تواصل الأجهزة الأمنية الحوثية رفضها لكل الوساطات القبلية والشخصية للإفراج عن معتقلي احتفالات 26 سبتمبر من معتقلاتها التعسفية ما أثار انتقادات داخلية وخارجية للجماعة الإرهابية الموالية لإيران.
وذكرت مصادر مطلعة، استعداد الجماعة الحوثية لمحاكمة عدد من المختطفين بسبب احتفالهم بذكرى ثورة 26 سبتمبر بتهمة التآمر والخيانة، بينما ترفض قيادات أخرى هذا التوجه، وتسعى إلى الإفراج عنهم.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن خلافات شديدة احتدمت بين قيادات وأجنحة الجماعة الحوثية حول مصير المختطفين والتعامل معهم، فبينما كان يفترض أن يجري الإفراج عن جميع المختطفين بمجرد مرور مناسبة ذكرى الثورة بأيام، ظهرت مقترحات من قادة أمنيين في الجماعة باستغلال الفرصة لمعاقبة المختطفين وترهيب المجتمع.
وطلبت القيادات الأمنية من مختلف القيادات التي تتوسط للإفراج عن المختطفين التوقف عن ذلك، لأنها تدرس ملفات جميع من تم احتجازهم للتعامل مع خطر كبير حد زعمها.
وبيّنت أن من القيادات التي تصرّ على استمرار احتجاز وإخفاء المختطفين، عبد الحكيم الخيواني رئيس ما يعرف بـ«جهاز الأمن والمخابرات»، وعبد الكريم الحوثي وزير الداخلية في حكومة الجماعة وعلي حسين الحوثي ابن مؤسس الجماعة، والمسؤول عن جهاز استخبارات الشرطة المستحدث أخيراً، وهؤلاء جميعاً يتبعون زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي مباشرة.
وأوضحت أن الوسطاء والمحامين الذي بذلوا جهوداً للإفراج عن المختطفين تلقوا في البداية تطمينات بأن الاختطافات ما هي إلا إجراءات احترازية لمنع حدوث أي تطور للاحتفالات إلى أعمال احتجاجات أو مظاهرات مناهضة للجماعة، خصوصاً مع مخاوف القادة الحوثيين من وجود تمويل وتحريض غربيين بسبب أحداث البحر الأحمر والتطورات في المنطقة.
ويعارض القيادي محمد علي الحوثي، عضو ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى لاستمرار احتجاز المختطفين، وإلى جانبه القادة الذين يتم اللجوء إليهم من طرف الأعيان والشخصيات الاجتماعية للتوسط وعدد من النشطاء والمحامون الموالون للحوثيين.
ووفقاً للمصادر، فإن عائلات باقي المختطفين فوجئت بإبلاغ الوساطات والمحامين لها بحدوث تغيرات معقدة في التعامل معهم، وأن هناك نوايا مريبة لدى أجهزة أمن الجماعة الحوثية توحي بالتنصل عن الوعود السابقة بالإفراج عنهم.
وزعم القادة الأمنيون بأن القضية أخطر من مجرد احتفالات بعيد الثورة، وأن هناك مؤامرة كبيرة، وإعداداً لأعمال تخريبية يجري التحقيق والتحري حولها، بحسب مزاعمهم.
وأشارت المصادر إلى أن أجهزة أمن الجماعة الحوثية تزيد من تحفظها وإصرارها على استمرار اختطاف كل من يتم التضامن معه في أوساط الرأي العام، أو تدخل الوساطات للإفراج عنه، ويجري ابتزاز عائلته وتهديدها بأن إثارة قضية اختطافه ستؤدي إلى الإضرار به.
ويحاول نشطاء وقياديون في الجماعة الحوثية الإرهابية تحذيرها من مغبة الإصرار على اختطاف المحتجزين ما يثير القلق داخل أروقة الجماعة الحوثية خاصة مع الاستهداف الغربي المتواصل لحلفاء طهران في غزة ولبنان وسوريا على خلفية الصراع المستجد على المنطقة بين الكيانين الإيراني والإسرائيلي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news