كشفت مصادر عسكرية يمنية عن عمليات تهجير قسري تنفذها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين من سكان عدة مناطق في محافظة الحديدة، المطلة على مياه البحر الأحمر، في إطار التصعيد الذي تشهده مناطق الساحل الغربي من اليمن.
وقال المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، العقيد وضاح الدبيش، إن الحوثيين طلبوا من سكان مناطق جنوب مدينة الحديدة، مركز المحافظة، مغادرة منازلهم ومناطقهم، والنزوح إلى أماكن أخرى.
وأضاف، أن عمليات الإخلاء والتهجير القسري تستهدف سكان الأحياء الجنوبية الغربية القريبة من مطار الحديدة وقرية “منظر” بمديرية الحوك، والبلدات الساحلية من مديرية الدريهمي، وصولًا إلى منطقة “النخيلة” جنوب المديرية، بعدِّها البوابة الجنوبية الغربية لمدينة الحديدة.
وأشار الدبيش إلى أن الحوثيين أبلغوا المدنيين بأن مناطقهم السكنية تُعدّ مناطق قتال ضد “العدو الأمريكي”، الذي يقولون إنه يستعد لتنفيذ عمليات إنزال بحري في مناطق جنوب الحديدة.
وأوضح أن الحوثيين حفروا خلال الأيام الماضية سلسلة واسعة من الأنفاق والخنادق والسراديب، وقطع الطرقات وفتح الأنفاق المائية بشكل كبير، تمهيدًا لإخلاء هذه المناطق من أي تواجد سكاني، بعدِّها مناطق عسكرية صرفة، ما يفرض حالة من الرعب بين المدنيين خشية التصوير أو الإبلاغ عن تفاصيل التحركات.
ونفذت ميليشيا الحوثي يوم الأحد الماضي مناورة عسكرية تكتيكية بحرية وبرية في مياه البحر الأحمر ومناطق محافظة الحديدة، تحاكي تصديها لأربع موجات هجومية افتراضية برية وبحرية، تشارك فيها سفن وقطع حربية معادية.
وبحسب وسائل إعلام حوثية، فإن المناورات تؤكد استعداد الحوثيين لمواجهة “أي مخاطر وتحديات تتطلبها المرحلة، حتى وإن لجأ الأمريكيون إلى عملية إنزال على الأراضي اليمنية”.
وخلال الأيام الماضية، حذرت ميليشيا الحوثي من عملية عسكرية مرتقبة تقودها الولايات المتحدة بالتنسيق مع القوات الحكومية المحلية، لاجتثاث الوجود الحوثي في السواحل الغربية للبلاد، في ظل تزايد التهديدات على ممرات التجارة الدولية في البحر الأحمر.
ويرى العقيد وضاح الدبيش أن المناورات “العبثية” تعكس حالة القلق والخوف التي باتت تعتري الحوثيين، في ظل التوجه الدولي لتقليم أظافر الأذرع الإيرانية في المنطقة، واقتناع المجتمع الدولي بخطر ميليشيا الحوثي وضرورة استئصالها وإزالة ضررها.
يأتي ذلك بعد أكثر من أسبوع على توجيه الغرفة التجارية بأمانة العاصمة صنعاء عبر صفحتها على منصة “فيسبوك” التجار وملاك الحاويات إلى رفع حاوياتهم من ميناء الحديدة على نحو عاجل، قبل أن تعود وتنبه إلى وجود حالة ازدحام كبيرة في مساحات الميناء.
ويرى مدير الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الإستراتيجية، جمال العواضي، أن مدينة الحديدة “قد تصبح قاعدة لحماية الملاحة العالمية والمصالح الدولية برعاية الولايات المتحدة وبريطانيا، وبعيدًا عن البند السابع”.
وقال في تدوينة على منصة “إكس” إن ذلك سيتم دون أي عملية إنزال برية لقوات غربية في الحديدة، بل من خلال تعزيز القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، وإسنادها جوًّا لتحرير الحديدة، التي ستكون بداية لتحرير صنعاء من الحوثيين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news