(1)
كنا نعوذ ببعضنا من بعضنا وبحلمنا من يومنا ونغوص في بحر الأسى بحثًا عن الأصداف والقرش المكشر حائل.
كنا على رمل النشيج نراقب الرقص المكركر في الضفاف الأخريات ونشتهي مطرًا بلون العشق.
ردي لي التحية يا عروس البحر مزنًا من بخار الصيف أو عرق السماء، أنا حديث الاّس للصفصاف، ترجمة السواسن للحفيف، صدى فحيح الطلح والريح اللواقح، زفرة الأعشاب في (غب) الشتاء.
محملًا بالبؤس أمشي في رصيف العمر مكتظًا بأوجاع النحيب، اشاهد الرايات دامعة وأسودها يهشم ماتبقى من بياض واحمرار.
رد لي لغتي وخذ ما شئت من خوفي وناولني القصيدة يا زمن.
(2)
كنا ومازلنا على عجل وفي وجل نذوب كشمعة في رف تاريخ الخرافة، والبلاد أصابها مس وأمطرها بوابل من جنون.
هل يدوم القحط والطاعون؟ لست بقاريء حتى ارتل ما تيسر من كتاب الغد.
هل تلد الحمامة أم تبيض؟ (الباب ما قرعته غير الريح) كيف أفك طلسم أنتي في مهرجان الرقص؟ هل يجدي التضرع للسماء؟ يداي تختزلان رحلتي الطويلة من ملامسة السماد ألى مصافحة المجاعة في الرصيف الدائري،
انا اشتريت هواجسي خبزًا وسددت بأوجاعي الثمن.
(3)
كنا نعد نبيذنا عصرًا فتشربه مدينتا الحزينة كي تدوخ، نخاف من قلق ومن أرق ومن غسق ومن شبق السجون، نقول (لو أن الفتى حجر) ونركض في متاهات الدقائق.
صب لي قدحا من الفودكا وفسر لي نظام الحزب، من أعلى الحذاء على ذرى الشعر المسرح؟.
بغتة ترتج اركان المكان وتسقط الأزمان تحت نعال جند الشمس أوراقًا عليها الخاتم الرسمي… امضاء الخريف ونقشة الأوجاع في باب اليمن.
(4)
كنا وكان انقص الأفعال لا الماضي مضى فينا ولا الفعل المضارع راعه الوقت المكرع في رمال التيه، والتسويف يفضي للحجيم،
نحوم كالأخبار في جلسات مضغ القات والأفك الملحن.
زج بي في سجن روحي أيها المغسول في ماء الغيوب، أنا لسان الجرح في قلب الندى.
خوفي من الأيام قد يأتي زمان لم أجد قبرًا لأدفن جثتي فيه ولا صوت ينوح ولا كفن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news