اخبار وتقارير
دراسة بحثية تكشف قصص تعرض مهاجرات إثيوبيات للاغتصاب في اليمن
الأربعاء - 30 أكتوبر 2024 - 07:11 م بتوقيت عدن
-
عدن، نافذة اليمن:
كشفت دراسة بحثية أعدتها مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدارسات، عن جانب مخيف لما يتعرض لها المهاجرات غير الشرعيات القادمات من القرن الأفريقي إلى السواحل اليمنية بهدف الوصول إلى دول الخليج والعمل هناك.
الدراسة قالت أن السنوات الأخيرة شهدت السواحل اليمنية خاصة العاصمة عدن، تدفقًا متزايدًا للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من إثيوبيا، في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر خليج عدن. موضحة أن الآلاف من الشباب والشابات الأفارقة يلجئون إلى هذه الرحلة الصعبة بحثًا عن حياة أفضل، فارين من ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية في إثيوبيا، إلا أن هذا التدفق الكبير من المهاجرين بات يخلق تحديات حقيقية لمدينة عدن وسكانها، حيث يُعتبر التزايد المستمر لأعدادهم من أبرز القضايا التي تثير القلق في المجتمع المحلي.
تشير الدراسات - الصادرة عن مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات - إلى أن الدوافع الأساسية للهجرة غير الشرعية من إثيوبيا تشمل تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، إضافة إلى النزاعات العرقية والسياسية التي تدفع البعض للفرار بحثًا عن الأمان. وتعتبر الشبكات المنظمة لتهريب البشر العامل الأبرز الذي يسهل هذه العملية، حيث تقوم بتوفير وسائل النقل والطرق الخطرة للوصول إلى الساحل اليمني، غالبًا في ظروف غير إنسانية تزيد من معاناة المهاجرين.
رحلة محفوفة بالمخاطر
يواجه المهاجرون خلال رحلتهم إلى عدن العديد من المخاطر، بدءًا من التعرض لسوء المعاملة والاستغلال من قبل المهربين، ووصولاً إلى مخاطر الطبيعة والمحيط. وبحسب شهادات بعض الناجين، يعاني المهاجرون من ظروف قاسية أثناء الانتقال عبر البحار، إضافة إلى الجوع والعطش وغياب أي حماية قانونية، ما يجعل هذه الرحلة بمثابة مقامرة قد تؤدي بهم إلى الهلاك.
نعم، يمكن تضمين الإشارة إلى شهادات مهاجرات تعرضن للاعتداءات خلال الرحلة، مما يضفي بُعدًا إنسانيًا أقوى على التقرير ويُبرز مدى خطورة الوضع، مع مراعاة عرض هذه المعلومات بحساسية واهتمام.
شهادات صادمة لمهاجرات
تفيد شهادات عدد من المهاجرات بأنهن تعرضن لانتهاكات جسيمة خلال الرحلة، إذ روَت ناجيات أنهن وقعن ضحايا للاعتداءات على يد المهربين أو حتى زملاء الرحلة.
وذكرت إحدى المهاجرات، التي فضلت عدم ذكر اسمها، أنها تعرضت للاعتداء الجنسي خلال الرحلة البحرية، ووصفت الوضع بأنه "كابوس لا ينتهي"، حيث أصبحت رحلتها نحو الأمل رحلة للمعاناة والخوف.
وقالت انهن يجبرن على تعاطي حبوب منع الحمل قبل الصعود على متن القارب، نتيجة توقعات بتعرضهن للاعتداءات الجنسية.
تُظهر هذه القصص جانبًا مظلمًا من رحلة الهجرة غير الشرعية، فبالإضافة إلى مخاطر الجوع والعطش، تجد بعض النساء أنفسهن عُرضة لانتهاكات قاسية، ما يعكس غياب أي حماية قانونية، ويؤكد على أهمية التدخل السريع لمواجهة هذه الانتهاكات التي تحدث على مرأى من المجتمع الدولي.
الانعكاسات وجهود
وصول المهاجرين بهذه الأعداد الكبيرة يلقي بظلاله على عدن، حيث يتسبب بضغط متزايد على البنية التحتية والخدمات الأساسية، كالخدمات الصحية والتعليمية. كما يزيد هذا التدفق من المنافسة على فرص العمل، ما يشكل عبئًا اقتصاديًا واجتماعيًا على المجتمع المحلي، حيث يُشغل بعض المهاجرين وظائف غير رسمية بأجور منخفضة، مما يؤثر سلبًا على سوق العمل ويزيد من نسب البطالة بين السكان المحليين.
تمثل الهجرة غير الشرعية تحديًا أمنيًا في عدن، حيث يرتبط تزايد أعداد المهاجرين بزيادة في معدلات الجريمة والأزمات الأمنية. ويرى مراقبون أن بعض المجموعات الإجرامية تستغل الوضع الهش للمهاجرين من أجل تهريب المخدرات والأسلحة، مما يهدد استقرار المدينة ويزيد من حالة التوتر الاجتماعي.
ورغم الجهود الحكومية للحد من هذه الظاهرة، تبقى الإمكانات محدودة أمام موجات الهجرة المتزايدة. وتعمل بعض المنظمات الدولية بالتعاون مع السلطات المحلية لتوفير المساعدات الإنسانية الأساسية للمهاجرين، بالإضافة إلى حملات توعية حول مخاطر الهجرة غير الشرعية، إلا أن الحلول الجذرية ما زالت غائبة. ويرى الخبراء أن على المجتمع الدولي أن يتبنى نهجًا أكثر شمولية لمعالجة جذور المشكلة في دول المنشأ.
حلول وتوصيات
أوصت الدراسات بأهمية التركيز على التنمية الاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية في إثيوبيا والدول المجاورة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي لمكافحة شبكات التهريب، وتطوير سياسات محلية أكثر فعالية لدعم المهاجرين وتنظيم وجودهم في عدن. كما يشدد الباحثون على ضرورة وضع استراتيجية شاملة لاحتواء الآثار السلبية للهجرة غير الشرعية على الاقتصاد والأمن في المدينة.
وتظل قضية الهجرة غير الشرعية من إثيوبيا إلى عدن مسألة ملحة تستوجب تضافر الجهود بين الدول والمنظمات الدولية، لضمان مستقبل آمن ومستقر للجميع. وبينما يسعى المهاجرون لتحقيق أحلامهم، يبقى على المجتمع الدولي أن يقدم الدعم اللازم لتخفيف المعاناة ومعالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة، بما يحقق توازنًا بين حقوق الإنسان وأمن المجتمعات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news