يمنيات يلجأن إلى مضغ القات بحثا عن سعادة مؤقتة

     
نيوز لاين             عدد المشاهدات : 559 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
يمنيات يلجأن إلى مضغ القات بحثا عن سعادة مؤقتة

في ظل ظروف اجتماعية بالغة الصعوبة لجأت الكثير من اليمنيات إلى تعاطي نبتة القات المنشط، هروبا من قسوة الواقع وبحثا عن سعادة مؤقتة.

وبات ملحوظا حاليا ازدياد أعداد النساء اللواتي يتعاطين القات في مختلف أرجاء اليمن، رغم أن هذه العادة كانت بدرجة رئيسية مقتصرة على الرجال.

ويوصف القات بأنه منشط عشبي يحرص أغلب سكان اليمن على تعاطيه في أوقات ما بعد الظهيرة إلى الليل، وتعتبره منظمة الصحة العالمية من الأعشاب المخدرة بسبب الآثار السلبية الناجمة عن مضغه، وتم حظره في العديد من بلدان العالم.

وبات لافتا في مدن اليمن تواجد بعض النساء في أسواق القات لشراء هذه العشبة، بعد أن كان المجتمع يحظر تواجد العنصر النسائي في هذه الأسواق ويعتبر ذلك معيبا.

ويتخذ مضغ القات طقوسا لدى النساء، حيث يتجمع عدد منهن في منزل إحداهن، وتبقى هذه النبتة في أفواههن لساعات، ويشعرن وقت تعاطيها بالتسلية والسعادة ونسيان الهموم. ويزرع القات في الكثير من مناطق اليمن ويتناول ويخزن في الفم لساعات، ويترافق معه في بعض الأحيان تعاطي مشروبات الطاقة أو المشروبات الغازية، إضافة إلى السجائر أو الشيشة.

تقول الشابة اليمنية عبير التي تقيم في العاصمة صنعاء، إنها بدأت مؤخرا مضغ القات مع بعض الصديقات.

وأضافت أن “الظروف النفسية الصعبة في البلاد والفراغ المستمر من بين العوامل التي أجبرتها هي وأخريات على مضغ القات”. وأشارت إلى أنه أصبحت هناك بعض المحلات التي تبيع القات للنساء، بعد أن كان بيعه حكرا على الرجال.

وأوضحت عبير أنه في الفترة الأخيرة صارت بعض المحلات تقوم بإيصال القات إلى المنازل، ما يشجع بعض النساء على تعاطيه درءا للشعور بالوحدة والفراغ.

وتروي اليمنية أم محمد حكايتها مع هذه العادة قائلة “كنت أذهب مع أبي في الصغر إلى أراضينا في ريف محافظة تعز جنوب غربي البلاد التي تحتوي على نبتة القات، أساعده في قطفها وسقيها وبيعها، وكنت أتعاطاها يوميا حتى أصبحت مدمنة عليها”.

وأضافت “كان أبي يعتمد عليَّ وعلى إخواني في الاهتمام بشجرة القات أيام الشتاء؛ تقليمها وسقيها بالماء ورشها ببعض المبيدات حتى تثمر في موسم الشتاء، ومن ثم نبدأ بقطف القات وبيعه”.

وحول مدى تأثير ذلك على وضعها النفسي تقول “أشعر كلما تعاطيتُ القات براحة نفسية وتأتيني طاقة كبيرة وتركيز وسرعة في تنفيذ الأعمال المنزلية، وغيرها، وكان أبي يقدرني كثيرا بسبب استطاعتي القيام بهذه الأعمال، وهو لا يدرك أن السبب وراء ذلك هو القات”.

وأضافت “الأعمال المنزلية كما هو معهود في البيت الريفي هي طبخ الطعام وغسل الأواني والملابس وتنظيف البيت وإخراج البهائم وكنس مخلفاتها، وخارج المنزل يتم إحضار الحشائش وجلب الماء والمساعدة في قطف القات والاهتمام بزرع الذرة في فصل الصيف”.

وتقول أم محمد “تزوجت بعد أن أصبحت شابة في سن الـ18، وزوجي أيضا مدمن على القات والشيشة، حيث أتناوله معه وبعض أفراد الأسرة”.وأشارت إلى أن “الكثير من نساء قريتها يحضرن إلى منزلها، حيث يتعاطين القات مع الشيشة، ويتبادلن الزيارات باستمرار، خصوصا أيام الصيف، إذ يتوفر القات بكثرة في جميع الأراضي الريفية”.

ولفتت إلى أن “سبب تعاطي الفتيات القات هو طبيعة المجتمع؛ إذ يشرع الأب في تقديم القات إلى بناته أيام توفره في الأراضي التي يمتلكها، أو الأمهات يقدمنه إلى بناتهن من أجل أن ينفذن المهمات الموكلة إليهن بسرعة، أو الزوج يقدمه إلى زوجته لتشاركه في مجلس المقيل، ما قد يؤدي إلى الإدمان”.

وأدى انتشار تعاطي القات في صفوف الفتيات إلى البحث عن أسباب تنامي هذه الظاهرة في مجتمع يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

ويعزو خبراء ومختصون هذه الظاهرة إلى عوامل نفسية واجتماعية متعددة في بلد يعاني مشاكل كثيرة.

وتقول الخبيرة الاجتماعية والنفسية بشرى العريقي إن “ظاهرة تعاطي القات انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير بين الفتيات اليمنيات، وتبدأ لدى البعض منهن بعد سن البلوغ أو إكمالهنَّ الثانوية العامة، أو المشاركة في المناسبات مع والدتهنَّ، أو من خلال التجربة مع الصديقات والاعتياد على تعاطي القات، أو تعرضهنَّ للزواج المبكر، ويصبحن بعد ذلك مشاركات في المجالس النسوية لتعاطي القات بشكل كبير”.

 

وأضافت العريقي أن “أسبابا كثيرة جعلت الفتاة تمضغ القات، مثل المشاركة الجماعية في المجتمع وتحميس الأمهات بناتهنَّ على العمل كي يزددن نشاطا ويقُمن بأعمال البيت في وقت أسرع، أو عن طريق ما تراه الفتيات من النساء واتخاذهنَّ قدوات لهنّ لممارسة هذا الفعل، وكذلك تبرير الأهالي بأن الإدمان على القات أفضل من الأشياء الأخرى خاصة وأن المجتمع يتعاطى القات”.

وتابعت “نتيجة لعدم توفر متنفسات لدى الفتاة تعتبر القات مخرجا ومنقذا ومنفذا لها من ساعات الفراغ الطويلة، بالإضافة إلى ظن الأسرة أن البنت أفضل لها أن تجلس لمضغ القات بدلًا من انشغالها بأشياء أسوأ كالخروج مع الصديقات والمطالبة بالمال للتسوق باستمرار، وغير ذلك”.

وبشأن الأضرار النفسية حذرت العريقي من أن “تعاطي القات في سن مبكرة يجعل الفتاة مدمنة عليه باستمرار مع مرور الوقت، ويؤثر عليها في النوم والأكل وتغيير مزاجها طوال اليوم، كما يسبب نحولا في الجسم وأمراضا نفسية كالقلق والشعور بالضيق والاكتئاب، وغير ذلك”.

واقترحت بعض الحلول لهذه الظاهرة قائلة “يجب توفير وسائل ترفيهية للفتيات وبأسعار تتناسب مع أكثر فئات المجتمع عددا، وتوعية الأهالي بمخاطر القات، وبناء أهداف لدى الفتيات في الأسرة والمدرسة والعمل على تطويرها بأكثر من مجال”.

 


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عقوبات دولية وشيكة ضد معرقلي الإصلاحات الاقتصادية في اليمن

تهامة 24 | 693 قراءة 

103 مليار دولار.. قصور الذهب وفلل البذخ.. الحكومة تكشف الإمبراطورية السرية لعبدالملك في صنعاء

نافذة اليمن | 552 قراءة 

لحظة الصاعقة القاتلة.. لقاء قائد بارز من أسرة صالح مع شخصية قبلية ارعب جماعة صنعاء

نافذة اليمن | 549 قراءة 

عملية عسكرية محتملة ضد الحوثي.. أقمار صناعية ترصد تحركات أمريكية في الخليج

تهامة 24 | 504 قراءة 

ردا على لقاء القاهرة .. عرض عسكري حو. ثي أمام منزل رجل من ابرز مشائخ اليمن!

صوت العاصمة | 385 قراءة 

ثلاثة مطالب للمبعوث الأممي تصدم الحوثيين وتثير جنونهم

وطن نيوز | 367 قراءة 

مقرب من القيادة السعودية: هذه المحافظه تمثل الوجه المشرق لليمن الجديد

نيوز لاين | 338 قراءة 

الكشف عن عقوبات أمريكية مرتقبة ضد مسؤولين بالحكومة الشرعية قد تصل للملاحقة الأمنية والسجن " تفاصيل "

وطن نيوز | 325 قراءة 

توتر في قاعة أفراح أبناء صالح.. طرد قيادي انتقالي بسبب علم الجنوب

المرصد برس | 298 قراءة 

شاهد ظهور ريدان علي عبد الله صالح لأول مرة.. كشف حقيقة لا يعرفها أحد.. هذا ما قاله والده عنه

نيوز لاين | 294 قراءة