبل الدول التي تريد أن تكون شريكاً للتكتّل، وأنّ الدول الأعضاء اتّفقت على شرط الإجماع لقبول الأعضاء الجدد. هل هي رسالة ردّ تحيّة إيرانية لأنقرة؟

تعاني منصة “البريكسâ€‌ على الرغم من مرور حوالي عقدين من الزمن على انطلاقتها من عدم بناء هيكلية تنظيمية إدارية ووضع ميثاق المنظّمة حتى الآن. ومع ذلك فثقلها العالمي يدفع الآخرين لقبولها كتكتّل دولي ينبغي التعامل معه على هذا الأساس. من 4 دول مؤسّسة عام 2006 (روسيا، الصين، الهند، والبرازيل) إلى 5 دول مع انضمام جنوب إفريقيا عام 2011. ثمّ توسعتها عام 2023 بقبول 4 دول جديدة هي مصر، الإمارات، إيران وإثيوبيا. والأقرب إلى العضوية الكاملة هي السعودية والأرجنتين كما يبدو.

هناك من يقلق بسبب زيادة ثقل “البريكسâ€‌ البشري والاقتصادي والجغرافي عند انضمام الدول الجديدة. يدور الحديث حول حوالي 3.3 مليارات نسمة، وهو ما يعادل حوالي 40% من إجمالي سكّان العالم.آ وهناك من يتوقّع ارتفاع حصّة مجموعة “البريكسâ€‌ في الناتج المحلّي الإجمالي العالمي عام 2028 إلى حوالي 35% مقارنة بانخفاض حصّة مجموعة السبع إلى 27.8% نزولاً من 29% حالياً نتيجة لضمّها اقتصادات ناشئة سريعة النموّ. كما يشير تقرير لموقع “بلومبيرغâ€‌ إلى أنّ تركيا تهدف إلى الاستفادة من تغيير مركز الثقل الجيوسياسي. هذا إلى جانب أنّ الانضمام إلى “البريكسâ€‌ من شأنه تعزيز التعاون التجاري والماليّ لتركيا مع روسيا والصين، وتقوية الروابط الاقتصادية من خلال بنك التنمية التابع للمجموعة.آ فلماذا ستتردّد تركيا؟

العاملان الجيوسياسيّ والجيوقتصاديّ

يلعب بالمقابل العاملان الجيوسياسي والجيوقتصادي التركيّان دوراً إضافياً في رفع حظوظ تركيا داخل المجموعة، هذا إلى جانب القيمة الجيوسياسية للمجموعة، لا سيَّما في ظلّ نفوذ أنقرة في الشرق الأوسط وانخراطها المتزايد في إفريقيا. تتوقّع التقديرات التي تصف تركيا بواحد من أهمّ الاقتصادات الناشئة في العالم، أن تأخذ مكانها بين أكبر 12 اقتصاداً بحلول عام 2050. تقول أرقام أخرى إنّ انضمام تركيا إلى مجموعة “البريكسâ€‌ سيرفع حصّة الأخيرة 1 في المئة من الاقتصاد العالمي، وبالتالي سيرفع حصّة التكتّل إلى نحو 27.2 في المئة. فلماذا ستتردّد دول “البريكسâ€‌؟

يزعم جورج غالاوي الكاتب والإعلامي البريطاني اليساري الميول والداعم لتكتّلآ â€œالبريكسâ€‌ في مواجهة السياسات الأميركية، أنّ تقاربآ تركياآ مع مجموعةآ â€œالبريكسâ€‌ أثار جنون الولايات المتحدة، وهو ما دفع وكالةآ الاستخبارات الأميركيةآ لتحريك عناصر “حزب العمّال الكردستانيâ€‌ بهدف مهاجمة شركة “توساشâ€‌ للصناعات العسكرية قبل أسبوع في أنقرة. في نهاية الأمر البراغماتية هي التي ستحدّد شكل اتّخاذ القرار، والكلمة الفصل ستكون لروسيا والصين إذا ما حسمتا موقفهما في مواجهة الهند وإيران لأنّ مصلحة الدولة العضو ستكون تحت سقف مصلحة التكتّل وليس العكس.

آ 

وأتس أب

طباعة

تويتر

فيس بوك

جوجل بلاس

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية خطيرة وسط العاصمة صنعاء والحوثيين في حالة استنفار

وطن الغد | 3079 قراءة 

عاجل : في تطور خطير... المواطنين يهاجمون الملك ويعتدون على موكبة ومصادر تكشف السبب"شاهد"

اليمن السعيد | 2833 قراءة 

هروب جماعي لقيادات حوثية مع عائلاتها من هذه المحافظة في ظل تحركات عسكرية غير مسبوقة

المشهد اليمني | 2703 قراءة 

العميد طارق صالح يخرج عن صمته ويكشف ملابسات حادث تعرض له وعن حالته الصحية (فيديو)

المشهد اليمني | 2543 قراءة 

الهروب الجماعي يبدأ.. قيادات حوثية تغادر الحديدة تحت جنح الظلام

حشد نت | 2419 قراءة 

الأحزاب تتفق على تحالف جديد في عدن وتختار المؤتمر رئيسا وغدا حفل الإشهار

الموقع بوست | 2289 قراءة 

شاهد الفيديو.. طارق صالح في أول ظهور له بعد الحادث المروري

حشد نت | 2251 قراءة 

البخيتي: الحوثيون في أضعف حالاتهم ومصر تقود المواجهة القادمة

عدن نيوز | 2228 قراءة 

اول تعليق ايراني على تحشيد قوات الحوثيين في الحديدة استعدادا للحرب

كريتر سكاي | 1960 قراءة 

اختيار الدكتور أحمد عبيد بن دغر في هذا المنصب الرفيع باجماع الكل

المشهد الدولي | 1522 قراءة