مسجد القرشي والصراع بين المبادئ والمصالح.. بقلم /عبدالسلام فارع

عدن توداي

عبد السلام فارع

باسلوبه الشائق والمقنع تناول الاستاذ/ جميل يحي بن يحي الصبري…

سبل الصراع في حياتنا العامة بين المبادئ والمصالح معللا ذلك بكثير من المواقف التاريخية في حياة البشرية…

وفي خطبته الثانية سلط الاستاذ /جميل الصبري الاضواء على الصمود الأسطوري لغزة العزة وابطالها الأشاوس ..

مقالات ذات صلة

صبري عدنان صاحب الايادي البيضاء 

شهادة لله لا نبتغي جزاءا ولا شكورا

وهاكم الحصيلة

خلق الله الدنيا دار ابتلاء ووفر فيها كل شروط الإبتلاء هذه الدنيا دار ابتلاء ودار اختبار مسراتها اختبار ومزعجاتها اختبار عطائها اختبار ومنعها اختبار .

نحن كل يوم مبتلون ومختبرون وعلينا أن نسعى إلى النجاح في ذلك الاختبار ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ )

فتنةوإلينا ترجعون.)

ولكن أين معقد الابتلاء؟

بؤرة الاختبار تكمن في سعي الناس إلى تحقيق كل مصالحهم دون أن يجرحوا ميادئهم ومعتقداتهم النجاح بهذه الصورة غير ممكن..بمعنى الذي يريد أن يملك المال بدون حدود أو إن يصبح من اغنى اغنياء العالم خلال عشرين سنة دون أن يقع في مخالفة لمبادئه ودينه هل يمكن ؟ لا

سنجد انه ربما يتعامل بالربا يقع في الرشوة يماطل في حقوق الناس يقع في الغش والخداع والكذب يكنز المال يبخل في انفاقه

وهذا كل خروج صارخ وكبير على المبادئ والقيم.

لذلك يدرك أولوا النهى والعزيمة أنه من غير الممكن في معظم الأحيان تحقيق كل مصالحهم مع الرعاية التامة للمبادئ ولهذا فإنهم يوطنون أنفسهم على التضحية ببعض المكاسب من أجل البقاء على الطريق الصحيح.

أيها الاخوة الصراع بين المصالح والمبادئ يحسم المعركة في هذا الصراع الإيمان فعلى قدر قوة الإيمان تنتصر المبادئ .

انظروا إلى ما نمر به اليوم من وضع اقتصادي وغلاء في الأسعار وتدهور لسعر العملة سبب هذا العناء صراع المبادئ والمصالح

بدأ ذلك عصابة الحوثي الانقلابية الذين انتهكوا كل القيم والمبادئ وسفكوا الدماء ونهبوا الخزينة العامة ودمروا البلاد وجعلونا في وضع مزري كما أن أسباب ما نمر به

محاولة أعداء الوطن حشر الشعب إلى خيارات صعبة وقرارات مرة يتخلى فيها الشعب عن حريته وكرامته

وقد راينا كيف سعى المبعوث الأممي لانقاذ المليشيا الارهابية والغاء قرار البنك المركزي الذي كان هدفه إنقاذ العملة الوطنية وتوحيدها

ولم يسمحوا للشعب وشرعيته بتصدير النفط والغاز وغير ذلك من الموارد الذي حرم الشعب من الاستفادة منها لدعم الاقتصاد

ومع هذا التآمر المفضوح على الشعب اليمني لكننا لا نرجع هذه السياسات الخارجية المشبوهه هي فقط سبب عنائنا

فالله يقول ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)

وهنا يترتب على قيادة الشرعية رئاسة وحكومة وإدارات محلية مسؤولية تأريخية وأخلاقية وشرعية ووطنية في رعاية مصالح الشعب لا مصالحهم وإيقاف أسباب العناء لأن من يشارك في عنائنا لا يقل إجراما عن الحوثي

فليعلم كل مسؤول من أعلى الهرم إلى أسفله

أن الشعب يمر بأشد فترات التاريخ عناء التاريخ لايرحم التاريخ يسجل المواقف بالصوت والصورة

التاريخ يتوقف مرتين :-

مرة ليسجل مواقف رفض المساومة على الدين والكرامة

ومرة مواقف العطاء والبذل والعدل

وهذا أمس ما يحتاجه الشعب في هذه الظروف مسؤول لايساوم على مبادئه لتحقيق مصالحه مسؤول ولائه لله ثم لهذا الوطن والشعب

مواقف الرحمة والرفق والتفاني في العمل شعاره روى مسلم عن جرير بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- ( من يحرم الرفق يحرم الخير)

وروى مسلم عن عائشة أم المؤمنين قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :- في بيتي ( اللهم من شق على أمتي فاشقق عليه ومن رفق بهم فارفق به)

وهنا يترتب واجبات على الشرعية عملها وعلينا النضال حتى تحقيقها

– عودة المحسوبين على الشرعية الذين يعيشون في الخارج بمرتبات عالية بالعملة الصعبة ترهق الاقتصاد

– ضبط الأوعية الايرادية وضبط النفقات والمصروفات هناك فساد لابد من ايقافه بيد من حديد

– على الشرعية استنفار الجهود والطاقات بخطوات جادة وسريعة لرفع المعاناة عن الشعب

– الرقابة على المتلاعبين بالاسعار إلى حد لايطاق اصبحنا فيه نعجز عن شراء الطماط والخضروات هناك عصابات تلعب بالاقتصاد وبقوت الناس لابد أن تضرب بيد من حديد

الظروف الصعبة تضع المسلم في اختبار بين وعلى ضوء ذلك يختار مصالحه أم مبادئه فيبدأ ترتيب اولوياته فمنهم من يقدم مصالحه ومنهم من يقدم مبادئه

ومنهم من يضحي بمصالحه ويتمسك بمبادئه وهذا صنف قليل للأسف

نحن في دار اختبار يميز الله فيها الخبيث من الطيب يعلم الله فيها الصادق من الكاذب .

المسؤول التاجر المواطن الناس بكل وظائفهم يشكلون جيشا في الحياة إما أن يقيموا الحياة على أساس مبادئ الرحمة والرفق والعدل والتعاون

وإما أن يقيموا الحياة على أساس المصالح يأكل بعضهم بعضا

وهنا بؤرة الاختبار ومعقد الإبتلاء

انظروا لهذا الجيش الذي وضعه الله في اختبار ( فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)

يذكر بعض المفسرين أن أصحاب طالوت كانوا ثمانون ألفا فلما اشتد بهم الظمأ ووجدوا الماء العذب أمامهم شرب منهم من النهر ستة وسبعون ألفا وجاوز النهر أربعة آلاف رجل فلما نظروا إلى جالوت وجنوده وكانوا مائة ألف مقاتل مدجج بالسلاح هابوهم فرجع من الآلآف الأربعة ثلاثة آلاف وستمائة وبضعة وثمانون وبقي معه ثلاثمائة وبضعة عشر تعرض الجيش لاختبارين قاسين :-

– اختبار الظمأ الشديد مع وجود الماء

– واختبار مواجهة القلة القليلة للكثرة الكاثرة فلم ينجح في الاختبار إلا نصف في المائة

ويفيد بعض أن قافلة لدحية الكلبي قدمت من الشام فيها كل ما يحتاجه الناس من بر ودقيق وغيرهما وكان في المدينة مجاعة وغلاء في الأسعار ولا شك إن ما في القافلة لا يكفي كل أهل المدينة فاندفع الناس اليها ليحصلوا على ماهو ضروري بالنسبة لهم وكانوا حينها في يوم جمعة يخطب بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (

وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) الجمعه

اخرج الشيخان عن جابر قال : قدمت عير المدينة ورسول الله يخطب فخرج الناس وبقي اثنا عشر رجلا فنزلت الأية وقال رسول الله ( والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لم يبق منكم أحدا لسال بكم الوادي نارا)

وفي الخطبة الثانية تناول الخطيب الأستاذ جميل يحيى الصبري

صمود أهلنا في غزة وتمسكهم يقيم ومبادئ الحرية والكرامة رغم كل ما يخسرون من مصالح حيث قال الخطيب :-

حاصر اليهود غزة ولم يلتفت إليهم أحد ودكت طائراتهم غزة في حروب عدة

وفي هذه الحرب اجتمع على غزة كل قوى الشر وحتى اليوم والقتل مستمر

كل ذلك من أجل أن يتخلى أهل غزة عن ارضهم وقدسهم ومبادئهم وحريتهم وحتى يقبلوا بخيارات الذل والهوان لليهود ومرارة الاحتياج لأعداء الله ولكن ابطال غزة لا زالوا في صمود عجيب حتى قال اليهود عنهم ما هؤلاء من أي مادة خلقوا هؤلاء !!!

لم ينكسروا وعلينا ألا نسمح لأعداء الله على كسر اخواننا لابد أن نقف بعزيمة وصلابة والله غالب على أمره.

إخواننا قاموا بما عليهم وأكثر بل قاموا بما تقوم به دول

وهذا القائد الكبير

السنوار قام بواجبه واقام الحجة على الأمة أجمع اقام الحجة على قادة المسلمين حيث اشعل طوفان الاقصى وربما كان يتوقع أن يأتي بعده طوفان أمة محمد على اليهود ولكنهم خيبوا ظنه وظل الرجل صامدا حتى مساء يوم الاربعاء واليهود لا يعلمون من يقاتلهم الرجل كان يتنقل من بقعة إلى بقعة يقود يخطط ويقاتل كان في حياته رعبا على اليهود وكان في طريقة استشهاده أشد رعباً لهم وإن استشهد فهي خاتمة العظماء الصادقين وسيأتي ألف سنوار وإن ترجل الفارس فسيأتي ألف فارس

أيها الأقصى أعرني أذنا

حرة تسمع أغلى خبر

إنني أبصر كفا حملت

درة ليست كباقي الدرر

وأرى في قبة المجد رؤى

فارس يغلق باب الخور

وأرى ملحمة تصنعها

فرقة من جيشنا المنتصر

وأرى حطين أخرى تمتمت

بخبايا غدنا المنتظر

أيها الأقصى سيطوى فجرنا

ليل هذا الباطل المنتشر.

شارك هذا الموضوع:

Tweet

المزيد

Telegram

معجب بهذه:

إعجاب

تحميل...

مرتبط