تمكنت السلطات الأمنية، شرقي صنعاء، من ضبط متهم بارتكاب عدد من جرائم القتل، بعد أن قادتها إليه جثة أحد ضحاياه الذين استدرجهم للبحث عن "كنز مدفون"، بهدف الاستيلاء على مقتنياتهم الشخصية.
وكشفت وسائل إعلام محلية، أن المتهم البالغ من العمر 24 عاماً، هو أحد عناصر ميليشيا الحوثي الذين شاركوا في القتال ضد القوات الحكومية في الجبهات اليمنية، وقد اعترف حتى الآن بقتل 6 من زملائه المقاتلين، بينهم أحد أقاربه، بعد استدراجهم إلى مناطق نائية وقتلهم.
وتعود تفاصيل الجريمة، إلى نجاح المتهم في إقناع زملائه الضحايا بشكل منفرد، بأنه عثر على "كنز" من الذهب، في إحدى المناطق النائية بمديرية بني حشيش، شرقي صنعاء، ويخبر الشخص المستهدف بأنه يحتاج إلى مساعدته في الحفر وتأمين الموقع، والتكتم على الأمر، على أن يقتسما ما يحصلان عليه لاحقاً.
وبحسب التقارير المحلية، فإن المتهم "الصرفي" يبدأ بالحفر فور وصولهما إلى المكان، على أن يقف المجني عليه بالقرب منه في حماية الموقع مستخدماً سلاحه الشخصي الذي أحضره معه، منتظراً دوره في الحفر.
ويلقي "الصرفي" قطعة ذهبية صغيرة أثناء حفره، مدعياً أنه عثر عليها، بهدف إشعال الحماسة في زميله الآخر، قبل أن يطلب منه النزول واستكمال عملية الحفر، طبقا لما ذكره موقع "المصدر أونلاين".
وتشير التقارير إلى أن المتهم يقوم بقتل الضحية بعد نزوله إلى الحفرة باستخدام الفأس أو من خلال إطلاق النار، ويدفنه في الموقع ذاته، وذلك من أجل الاستيلاء على ما بحوزته من مال ومقتنيات وبندقيته الشخصية.
وذكرت أن المتهم يستخدم هاتف الضحية بعد ذلك، لإرسال رسالة نصية إلى أقرب أفراد أسرته، يبلغهم فيها أنه غادر المنطقة وعاد إلى جبهات القتال لمدة طويلة، ليقوم بعدها بإغلاق الهاتف ثم بيعه.
وحدثت جميع الجرائم التي اعترف المتهم "الصرفي"، بست منها حتى الآن، على مدى فترات متباعدة، استُخرجت جثامين معظمهم خلال الأسبوع الجاري، بعد أن دفنوا في مناطق متفرقة من مديرية بني حشيش.
وأبلغ مواطنون قبل أيام، السلطات الأمنية بالعثور على جثة شخص في داخل غرفة حراسة بإحدى مزارع "القات" بمنطقة "صرف" بالمديرية، وبعد تعرف السلطات على هوية الضحية، تمكنت من معرفة آخر شخص تواصل معه هاتفياً، وتمكنت من إلقاء القبض على "الصرفي"، لتتكشف بعدها القضايا.
وذكرت شرطة محافظة صنعاء، أن المعلومات الأولية تشير إلى أن "المتهم ارتكب جرائم القتل بهدف الكسب غير المشروع، من خلال نهب وبيع مقتنيات المجني عليهم"، مشيرة إلى أنها ستحيل ملفه إلى العدالة فور استكمال الإجراءات القانونية.
بدورها، أكدت قناة "الهوية" التابعة للحوثيين، مساء أمس الأربعاء، الحادثة وتفاصيلها، ونقلت عن شقيق أحد الضحايا، أن المتهم تواصل مع الكثيرين، بينهم هو شخصياً، بعد أسبوع من فقدان شقيقه، وأبلغه أن لديه عملاً له، وأن عليه إحضار سيارته، قبل أن يقوم بإغلاق هاتفه في اليوم التالي.
ووفقاً لشقيق أحد المجني عليهم، فإن المتهم لم يكن يعاني من أي مرض، وكانت تربطه صداقة قوية بضحاياه، وهو ما حملهم على تصديق مزاعمه بشأن "الكنز".
ونفت القناة، صلة المتهم بميليشيا الحوثي، فيما طالب مشايخ وقبائل وأهالي مديرية بني حشيش، السلطات القضائية بإنزال أقصى العقوبات بالمتهم وبمن يثبت اشتراكه معه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news