هكذا يرسخ الحوثيون سلطتهم من خلال القمع حتى ضد عمال الإغاثة

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 210 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
هكذا يرسخ الحوثيون سلطتهم من خلال القمع حتى ضد عمال الإغاثة

في أحدث موجة من الملاحقات، اعتقل الحوثيون في اليمن العشرات من الأشخاص بسبب احتفالهم بعطلة وطنية في تاريخ تعتبره الميليشيا غير مناسب. يقول توماس جونو، محلل شؤون الشرق الأوسط وأستاذ في جامعة أوتاوا في كندا: "منذ عام 1962، يحتفل اليمنيون بتاريخ 26 أيلول/ سبتمبر باعتباره مولد الجمهورية العربية اليمنية." وأضاف: "إلا أن الحوثيين يعتبرون ذلك التاريخ تهديدًا واضحًا لشرعيتهم، حيث أن أي احتفال بـ 26 سبتمبر يمكن أن يُنظر إليه كدعوة للعودة إلى اليمن الجمهوري، وهو ما يتعارض مع ما يمثله الحوثيون".

بدلاً من ذلك، سعى الحوثيون إلى فرض 21 أيلول/ سبتمبر كعطلة وطنية للبلاد. ففي ذلك اليوم من عام 2014، سيطرت الميليشيا، التي أعيد تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة في يناير 2024 ، على العاصمة اليمنية صنعاء. وقد أسفر ذلك اندلاع حرب أهلية بينها وبين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. وقد اتسع نطاق الحرب أكثر في عام 2015 عندما انضم تحالف دولي بقيادة السعودية لدعم الحكومة.

منذ ذلك الحين، انقسمت البلاد فعليًا إلى قسمين. حيث تسيطر جماعة الحوثي على الشمال الغربي، بما في ذلك العاصمة صنعاء وما يقارب 70 بالمائة من السكان، في حين أن الحكومة، التي تمثلها حاليًا مجلس القيادة الرئاسي، تدير الأمور من مدينة عدن الساحلية في الجنوب.

ومع ذلك، أصبحت السعودية أكثر انفتاحًا بشأن رغبتها في إنهاء الصراع، حيث التقت بالفعل مع ممثلين عن الحوثيين لإجراء مفاوضات سلام. وقال جونو في حديثه لـDW : "لقد انتصر الحوثيون في الحرب الأهلية بطريقة ما خلال السنوات القليلة الماضية، لكنهم يديرون حكومة شديدة التسلط والقمع في شمال اليمن". وأضاف: "لا يتسامحون مطلقًا مع أي معارضة، سواء كانت جمهورية أو غيرها".

تصاعد حملة القمع رغم الانتصار

تقول نيكو جافارنيا، الباحثة المتخصصة في الشأن اليمني لدى منظمة هيومن رايتس ووتش: "أظهر الحوثيون اهتمامًا أكبر في ضمان استمرار الحرب في اليمن بدلاً من الاهتمام الفعلي بحكمه". وأضافت: "غالبية السكان الذين يعيشون في المناطق التي يسيطرون عليها يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء." ويتحمل المدنيون اليمنيون العبء الأكبر من الحرب الوحشية التي استمرت على مدار العقد الماضي.

وبحسب التقديرات فإن حوالي نصف سكان اليمن البالغ عددهم 38.5 مليون نسمة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، والجوع في تزايد. كما تضاعفت مستويات الحرمان الشديد من الغذاء في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون منذ العام الماضي، حسبما قالت جويز مسويا، مسؤولة بارزة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.

وأشارت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان مرارًا إلى أن اليمنيين يعانون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، والتي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص بالفعل. ومن المحتمل أن تتفاقم الأوضاع الإنسانية في المستقبل القريب.

ومنذ حزيران/ مايو الماضي، اعتقل الحوثيون عددا متزايدا من الموظفين الدوليين. وتم تأكيد اعتقال واختفاء قسري لحوالي 50 من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والمجتمع المدني، وفقًا لتقارير هيومن رايتس ووتش والأمم المتحدة، وقال مسويا: "الاعتقال التعسفي للعاملين في المجال الإنساني والاتهامات الباطلة ضدهم تستمر في إعاقة قدرتنا بشكل كبير على تقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن."

وفي أكتوبر جدد عدة رؤساء كيانات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية دولية مثل اليونسكو، واليونيسف، منظمة الصحة العالمية وأوكسفام دعوتهم للإفراج الفوري عن موظفيهم المحتجزين تعسفياً من قبل السلطات الحوثية في اليمن. وجاء ذلك ردًا على إعلان الحوثيين الأخير بأن المحتجزين سيواجهون "محاكمة جنائية" قريبًا.

ومع ذلك، قال المراقب توماس جونو إنه لا يوجد شيء مثل الإجراءات القانونية الواجبة أو المحاكمات العادلة أو الشفافية والمساءلة في النظام القضائي الذي أسسه الحوثيون. ويتفق هشام العميسي، محلل النزاعات في معهد السلام الأوروبي والمدير السابق لمركز موارد المعلومات في البعثة الأمريكية في اليمنمع ذلك. وقال لـ DW : "هذا الإعلان عن المحاكمة علامة سيئة للغاية"، مضيفًا أن هذا "يعني أنهم يمضون قدمًا في إصدار الأحكام، وكثيرون يخشون من أحكام بالإعدام."

هل يشعر الحوثيون بالضعف؟

يمكن تفسير تصعيد الحوثيين ضد السكان المحليين وكذلك العاملين في الإغاثة الدولية بأنهم " يشعرون بالحاجة إلى تعزيز سلطتهم أكثر"، وفقًا لجونو. وأوضح أن الوضع المالي في المناطق التي يحكمونها غير مستقر، والوضع الإنساني مأساوي، وحقيقة أن الحوثيين لم يتمكنوا من السيطرة على البلاد بالكامل تجعلهم يشعرون بالضعف.

هذا وتتعرض الجماعة الحوثية لضغوط دولية متزايدة بعد الهجمات الإرهابية التي نفذتها حركة حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والحرب المستمرة في غزة، وجاءت الضغوط بعدما بدأ الحوثيون في استهداف ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر، في محاولة لإظهار التضامن مع الفلسطينيين في غزة. وعلى الرغم من أن هذه الهجمات عززت من شعبية الجماعة داخل اليمن، إلا أنها أدت أيضًا إلى ضربات أمريكية وإسرائيلية استهدفت مواقع للحوثيين في اليمن.

وقال هشام العميسي إن "الضربات الأمريكية الأسبوع الماضي باستخدام قاذفات B-2 زادت الضغط على الحوثيين." من وجهة نظره، تستعد الميليشيا للأوقات العصيبة. وأضاف: "بعد أن استهدفت إسرائيل قادة حماس وحزب الله، يخشى الحوثيون الآن أنهم سيكونون الهدف التالي". وأضاف أن الحوثيين ردوا على ذلك باعتقال عدد أكبر من الأشخاص في صنعاء، بما في ذلك من صفوفهم الخاصة، لأنهم أصبحوا شديدي الشك بأن صفوفهم قد اخترقت. وأوضح: "هم في حالة ذعر تام، وفي الوقت نفسه، لا يريدون إظهار أنهم خائفون."


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

دوي صفارات الإنذار تدوي بالعاصمة صنعاء وتحذيرات عاجلة للمواطنين وإعلان حالة الإستنفار من قبل الجهات المعنيه

الحدث اليوم | 805 قراءة 

حركة من محمد بن سلمان داخل السيارة أثناء استقبال السيسي أثارت تفاعل عربي واسع ماذا عمل!؟؟

صوت العاصمة | 689 قراءة 

الإعلان عن استنفار وتأهب كبير بعدن

كريتر سكاي | 631 قراءة 

عاجل:إنفجار عنيف قبل قليل

كريتر سكاي | 593 قراءة 

انفجار عنيف يقضي على مسلحين حوثيين على طريق صنعاء ومصدر يكشف اللحظات الأخيرة لهما

نافذة اليمن | 547 قراءة 

انقلاب عسكري .. وزير الدفاع بحكومة الشرعية يتعرض لطعنة غادرة

صوت العاصمة | 542 قراءة 

يحدث الان.. بدء تشكل سحاب المنخفض الجوي بعدن فيما تظهر المعلا بصورة مؤلمة

كريتر سكاي | 481 قراءة 

شاهد بالصورة .. هذا مايحدث في عدن الآن

كريتر سكاي | 456 قراءة 

قرار جديد لمجلس الامن بشأن التسوية السياسية الجديدة لانهاء الحرب في اليمن

الحدث اليوم | 422 قراءة 

العد التنازلي بدأ: خبير اقتصادي يحذر من انهيار وشيك في قطاع الصرافة

المرصد برس | 376 قراءة