الفتيات في ذمار .. حرمان قسري من التعليم

     
موقع الجنوب اليمني             عدد المشاهدات : 64 مشاهده       تفاصيل الخبر
الفتيات في ذمار .. حرمان قسري من التعليم

الجنوب اليمني: متابعات

حَرمت العادات والتقاليد المجتمعية المنتشرة في بعض قرى مديرية وصاب العالي والسافل ومديرية عتمة بمحافظة ذمار (وسط اليمن)، المئات من الفتيات من استكمال تعليمهن وساهمت بتوسع دائرة الأمية بين الفتيات.

 

سلمى (23 عاماً)، واحدة من بين الفتيات اللاتي حُرمن من مواصلة تعليمهنّ الدراسي، إذ أجبرتها عائلتها على التوقف بسبب العادات المجتمعية في قريتها بمديرية عتمة بمحافظة ذمار، ما شكل لها صدمة كبيرة.

 

ضياع الحلم

تقول سلمى: “رفض أهلي السماح بمواصلة تعليمي، وكانوا يمنعوني من الذهاب إلى المدرسة، حتى توقفت عن الدراسة في الصف الثامن الأساسي لأن أهلي يعتقدون بأني أصبحت كبيرة في السن وهذا عيب ويجلب العار”.

 

تتحسر سلمى على حرمانها من تحقيق حلمها في التعليم فتقول لمنصة ريف اليمن: “أردت دائما تحقيق حلمي كي أكون طبيبة في المستقبل لكن العادات لم تسمح بذلك، ولم أحقق حلمي بل لم استطع إكمال التعليم الأساسي والثانوي”.

 

وتواجه المرأة الريفية في اليمن، العديد من التحديات التي تعيق فرصها في الحصول على التعليم، وذلك ينعكس بشكل سلبي على نموها الشخصي وتطورها المهني، في ظل تحذيرات أممية من تفاقم نسب الأمية في اليمن، وخاصة في الأرياف منها.

 

وترى الصحفية والناشطة وداد البدوي أن من ضمن المعوقات بالإضافة للعادات والتقاليد، هي الأولويات لدى الأسرة الريفية في اليمن، إذ أن الأولوية أمام الفتاة الريفية هو القيام بأعمال المنزل بينما يذهب الأولاد إلى التعليم”.

 

وقالت البدوي ” في الريف اليمني يهتم السكان بالذكور أكثر من الإناث لذلك نجد أن الفرص متاحة للذكور بشكلٍ كبير، في حين تبقى الفتيات للمساعدة في القيام بأعمال البيت والأعمال الزراعية والأمور المرتبطة بالحياة العامة للأسرة”.

 

ولفتت إلى وجود معوقات أخرى تقف عائقاً أمام المرأة الريفية وتمنعها من مواصلة تعليمها مثل الفقر وغياب المدراس الحكومية “.

 

من جانبه يقول أستاذ علم الاجتماع الدكتور عبد الباقي شمسان ” أن جزء كبير من النساء تعاني من الهيمنة الذكورية وعدم القدرة على الانخراط في سوق العمل وهذا يجعل مكانة المرأة في الدرجة الدنيا في المجتمع”.

 

ويضيف: “في حالة وفاة المعيل أو تعرضه لإعاقة أو هجرته إلى مكان آخر تصبح المرأة ضعيفة وتكون كيان هزيل غير قادرة على الاعتماد بنفسها “.

 

وتابع :”انخراط الفتاة الريفية في سوق العمل يضيف قوة إلى الاقتصاد ويمكنها من الاستقلال والاعتماد على نفسها كما أن دخول المرأة في سوق العمل يجعل المجتمع يتقبلها وينظر إليها كونها رقم مهم لديها القدرة على إدارة شؤونها وتوفير متطلبات عيشها وأسرتها وهذا يساهم في تغيير النظرة الدونية للمرأة”.

 

الفقر وغياب المدراس

ليست العادات والتقاليد من تعيق الفتيات من استكمال تعليمهن، إذ أن هناك عوامل أخرى كالفقر الذي أجبر المواطن محمد الوصابي أحد سكان قرية العول بمديرية وصاب العالي على إيقاف بناته من مواصلة تعليمهن بسبب الظروف المعيشية”.

 

يقول الوصابي  :” مصدر دخلنا الوحيد هو الزراعة والمواشي، لذلك كان من الضروري بقاء الفتيات للعمل في الرعي والمزرعة”. ثم يضيف: “لا امتلك تكاليف التعليم اعمل بالأجر اليومي في الزراعة وليس بمقدوري توفير المستلزمات الدراسة لبناتي، نعيش في صراع من أجل تأمين لقمة العيش”.

 

أما سعيد أحمد (50 عاماً) وهو أحد سكان مديرية عتمة، اضطر إلى إيقاف ابنته عن التعليم بسبب بعد المسافة إلى المدرسة الحكومية إذ يقول:” يتعين على ابنتي المرور في ثلاث قرى من أجل الوصول إلى المدرسة الثانوية مشياً على الأقدام، بسبب عدم توفر وسيلة مواصلات وذلك دفعني إلى اجبارها على التوقف عن التعليم”.

 

ويقول أحمد  :”عدم توفر مدارس خاصة لتعليم الفتيات في المنطقة، وغياب الكوادر المتخصصة، يجعل البيئة غير مناسبة لا نهتم كثيرا بهذا الجانب”.

 

هذا ما أشارت له البدوي في حديثها لمنصة ريف اليمن إذ قالت:” في الكثير من المناطق الريفية في اليمن تكون المدارس بعيدة وأحيانا تكون الطرق إليها غير آمنة وذلك يتسبب بحرمان من الفتيات من الحصول على حقهنّ في التعليم”.

 

وتضيف: “تتحمل الفتاة في الريف مسؤولية كبيرة في سنّ مبكرة خصوصاً مع الخدمات كالماء والكهرباء والخدمات العامة وهو ما يجعل الفتاة تقطع مسافات طويلة لجلب الحطب والماء وغيرها”.

 

هجرة لأجل العلم

تعتقد البدوي بأن:” مشكلة حرمان الفتيات من مواصلة التعليم في الأرياف لن تحل بمجرد الحديث عن الوعي أو بمجرد بناء مدرسة ودعوة الآباء والأمهات إلى تعليم أولادهن، بل يحتاج إلى تنمية حقيقية تصل إلى قلب الريف، لتخفيف الأعباء على الفتيات، وإتاحة الفرصة لهن بتلقي تعليم حقيقي وصنع فارق في حياتهن”.

 

وفي حين تحث البدوي على أهمية تعليم الفتيات في الأرياف يقول قاسم سنان وهو أحد الوجاهات المجتمعية بمنطقة الشرم العالي: “لا توجد مدارس مكتملة في الريف وإن وجدت مدرسة متواضعة فهي بعيدة وتخلو من كراسي الطلاب ودورات المياه وغيرها من الخدمات “.

 

وقال سنان “من المعوقات أمام تعليم الفتيات في الريف الثقافة السلبية نسمع كثيراً عبارات مختلفة تقلل من أهمية تعليم النساء مثل (البنت مالها الا زوجها)”، لافتا أنه اضطر إلى مغادرة مسقط رأسه كي يتمكن من استكمال تعليم بناته”.

 

ووفقا لمنظمة اليونيسيف ” يوجد في اليمن أكثر من مليوني طفل خارج المدرسة في الوقت الراهن، الغالبية العظمى من هؤلاء الاطفال هن من الفتيات، مشيرة إلى أن “التعليم الأساسي لا يزال غير متاح لكثير من الفتيات لا سيما اللواتي يعشن في المناطق الريفية النائية”.

 

المصدر | ريف اليمن

مرتبط

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : طيران التحالف العربي يعود من جديد وينفذ ثلاث عملية جوية في هذه المحافظة اليمنية وتوقعات بقرب موعد الحرب

اليمن السعيد | 3470 قراءة 

عاجل : في تطور خطير... الامير محمد بن سلمان يجتمع بقيادات المملكة ويتخذ قرارات تاريخية

اليمن السعيد | 2510 قراءة 

المحرمي يؤدب الشنيني باجراء حازم

العربي نيوز | 2409 قراءة 

عاجل : تطورات متسارعة... رئيس الحكومة يقيل وزير الدفاع ويعين هذه الشخصية

اليمن السعيد | 2196 قراءة 

السعودية تضغط بورقة طرد المغتربين !

العربي نيوز | 2058 قراءة 

مليشيا "الانتقالي" تحتجز طائرة بمطار عدن !

العربي نيوز | 1618 قراءة 

مليشيا الشنيني تهاجم قوات المحرمي (محصلة)

العربي نيوز | 1480 قراءة 

الحديدة.. اشتباكات عنيفة بين المقاومة المشتركة ومليشيا الحوثي

يمن فويس | 1190 قراءة 

تطورات مفاجئة.. رئيس الحكومة يقيل وزير الدفاع ويعين هذه الشخصية!

العين الثالثة | 1141 قراءة 

تشريح حثمان السنوار يكشف صدمة جديدة للكيان الإسرائيلي!!

نيوز لاين | 1018 قراءة