عام مضى الآن يا غزة! 

     
اليمن الاتحادي             عدد المشاهدات : 115 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عام مضى الآن يا غزة! 

*عزالدين سعيد الأصبحي:

**عام كامل يا غزة اليوم يمضى من سيرة وجع لا يحتمل. وحرب قيل عنها إنها خاطفة، فإذا بها تخطف كل شىء ولا تنتهى. بل لم يرسم بعد ملمح مشهدها الأخير.

اليوم هو السابع من أكتوبر، يعنى ذلك ان عاما كاملا ينقضى من الوجع على غزة وعموم فلسطين. عام كامل من الجحيم، هو عمر كامل بمقياس الآلام لا بمعيار الوقت، لا يمكن حتى لنا أن نتخيل تفاصيله. توارى اسم غزة قليلا من صدارة الاهتمام العالمى والإقليمى، هذا الأسبوع فالضوء وشدة الوجع نحو بيروت الآن، بيروت تلك التى لا مثيل لحضورها ووجعها. فهى خيمتنا الأخيرة، ولهثت كاميرات الأخبار بعيدا عن ركام غزة رغم استمرار الإبادة الجماعية تجاه الشعب الفلسطينى، ولم يعد أحد يحصى عدد الشهداء الأحياء والأموات فى ركام القطاع الذى تقطعت أوصاله. فالعالم الآن يرقب ركام الضاحية فى بيروت.

وكأن خمسين ألف شهيد فى فلسطين خلال عام مجرد أرقام، لا جرح وطن ووجع جيل كامل.

هانحن مع العالم المذهول نطفئ شمعة من عمر حرب الإبادة الجماعية تجاه الشعبين الفلسطينى واللبنانى التى ليس لها مثيل، ونشعل جرحا غائرا فى ذاكرة مرهقة بالقهر.

تم تفعيل برنامج الصدمة لكل المجتمع الدولى من قبل إسرائيل المدعومة بأكبر إمداد لوجستى وعسكرى ومالى، لتحدث أكبر مشاهد الإبادة الجماعية فى فلسطين، والآن فى لبنان. وتقول للعالم سينتشر هذا المشهد فى كل المنطقة من طهران وحتى آخر عاصمة، إذا لم تباركوا إبادة الفلسطينى الصامد.

وبقى سيناريو التهديد مع طهران حتى الآن صامدا، لا يخرج عن قواعد الاشتباك المتفق عليها برعاية واشنطن. فتلك قواعد تصون بقاء القوتين، وتحافظ على ماء الوجه أمام جمهور غاضب ومحبط.

والاتفاق واضح، طالما وقود هذا الدمار سيبقى محكوما بكل الشعب الفلسطينى والشعب اللبنانى، فذاك مقبول. يضاف لهم ما تيسر من شعوب المنطقة، فهؤلاء حطب المواجهات المتفق عليه، منذ بدء فكرة تقطيع أوصال الرجل المريض وحتى اللحظة. ولذا يحاط الدمار الحادث بكل هذا الصمت الدولى والخذلان الإقليمي.

إيران تلتزم بقواعد اللعبة، ولا تخرج عن مساحات الاشتباك المتفق عليها حتى الآن، لكن من يضمن تهور نيتانياهو وتعطشه للدماء؟. لا أحد على ما يبدو. فلا كبير يوجد فى البيت الأبيض الآن يمكنه أن يضبط إيقاع رقصة الجنون التى يريد رئيس حكومة الكيان الصهيونى أن يعممها على مسرح العالم، ويجعل أمريكا فى قلب حلبتها، لينفذ هو نفسه من هزيمة سياسية تنتظره وملاحقات قانونية مرتقبة.

الأمر الآن محكوم بمدى بقاء أعصاب المرشد فى طهران صلبة، ولا يرد على الرد الإسرائيلي.

فالقرارات التى سيتخذها المرشد بعد الرد الإسرائيلى المتوقع قد تدخل المنطقة فى مرحلة أشد خطورة يصعب على الولايات المتحدة البقاء خارجها. والأيام المقبلة «ستكون أصعب أيام المرشد والمنطقة»، أيام صعبة جعلت المرشد يظهر بخطبة الجمعة من وراء حجاب بعد خمس سنوات من غيابه عن خطب الجمعة!.

هناك الكثير من القول الذى يمكن أن يقال حول مشهد الدمار اليومى الذى نراه، وتحويل المنطقة إلى ساحة جنون صهيونى عجيب.

ولكن صدمة الصورة كصدمة الخذلان تجعل الذهول سيد الموقف. فمن كان يصدق أن عاما سينقضى الآن ويمر السابع من أكتوبر، والحرب تقول للعالم إنها فى أول فصولها لا فى خواتيم أوجاعها؟.

نحن لسنا فى أواخر حرب تنقضى، نحن فى بداية مشهد يتشكل.

ترى كيف كان يقول ساسة القرن الماضى عن واقعهم عندما أعلنت القوى العظمى فى حينها اتفاق (سايكس – بيكو)؟.

من يتذكر الآن تفاصيل ذاك اللقاء الخاطف بين دبلوماسيى بريطانيا وفرنسا عام 1916. الدبلوماسى الفرنسى فرانسوا جورج بيكو، والبريطانى مارك سايكس. وهما يقرران رسم خريطة المنطقة وتوزيع غنائم الرجل المريض. الذى كان مسمى الإمبراطورية العثمانية ويحكم كل هذه المنطقة العربية الممتدة من الماء إلى الماء، الآن نحن أقرب لتلك الحالة من أى مشهد آخر، فالمريض ذاته مازال على طاولة التشريح يحتضر. فقط تغيرت طواقم إنجاز عمليات الجراحة الصعبة بما يتفق وظروف العصر.

أما الوجع فهو على نفس أنًاته الممتدة من نهر العاصى إلى شط العرب.

ومثل كل دورة عنف، ستجد هذه الأمة العصية على النسيان لنفسها مخرجا، وتبقى تعيد دورة الحياة وتقاوم. ونرى كما نشهد الآن الصغار من تحت الركام يتشبثون بالأمل ولا يبتلعهم الخوف والخذلان، مؤكدين ان لاعلاقة للأيام بالنضج، فنحن نكبر بمرور الناس، والمواقف والأزمات، والأوقات الصعبة. لا بمرور الأيام.

عام مضى والوجع فى أوله يا غزة. اما بيروت فهاهى تقول للذين نكتب لأجلهم ولا يقرأون فليحدث شىء أى شىء، يعيدنا إلى أنفسنا.

* سفير بلادنا لدى المغرب الشقيق

** نقلاً عن جريدة الاهرام المصرية


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

رئيس دولة عربية عمل (بلاطًا وفراشًا ونادلًا).. كشف عن كواليس حياته قبل دخول السياسة

موقع الأول | 439 قراءة 

”سر” مغادرة سفير إيران لدى الحوثيين صنعاء بشكل غير معلن !

المشهد اليمني | 395 قراءة 

السعودية تعلن بدء إصدار إقامة لمدة عشر سنوات بأربعة شروط فقط تسمح للمقيم بالعمل بدون كفيل

نيوز لاين | 377 قراءة 

اعلان حكومي هام بشأن تسوية الرواتب

نيوز لاين | 363 قراءة 

مصادر تكشف عن أخطر مخطط للحوثيين بدء تنفيذه في المحافظات الشمالية

وطن الغد | 311 قراءة 

قيادي انتقالي: سيظهر رجل من مشرق اليمن سيعيد توحيد الاستقرار والنماء في البلاد

موقع الأول | 292 قراءة 

تحشيد غير مسبوق في مارب ووصول آلاف المقاتلين والآليات العسكرية

المشهد اليمني | 263 قراءة 

الإطاحة بالمقيم اليمني الذي أجبر طفلًا على التسول في السعودية (فيديو)

المشهد اليمني | 253 قراءة 

تعزيز مليشيا الحوثي في مأرب .. محاولات للسيطرة على المناطق الاستراتيجية

المنتصف نت | 222 قراءة 

الكشف عن وجود ابنه للرئيس العراقي صدام حسين في اليمن ومليشيا الحوثي تنهب أملاكها.. فيديو

بوابتي | 191 قراءة