في مشهد لا يخلو من الغرابة ويبعث على السخرية، تحول مقر الأمانة العامة لرئاسة الوزراء في كريتر، عدن، إلى ساحة عراك، كان طرفاها الأمين العام لرئاسة الوزراء، مطيع دماج، والمسؤول في الدائرة المالية، أنيس باحارثة.
فصول القصة بدأت عندما استدعى دماج بعض موظفي الدائرة المالية، وعلى رأسهم فتحي المنجد، للتحقيق في أسباب تأخير صرف مستحقات ورواتب الموظفين، ظاهرة تتكرر كثيراً في أروقة الحكومة، وتثير استياء الموظفين والمواطنين على حد سواء.
وخلال التحقيق، أقر بعض الموظفين بأن التوجيهات الصادرة من باحارثة نفسه كانت وراء التأخير، ما أثار حفيظته فور علمه بهذا التحقيق.
وبأسلوب يوحي بغياب آداب العمل المؤسسي وتجاوزات السلطة، قرر باحارثة التحرك بشكل "فوري" إلى الأمانة العامة، مصطحباً بعض المرافقين المسلحين من قصر معاشيق، ولم يتردد في كسر باب غرفة التحقيق بالقوة، ما دفع دماج إلى الانفجار قائلاً: "ما هذا التصرف الهمجي؟ هذه بلطجة، لماذا تخاف من التحقيق مع موظفيك؟"
جاء رد باحارثة متحدياً، قائلاً: "من حقك تحقق، لكن ليس من حقك تحبسهم!" وسرعان ما تصاعدت حدة المواجهة، من تراشق بالألفاظ إلى اشتباك بالأيدي واللكمات، قبل أن يتدخل الحاضرون لفض الشجار بين الطرفين.
لم تنتهِ القصة هنا، إذ توجه الطرفان نحو قصر معاشيق، كل منهما يحاول كسب تأييد ودعم الجهات العليا، ويبدو أن الحل النهائي بات يتطلب تدخلاً مباشراً من رئيس الوزراء احمد عوض بن مبارك ورئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لوضع حد لهذه الفوضى، في وقت يتساءل المواطنون عن مصير مستحقاتهم المتأخرة وسبل معيشتهم في ظل الصراعات المحتدمة بين المسؤولين.
تبدو الحكومة في هذا المشهد وكأنها تتقن فن "الدراما" ضمن أساليب عملها اليومية، حيث يغلب الصراع الشخصي على المصالح العامة. فهل نرى قريباً بطولة وطنية في "الملاكمة السياسية"، أم أن المواطن سيضطر لتعلم فنون القتال لمواجهة التحديات الحكومية؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news