الجنوب اليمني| خاص
في خطوة تعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها اليمن، غادر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي البلاد في جولة خارجية لحشد الدعم الإقليمي والدولي لمواجهة الانهيار الاقتصادي ودعم الإصلاحات الشاملة.
وأعلن مكتب الرئاسة أن العليمي سيجري خلال اليومين المقبلين مشاورات مع جهات فاعلة إقليمية ودولية حول المستجدات وسبل حشد الدعم لدعم الإصلاحات التي تنفذها الحكومة، ومواجهة التحديات الاقتصادية وتداعياتها الإنسانية.
يأتي ذلك في ظل تدهور اقتصادي متسارع تعيشه المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً منذ عام 2015، نتيجة تفاقم الفساد وغياب الدولة بسبب تدخلات دول التحالف (السعودية والإمارات) في إدارة القرار السيادي اليمني وتخليهما عن التزاماتهما القانونية بإعادة إعمار اليمن وحل أزمته الاقتصادية.
وقد أدت تدخلات دول التحالف إلى تعيين شخصيات فاسدة وغير كفؤة في مفاصل الدولة ومؤسساتها، مما ساهم في نمو “الشللية” وسيطرة لوبي الفساد على مقدرات البلاد ونهب المساعدات الشحيحة التي تقدمها السعودية. فيما تغيب أي مساهمة أو دعم مالي من الإمارات التي تسيطر على جنوب اليمن وتستحوذ على مقدراته وتعطل منشآته الاقتصادية وموانئه ومطاراته وثرواته.
وتُعتبر جولة العليمي للتسول بمثابة تخلي واضح من دولتي التحالف عن مسؤولياتهما في حل الأزمة اليمنية اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، وهو ما يتناقض مع شروط تدخلهما المعلنة في عام 2015 لدعم استعادة الشرعية وإسقاط الانقلاب الحوثي وتثبيت الشرعية الدستورية.
إلا أن دولتي التحالف انقلبتا إلى قوى احتلال وانتهكتا السيادة اليمنية وأطاحتا بالرئيس الشرعي وفرضتا مجلساً رئاسياً يتكون من أدوات تابعة لهما، تاركتين الشعب اليمني يغرق في الانهيار المعيشي وسقوط العملة إلى مستويات غير مسبوقة.
وعلى مدى عشر سنوات، لم تفِ دولتا التحالف بأي من تعهداتهما، بل زادتا الوضع سوءاً بتدخلهما وتعطيلهما للدولة ومنعها من إعادة تشغيل منشآت البلاد وموانئها وتصدير الغاز والنفط، مما أدى إلى الانهيار الشامل الذي ينذر بانفجار بركان شعبي عواقبه وخيمة.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news