برّان برس- خاص:
قال وكيل وزارة الإدارة المحلية، عبدالله القبيسي، إن الفريق الركن عبدالرب قاسم الشدادي، “كان رجل جمهوري بامتياز، وكانت اليمن روحه وكل تفكيره، ولا يفكر في قرية أو مدينة أو محافظة أو مشاريع صغيره”.
جاء ذلك في تصريح مصوّر لـ“بران برس”، تزامنًا مع الذكرى الثامنة لاستشهاد الفريق عبدالرب الشدادي، أثناء قيادته للمعارك ضد جماعة الحوثي بجبهة صرواح غربي محافظة مأرب، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
وقال الوكيل القبيسي، الذي كان قائدًا في مقاومة مأرب، إن الفريق الشدادي، كان “قائد ملهم إلى جانب رفاقه من القادة العسكريين الذين حرصوا على الجمهورية وكانوا بمثابة الراعي الأمين”. مضيفًا أنه “صاحب شخصية عظيمة نعجز أن ننساها أو نصفها أو نحصر تاريخه”.
وعن دور “الشدادي”، في الجانب العسكري، قال إنه “شخصية استثنائية بمعنى الكلمة كان يتواجد حيث ينبغي أن يكون”. مضيفًا: “عندما استدعاه الوطن في المجال العسكري لم يبخل، ولم يقدم رجل ويترك الأخرى، بل حدد موقفه من أول لحظة، وكان موقفه واضحًا من الوهلة الأولى من الانقلاب والعناصر التخريبية”.
ونوه إلى أن “شخصية الشدادي ملهمة، ليس في الجانب العسكري فحسب بل في مختلف الجوانب”. ففي الجانب الإنساني، قال إنه “كان يمثل الانسان في أرقى درجاته، وكان قريبًا من جنوده ورفاقه وعامة الناس رغم كثرة مشاغله ومهامه”.
ومن المواقف التي شهدها “القبيسي”، في هذا الجانب قوله: كنا في صرواح وكان معه جهاز خاص بصفته قائد المنطقة العسكرية الثالثة، وأتذكر أنه كان نداء هذا الجهاز حاضرًا كل لحظة، وكان يتمم بالساعة قبل الفجر يومياً على كل قادة المحاور والجبهات ويأخذ أدق التفاصيل”. مضيفًا: ولا أذكر أنه نسي أو نام يومًا أو غاب أو لم نسمع صوته كان حاضرًا كل يوم، ورغم كثرة مشاغله إلا أنه موجود في كل وقت وفي كل مكان”
ومع ذلك، قال إن الشدادي، “لم يكن يغيب في الجانب القبلي، وكان نعم الأب لأهله وقومه، وكل اليمن أهله وقومه، وكان يقدر الجميع، ولم يستثن أحد رغم شحة الامكانات والوضع الصعب الذي كان موجود”.
وأكد أن دور “الشدادي”، كان “كبيرًا جداً لا يجهله أحد، ومهما تحدثنا عنه في أي جانب لا نستطيع أن نوفيه حقه”. مؤكدًا أن الفريق الشدادي، “ورفاقه القادة الأحرار العظماء لم تحصرهم الجغرافيا، ولم تحصرهم المناطقية ولا القبيلة، بل كانوا قادة بحجم الوطن وهم من يستحق أن يطلق عليهم قادة بحجم الوطن”.
وتابع حديثه قائلًا: “كان اليمن حاضر في كل تفكيره، وبناء الجيش حاضر كذلك، وكان لا يفوت أدق التفاصيل”. مضيفًا أن “هذا الرجل لم يأخذ حظه من الدنيا، وذهب وهو مديون، لكنه كان حاملًا للمشروع العظيم الذي ينعم به اليوم أبناء المحافظة، وكل من فيها من أبناء اليمن”.
وتحدث عن دور “الشدادي” في “مطارح مأرب”، والعامل المشترك بين بناء المقاومة وبناء الجيش، وقال: “كانت المقاومة هي خط الدفاع الأول عن الجمهورية، وكان الشدادي يتابع كل تفاصيلها، ويقدم لها الدعم والخطط، وفي نفس الوقت يدرب ويؤهل ويؤسس وحدات عسكرية”.
وقال إن الفريق الشدادي، “كان يرسل كوادر عسكرية إلى مطارح مأرب والمقاومة ليقومون بالتدريب وصيانة الأسلحة والمشاركة في قيادة المعارك”.
وأضاف: “أتذكر لما كنت في معسكر اللبنات في الجوف، كان يرسل العديد من الضباط والكوادر، ويقول هؤلاء قادة متخصصين ينبغي أن تستفيدوا من خبراتهم وقدراتهم”. مؤكدًا أنه “كان يتابع أدق تفاصيل المقاومة، وفي كل الجبهات، ولم يكن يغيب عن باله أي جانب من الجوانب، وتجده في كل جانب ومجال”.
وتحدث عن علاقات “الشدادي”، “الواسعة” وكيف وظّفها في مصلحة الجبهة، بما فيها علاقاته القبلية والاجتماعية، وقال إنه “لم يدخر جهدًا في كل مجال متاح يسخره في خدمة الجبهة والدفاع عن الجمهورية والمشروع الوطني”.
وتطرق إلى دوره في التنسيق مع المشايخ وقادة القبائل والشباب والضباط الذين وصلوا إلى مأرب، والذين كان “يستقبلهم ويتعاون معهم ويستوعبهم ويعيد تشكيلهم في وحدات عسكرية ويستفيد من قدراتهم”.
ووجه الوكيل القيسي، رسالة عبر “بران برس”، إلى أبناء اليمن دعا فيها لأن “نستلهم مشروع الشدادي كمشروع وطني كبير عملاق نحافظ عليه”.
وقال إن “الشدادي كان رجل عظيم، ولا بد أن نستلهم هذه العظمة، وهذا التفكير ونترك الخلافات والتفكير السطحي، وأن نواصل المشروع، ونجدد العهد أن نستمر على ما سار عليه حتى يتحرر اليمن من تلك المليشيا الغاشمة”.
عبدالرب الشدادي
مؤسس الجمهورية الثانية
ذكرى استشهاد الشدادي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news