العودة إلى عدن: هل تنجح حكومة الشرعية في استخدام العطاس كأداة سياسية؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 404 مشاهده       تفاصيل الخبر
العودة إلى عدن: هل تنجح حكومة الشرعية في استخدام العطاس كأداة سياسية؟

شهدت الساحة الجنوبية مؤخرًا تطورًا مثيرًا للانتباه مع عودة المناضل حيدر أبو بكر العطاس إلى العاصمة عدن، برفقة رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي.

وتأتي هذه العودة في وقت سياسي حساس، وسط توترات متزايدة بعد "مليونية الهوية الجنوبية" في سيئون، التي جددت التأكيد على رغبة أبناء الجنوب في استقلالهم واستعادة دولتهم، إلا أن هذه العودة لم تمر بدون إثارة تساؤلات حول توقيتها والأهداف الحقيقية التي تقف خلفها، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجه الجنوب.

مكاسب سياسية أم تراجع نضالي؟

يرى بعض المحللين أن عودة العطاس قد تكون محاولة لتحقيق مكاسب سياسية لحكومة الشرعية على حساب المجلس الانتقالي الجنوبي، خصوصًا بعد النجاح الكبير لمليونية الهوية الجنوبية، التي أظهرت قوة الحاضنة الشعبية للمجلس.. فهل يُستخدم العطاس كأداة للتأثير على الدعم الشعبي المتزايد للانتقالي، ومحاولة تقليص شعبيته؟ وإذا كانت هذه العودة تحمل أهدافًا من هذا النوع، فإن العطاس يواجه خطرًا حقيقيًا بفقدان مكانته التاريخية كمُناضل جنوبي بارز.

لقد كان العطاس على مدى عقود من أبرز الشخصيات في مسيرة النضال الجنوبي، إلا أن عودته في هذا التوقيت المعقد سياسيًا قد تجعله أمام اختبار صعب، إذ أن أي موقف يتقاطع مع أجندات سياسية تعزز الهيمنة على الجنوب أو تطيل من أمد الأزمة الاقتصادية والمعيشية قد يؤدي إلى تراجع شعبيته بين أوساط الجنوبيين، الذين لطالما رأوه رمزًا للنضال والتضحية.

الشكوك حول توقيت العودة: بين الغربة والسياسة

تأتي عودة العطاس في وقت يعاني فيه الجنوب من أزمات متعددة، أبرزها الفقر والجوع وتدهور الأوضاع المعيشية، في هذا السياق، يبدو أن عودته مع العليمي لا يمكن أن تكون مجرد صدفة.

يرى المراقبون أن هذه العودة قد تكون محاولة لتمديد فترة سيطرة حكومة الشرعية على الجنوب، والتأثير على التحركات السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقود مطالب استقلال الجنوب واستعادة الدولة.

كما لا يمكن تجاهل الشكوك حول أن هذه العودة قد تكون بتنسيق مع قوى إقليمية ودولية تسعى للحفاظ على مصالحها الاقتصادية في الجنوب، خاصة في المناطق الغنية بالنفط والغاز مثل حضرموت وشبوة، وإذا ما صحت هذه الشكوك، فإن العطاس قد يجد نفسه في مواجهة ضغوط هائلة من هذه القوى، التي تسعى لضمان استمرار استغلالها لثروات الجنوب على حساب الشعب الجنوبي.

مخاوف سياسية واقتصادية: وساطة لصالح من؟

تثير عودة العطاس تساؤلات حول ما إذا كان سيقوم بدور الوسيط في ملفات شائكة، أبرزها الحفاظ على نفوذ الشركات النفطية الكبرى التي استغلت ثروات الجنوب منذ التسعينيات، هذه الشركات، التي ارتبطت مصالحها بتحالفات مع القوى الشمالية والرموز المتنفذة، تسعى لضمان استمرار امتيازاتها في الجنوب، في وقت تتزايد فيه دعوات الجنوبيين لاستعادة حقوقهم وثرواتهم.

إذا كانت عودة العطاس تتعلق بهذه القضايا، فإن ذلك قد يُعرِّض سمعته السياسية للخطر، خاصة إذا ما ظهر أنه يُراعي مصالح قوى خارجية أو تجار السلطة على حساب مطالب الشعب الجنوبي، الذي يعاني من الفقر والبطالة وتدهور الخدمات الأساسية.

انتظار التوضيح قبل الترحيب

رغم الاحترام الكبير الذي يحظى به المناضل حيدر أبو بكر العطاس، بسبب تاريخه الطويل في النضال الجنوبي، فإن عودته الأخيرة تثير العديد من التساؤلات.. إن التوقيت الحساس والظروف المعقدة التي يمر بها الجنوب تجعل من الصعب على الشعب الجنوبي الترحيب بهذه العودة دون وضوح في الرؤية والأهداف.

يجب على القيادات الجنوبية في هذه المرحلة أن تتخذ مواقف واضحة وحازمة تصب في مصلحة الشعب وقضيته العادلة، بعيدًا عن الضغوط الخارجية أو المصالح الضيقة، ومع ذلك، يظل الأمل قائمًا في أن تكون عودة العطاس لصالح الجنوب، ولكن الحذر والانتظار حتى تتضح الصورة الكاملة يظل الخيار الأكثر حكمة في هذه اللحظة المصيرية.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : المملكة تفاجئ الجميع وتكشف عن ماستفلعه اسرائيل بالحوثيين بالأيام القادمة

اليمن السعيد | 2974 قراءة 

الرياض تنهي المستقبل السياسي اليمني لنجل صالح

موقع الجنوب اليمني | 2122 قراءة 

قناة العربية تتخذ خطوة مفاجئة بشان الفلم الذي نشرته بحق الراحل صالح ماذا حدث؟

كريتر سكاي | 1941 قراءة 

اشتباكات عنيفة في صنعاء تخلف 8 قتلى.. توتر قبلي

نيوز لاين | 1427 قراءة 

الحوثي يستنفر ويسحب نقاطه العسكرية في 3 محافظات وتعطّيل كاميرات المراقبة بصنعاء

وطن الغد | 1383 قراءة 

أمطار رعدية متفرقة على عدة محافظات خلال الـ 24 ساعة القادمة

تهامة 24 | 1354 قراءة 

هذه الشخصية الأقرب لتولي رئاسة الوزراء خلفا للدكتور بن مبارك بعد توافقات سياسية(الاسم والصورة)

المشهد الدولي | 1341 قراءة 

الانتقالي يقترح حلًا لوقف انهيار الريال اليمني ويطالب بتنفيذه فورًا

المشهد اليمني | 1235 قراءة 

معجزة تحسين النظر في اقل من شهر.. حبة واحدة فقط للقضاء على ضعف النظر نهائيا

وطن الغد | 1103 قراءة 

الريال اليمني ينزلق إلى الهاوية.. أسعار الصرف اليوم الخميس

نيوز لاين | 1036 قراءة