كتب الباحث والمحلل السياسي ثابت حسين صالح مقالًا بعنوان "دلالات احتفالية أكتوبر في سيئون حضرموت"، حيث ألقى الضوء على المعاني العميقة التي تحملها الاحتفالية الشعبية التي أقيمت في مدينة سيئون، حضرموت، بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر 1963 هذه الاحتفالية ليست مجرد مناسبة روتينية بل تأتي بأبعاد رمزية واستراتيجية هامة.
تجديد لقيم الحرية والاستقلال
يعتبر الاحتفال بذكرى انطلاق ثورة 14 أكتوبر تأكيداً وتجديداً لقيم الحرية والاستقلال التي كافح شعب الجنوب من أجلها طويلاً. فقد انطلقت الثورة من جبال ردفان الشجاعة في وجه الاستعمار البريطاني، واستمرت حتى تحقيق الاستقلال الكامل.. اليوم، يظل الجنوب متمسكاً بهذه القيم ويجدد عهد الحرية والسيادة على أرضه.
رسالة وحدة الجنوب من المهرة إلى باب المندب
إقامة هذه الاحتفالية الضخمة في سيئون تحمل رسالة واضحة للداخل والخارج، بأن الجنوب بجميع محافظاته هو وطن واحد لا يتجزأ، جسد وروح واحدة.. من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا، ومن سقطرى جنوبا إلى بيحان والضالع شمالا، يتوحد الجنوبيون في رؤية مشتركة لمستقبلهم، متجاوزين أي خلافات أو حدود مفتعلة.
تخليد شهداء الثورة وتجديد القيم الوطنية
الاحتفال بذكرى ثورة أكتوبر ليس مجرد إحياء لحدث تاريخي، بل هو احتفال بتضحيات الشهداء والمناضلين الذين قدموا أرواحهم من أجل حرية الجنوب.. إنها فرصة لتكريمهم وتجديد التزام الأجيال الحالية بقيم الثورة. كما أن الرسالة واضحة: الجنوب يرفض أي احتلال، سواء كان استعماريًا أو إقليميًا.
لا حضرموت بدون الجنوب ولا جنوب بدون حضرموت
الاحتفالية في سيئون تبرز أيضًا حقيقة استراتيجية: حضرموت هي جزء لا يتجزأ من الجنوب، والعكس صحيح.. هذه الفكرة هي جوهر الوحدة الجنوبية، حيث لا يمكن تحقيق الاستقرار والتنمية في حضرموت إلا بوجود الجنوب كله موحدًا.. الجنوب هو كيان واحد، ومصير حضرموت مرتبط بمصير باقي المحافظات الجنوبية.
مسؤولية المجلس الانتقالي الجنوبي لتحقيق مكاسب سياسية
مع هذا الزخم الشعبي الذي شهدته الاحتفالية، تقع مسؤولية كبيرة على عاتق المجلس الانتقالي الجنوبي وقوى الجنوب الأخرى.. يجب أن يستثمروا هذا الحشد الوطني الكبير لتحقيق مكاسب سياسية على الأرض، وتعزيز إجراءات السيادة لصالح الشعب الجنوبي، والمطلوب هو تحرك فعال على كافة الأصعدة، بما في ذلك السياسي والدبلوماسي والإعلامي، لنقل هذه الرسائل القوية إلى الخارج وضمان دعم المجتمع الدولي لقضية الجنوب.
استشراف المستقبل
الاحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر في سيئون ليس مجرد حدث تاريخي، بل هو استشراف للمستقبل. فالجنوب، الذي لا يزال يعاني من التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية، يحتاج إلى وحدة صف وطنية وسياسية، تجمع تحت رايتها كل قوى الجنوب.
كما أن هذه الاحتفالية تأتي كتذكير بأن التحديات التي تواجه الجنوب اليوم ليست أقل تعقيدًا من تلك التي واجهها عند انطلاق ثورة أكتوبر. لكن بإرادة صلبة وتضحيات مستمرة، يمكن لشعب الجنوب تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال.
ويظل الاحتفال بذكرى 14 أكتوبر في سيئون حضرموت دلالة قوية على استمرارية النضال الجنوبي، وجاهزيته لتحقيق تطلعاته المشروعة، مستلهمًا من تاريخه العريق وحاضره الملهم، نحو مستقبل أفضل لشعبه وأرضه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news