يبدو أن اللقاء الذي جمع السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، مع نائب رئيس المجلس القيادي الرئاسي المشكل سعودياً، عيدروس الزبيدي في 18 أكتوبر الجاري، يأتي في إطار الجهود الأميركية البريطانية لحماية كيان الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.
اللقاء، الذي أُعلن أنه ركز على “أهمية وحدة مجلس القيادة الرئاسي” الذي يشهد تصدعات كبيرة في الوقت الحالي، وتطورات الأوضاع في اليمن والمنطقة، يأتي في توقيت حساس حيث تحاول الولايات المتحدة وبريطانيا تحجيم تأثير جبهة الإسناد اليمنية المساندة للمقاومة الفلسطينية في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي وأبرزها جبهة الحصار على الكيان من البحر الأحمر.
وتتجه الأنظار إلى هذا الاجتماع باعتباره جزءًا من محاولات غربية لوقف الحصار اليمني المفروض على خطوط الملاحة التي يستخدمها الكيان الإسرائيلي. فمع تصاعد عمليات جبهة الإسناد اليمنية ضد المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر، تحاول واشنطن ولندن تأمين مرور آمن للسفن الإسرائيلية وضمان استمرارية حركة التجارة والتوريد، بما يخدم الأجندة الإسرائيلية، وفي سبيل ذلك من المرجح أن تتجه الولايات المتحدة لتفعيل ورقة المرتزقة اليمنيين الموالين للتحالف السعودي الإماراتي والولايات المتحدة ضمن ما يسمى (قوات الشرعية) جنوب اليمن والتي يعتبر قادتها جبهة الإسناد اليمنية لغزة هي عمل إرهابي يستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر بل إن الحكومة اليمنية المنفية غير المعترف بها شعبياً تقدمت بطلب رسمي للولايات المتحدة لتحريك جبهات القتال في اليمن ضد القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء بهدف حرف انتباه وتركيز القوات اليمنية عن مهمتها العسكرية الإسنادية لغزة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي وملاحته، وذلك مقابل تمويل ودعم عسكري من الولايات المتحدة، إلا أن الأخيرة لم ترد حتى الآن على طلب حكومة التحالف السعودي.
كما أن اللقاء يأتي بالتزامن مع قيام مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي التابعة لحكومة التحالف السعودي والمدعومة من الإمارات، بتمزيق لافتات في الشوارع العامة في مدينة عدن داعمة للمقاومة الفلسطينية في غزة في خطوة أثارت استياء وغضب الشارع اليمني الجنوبي وكشفت حقيقة ووظيفة المكونات اليمنية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي وتشكيلاتها المسلحة التي تجاهر بتحالفها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية وضد من يساندها.
وفيما يتعلق بتركيز اللقاء على “الاعتقالات الظالمة” التي يزعم السفير الأميركي أن من أسماهم “الحوثيين” ارتكبوها ضد موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، يشير مراقبون إلى أنه ليس سوى جزء من الخطاب المتكرر الذي يستخدم لتمويه الدور الحقيقي للتدخل الأميركي البريطاني في اليمن، والذي يسعى لحماية الكيان الإسرائيلي وتصفية القضية اليمنية لصالح الهيمنة الإسرائيلية في البحر الأحمر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news