الفتيات في ذمار .. حرمان قسري من التعليم

     
موقع الجنوب اليمني             عدد المشاهدات : 202 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الفتيات في ذمار .. حرمان قسري من التعليم

الجنوب اليمني: متابعات

حَرمت العادات والتقاليد المجتمعية المنتشرة في بعض قرى مديرية وصاب العالي والسافل ومديرية عتمة بمحافظة ذمار (وسط اليمن)، المئات من الفتيات من استكمال تعليمهن وساهمت بتوسع دائرة الأمية بين الفتيات.

 

سلمى (23 عاماً)، واحدة من بين الفتيات اللاتي حُرمن من مواصلة تعليمهنّ الدراسي، إذ أجبرتها عائلتها على التوقف بسبب العادات المجتمعية في قريتها بمديرية عتمة بمحافظة ذمار، ما شكل لها صدمة كبيرة.

 

ضياع الحلم

تقول سلمى: “رفض أهلي السماح بمواصلة تعليمي، وكانوا يمنعوني من الذهاب إلى المدرسة، حتى توقفت عن الدراسة في الصف الثامن الأساسي لأن أهلي يعتقدون بأني أصبحت كبيرة في السن وهذا عيب ويجلب العار”.

 

تتحسر سلمى على حرمانها من تحقيق حلمها في التعليم فتقول لمنصة ريف اليمن: “أردت دائما تحقيق حلمي كي أكون طبيبة في المستقبل لكن العادات لم تسمح بذلك، ولم أحقق حلمي بل لم استطع إكمال التعليم الأساسي والثانوي”.

 

وتواجه المرأة الريفية في اليمن، العديد من التحديات التي تعيق فرصها في الحصول على التعليم، وذلك ينعكس بشكل سلبي على نموها الشخصي وتطورها المهني، في ظل تحذيرات أممية من تفاقم نسب الأمية في اليمن، وخاصة في الأرياف منها.

 

وترى الصحفية والناشطة وداد البدوي أن من ضمن المعوقات بالإضافة للعادات والتقاليد، هي الأولويات لدى الأسرة الريفية في اليمن، إذ أن الأولوية أمام الفتاة الريفية هو القيام بأعمال المنزل بينما يذهب الأولاد إلى التعليم”.

 

وقالت البدوي ” في الريف اليمني يهتم السكان بالذكور أكثر من الإناث لذلك نجد أن الفرص متاحة للذكور بشكلٍ كبير، في حين تبقى الفتيات للمساعدة في القيام بأعمال البيت والأعمال الزراعية والأمور المرتبطة بالحياة العامة للأسرة”.

 

ولفتت إلى وجود معوقات أخرى تقف عائقاً أمام المرأة الريفية وتمنعها من مواصلة تعليمها مثل الفقر وغياب المدراس الحكومية “.

 

من جانبه يقول أستاذ علم الاجتماع الدكتور عبد الباقي شمسان ” أن جزء كبير من النساء تعاني من الهيمنة الذكورية وعدم القدرة على الانخراط في سوق العمل وهذا يجعل مكانة المرأة في الدرجة الدنيا في المجتمع”.

 

ويضيف: “في حالة وفاة المعيل أو تعرضه لإعاقة أو هجرته إلى مكان آخر تصبح المرأة ضعيفة وتكون كيان هزيل غير قادرة على الاعتماد بنفسها “.

 

وتابع :”انخراط الفتاة الريفية في سوق العمل يضيف قوة إلى الاقتصاد ويمكنها من الاستقلال والاعتماد على نفسها كما أن دخول المرأة في سوق العمل يجعل المجتمع يتقبلها وينظر إليها كونها رقم مهم لديها القدرة على إدارة شؤونها وتوفير متطلبات عيشها وأسرتها وهذا يساهم في تغيير النظرة الدونية للمرأة”.

 

الفقر وغياب المدراس

ليست العادات والتقاليد من تعيق الفتيات من استكمال تعليمهن، إذ أن هناك عوامل أخرى كالفقر الذي أجبر المواطن محمد الوصابي أحد سكان قرية العول بمديرية وصاب العالي على إيقاف بناته من مواصلة تعليمهن بسبب الظروف المعيشية”.

 

يقول الوصابي  :” مصدر دخلنا الوحيد هو الزراعة والمواشي، لذلك كان من الضروري بقاء الفتيات للعمل في الرعي والمزرعة”. ثم يضيف: “لا امتلك تكاليف التعليم اعمل بالأجر اليومي في الزراعة وليس بمقدوري توفير المستلزمات الدراسة لبناتي، نعيش في صراع من أجل تأمين لقمة العيش”.

 

أما سعيد أحمد (50 عاماً) وهو أحد سكان مديرية عتمة، اضطر إلى إيقاف ابنته عن التعليم بسبب بعد المسافة إلى المدرسة الحكومية إذ يقول:” يتعين على ابنتي المرور في ثلاث قرى من أجل الوصول إلى المدرسة الثانوية مشياً على الأقدام، بسبب عدم توفر وسيلة مواصلات وذلك دفعني إلى اجبارها على التوقف عن التعليم”.

 

ويقول أحمد  :”عدم توفر مدارس خاصة لتعليم الفتيات في المنطقة، وغياب الكوادر المتخصصة، يجعل البيئة غير مناسبة لا نهتم كثيرا بهذا الجانب”.

 

هذا ما أشارت له البدوي في حديثها لمنصة ريف اليمن إذ قالت:” في الكثير من المناطق الريفية في اليمن تكون المدارس بعيدة وأحيانا تكون الطرق إليها غير آمنة وذلك يتسبب بحرمان من الفتيات من الحصول على حقهنّ في التعليم”.

 

وتضيف: “تتحمل الفتاة في الريف مسؤولية كبيرة في سنّ مبكرة خصوصاً مع الخدمات كالماء والكهرباء والخدمات العامة وهو ما يجعل الفتاة تقطع مسافات طويلة لجلب الحطب والماء وغيرها”.

 

هجرة لأجل العلم

تعتقد البدوي بأن:” مشكلة حرمان الفتيات من مواصلة التعليم في الأرياف لن تحل بمجرد الحديث عن الوعي أو بمجرد بناء مدرسة ودعوة الآباء والأمهات إلى تعليم أولادهن، بل يحتاج إلى تنمية حقيقية تصل إلى قلب الريف، لتخفيف الأعباء على الفتيات، وإتاحة الفرصة لهن بتلقي تعليم حقيقي وصنع فارق في حياتهن”.

 

وفي حين تحث البدوي على أهمية تعليم الفتيات في الأرياف يقول قاسم سنان وهو أحد الوجاهات المجتمعية بمنطقة الشرم العالي: “لا توجد مدارس مكتملة في الريف وإن وجدت مدرسة متواضعة فهي بعيدة وتخلو من كراسي الطلاب ودورات المياه وغيرها من الخدمات “.

 

وقال سنان “من المعوقات أمام تعليم الفتيات في الريف الثقافة السلبية نسمع كثيراً عبارات مختلفة تقلل من أهمية تعليم النساء مثل (البنت مالها الا زوجها)”، لافتا أنه اضطر إلى مغادرة مسقط رأسه كي يتمكن من استكمال تعليم بناته”.

 

ووفقا لمنظمة اليونيسيف ” يوجد في اليمن أكثر من مليوني طفل خارج المدرسة في الوقت الراهن، الغالبية العظمى من هؤلاء الاطفال هن من الفتيات، مشيرة إلى أن “التعليم الأساسي لا يزال غير متاح لكثير من الفتيات لا سيما اللواتي يعشن في المناطق الريفية النائية”.

 

المصدر | ريف اليمن

مرتبط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

قبل القبض عليه بالمهرة.. شاهد القيادي الزايدي يحرض على غزو مأرب ويدعو للولاء لعبدالملك الحوثي

المشهد اليمني | 588 قراءة 

لهذا السبب.. المخابرات الحوثية تختطف أحد أبرز قيادات الجماعة في صنعاء وتخفيه

وطن نيوز | 559 قراءة 

صدور حكم غير متوقع بشان مغتصب الطفلة جنات في صنعاء

كريتر سكاي | 543 قراءة 

عاجل.. تحركات ومساعي جديدة للإفراج عن القيادي الحوثي البارز بالمهرة تحت هذا المبرر " تفاصيل "

وطن نيوز | 504 قراءة 

قضية إعتقال الشيخ الزايدي قد تُحرك جمهود الجبهات .. وفيديو يكشف موقفه من جبهة مأرب وعبد الملك الحوثي

اليوم برس | 446 قراءة 

اطقم أمنية تقوم بهذا الأمر الآن

كريتر سكاي | 371 قراءة 

اليمن على موعد مع انفراجة اقتصادية… بفضل هذه الشراكة المفاجئة!

المرصد برس | 304 قراءة 

بالصور.. فضيحة أممية في اليمن والحكومة الشرعية تعلق وتحذير بشدة 

موقع الأول | 293 قراءة 

اول تعليق حوثي على اعتقال القيادي محمد الزايدي بالمهرة

الأمناء نت | 279 قراءة 

جواز دبلوماسي.. رتبة عسكرية حوثية.. كمين غادر.. القصة الكاملة للقبض على القيادي الحوثي الزايدي بالمهرة

موقع الأول | 239 قراءة