يمن ديلي نيوز:
لا يزال وسم #جنات_فضحت_الحوثي يتصدر في كل مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن لليوم الثاني على التوالي، وتتوالى حتى هذه اللحظة ردود الأفعال المنتقدة بشدة بحكم المحكمة الجزائية التابعة لسلطات الحوثي في العاصمة صنعاء، في قضية الطفلة “جنات السياغي” التي أثارت الرأي العام المحلي والعالمي بعد تعرضها للاعتداء من قبل قيادي حوثي في صنعاء في 19 يونيو الماضي.
ولا يزال تفاعل الناشطين اليمنيين مع قضية الطفلة جنات مستمراً على نطاق واسع في كل مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن تضامنهم مع الضحية الطفلة “جنات”، وأسرتها، وتنديدهم بحكم المحكمة التابعة لسلطات الحوثي، الذي اعتبروه “حكما جائراً”، في محاولة للتلاعب بالقضية والتنصل عنها.
“يمن ديلي نيوز”، رصد جانباً من تدوينات الناشطين، وسلط الضوء على جزء مما كتبوا عن هذه القضية وعن ماضي جماعة الحوثي في ارتكاب مثل هذه الجرائم والانتهاكات اللا أخلاقية، مشيرين إلى أن الضحية “جنات” ليست الأولى التي تُنتهك براءتها من قبل قيادات حوثية سابقاً.
قتلوها مرتين
والبداية مع مستشار مكتب رئاسة الجمهورية “ثابت الأحمدي”، حيث علق بسلسلة تغريدات على صفحته قال في مجملها: “إن مليشيا الحوثي العنصرية الإرهابية تنتهك براءة الأطفال بصورة وحشية ومقززة، تعكس مدى انحطاطها ووضاعة عناصرها وسقوط قيادتها في قعر الرذيلة”.
وأضاف: “في مناطق الحوثي وعبر محاكم الحوثي يحكم قاضي الحوثي على مجرم حوثي مغتصب الطفلة اليمنية جنات بالسجن وتعويض مالي، لتُقتل الطفلة مرتين: مرة على يد المتحوث المغتصب، ومرة أخرى على يد القاضي المتحوث”.
وتابع: “سود الله وجهك من قاضي، أأنت نسيت حكم الله وبعت دينك وشرفك وعرضك بالفلوس، اعتبر الطفلة جنات طاهرة كابنتك. كم دفع لك نجاد حتى بعت القضية وحكمت حكمك الأعوج؟ أيُعقل أن قضية اغتصاب تُحكم بالسجن لسنوات وتعويض 5 ملايين؟”.
مضيفاً: “الحوثيون يحوّلون القضاء إلى أداة لتغطية جرائمهم، والحكم المخفف على مغتصب جنات يكشف تواطؤ القضاء وسيطرته لخدمة الميليشيات، وكل يوم يثبت الحوثيون أنهم خارجون عن كل القيم والأعراف اليمنية، فحماية النساء والأطفال واجبنا جميعًا”.
وأشار المستشار إلى أن “اغتصاب الطفلة “جنات”، ليس مجرد جريمة فردية بل هو منهج حوثي يهدف لإذلال المجتمع عبر استهداف الطفولة وانتهاك الأعراض، لم يكن في اليمن اغتصاب للأطفال قبل الحوثي، فهذه الجرائم وافدة معهم وعلينا فضحها”.
وأوضح أن “جرائم اغتصاب قيادات الحوثي للأطفال تمثل وصمة عار في جبين الإنسانية، وتعكس السقوط المدوي لمنظومة القيم والأخلاق لهذه العصابة، والتي كان آخر جرائمها جريمة اغتصاب الطفلة جنات”.
وتابع: “في خضم الصراع الذي يمزق اليمن تُنتهك براءة الأطفال وتُسلب أحلامهم وتُغتصب طفولتهم، يظهر وجه آخر للحرب هو وجه الميليشيا الحوثية، التي لم تكتفِ فقط بإغراق البلاد في دوامة العنف والفوضى، بل امتدت يدها الباطشة لتطال أرواح الأطفال الأبرياء”.
مختتما بالقول : “لم يكن في الحسبان أن يصل الحال بالمرأة اليمنية إلى ما وصل إليه في ظل حكم الانقلاب الحوثي، ولم يكن يدر في خلد أحد أن تفقد المرأة مكانتها المرموقة في المجتمع اليمني، وتتعرض لكافة أنواع الامتهان والانتهاكات كالذي لاقته على أيدي العصابة الحوثية التي لم تراع لها حرمة أو مكانة”.
عنصرية القضاء
الصحفي “أحمد المصباحي”، أكد في تدوينة له على أكس أن “قضية الطفلة جنات وما صدر من حكم ضد الجاني السلالي الحوثي أحمد حسين نجاد تفضح عنصرية القضاء الحوثي في التعامل مع القضايا المرتبطة بالشارع اليمني وتدميره للقضاء وعدالته وتحويله إلى محلل يبيح للميليشيا جرائمها ضد الشعب اليمني”.
مؤكداً أن “شرف جنات السياغي هو شرف لكل يمني حر، كون حكم القضاء الحوثي بـ(السجن 15 عاماً والتعويض 6 مليون ريال يمني) لم يُعطِها حقها في تعزير وإعدام الجاني السلالي أحمد نجاد، بل اكتفى بالإهانة للأسرة والقبيلة التي تنتمي إليها، ومحاولة للهروب من الرأي العام اليمني”.
وقال في تدوينة أخرى: “إن سوابق جماعة الحوثي في هذا الأمر: “سلطان زابن أول قيادي في جماعة الحوثي يدرج في قائمة العقوبات الدولية بسبب قضايا أخلاقية، وهو صورة مصغرة لقبح بقية القيادات”.
الصباحي أضاف قائلاً: “حالة الإحباط والمناشدات في أوساط الشعب لزعماء القبائل والمشائخ اليمنية المشهود لها بالحمية والغضب لانتهاك محارم الله في أرضه، تستوجب من الجميع التحرك للوقوف مع والد الطفلة جنات طاهر السياغي ودعمه وتشجيعه على الاستمرار ورفض الحكم الجائر بحق ابنته”.
وتابع: “العنصرية، والإرهاب، والطائفية، والتفريق بين المجتمعات إلى طبقات، ومنح القيادات الحوثية السلالية والصفوية الحق الإلهي في ارتكاب الجرائم والاغتصابات للنساء والأطفال، ومنهم جنات السياغي”.
مضيفاً: “حمايتهم مشروع إيران صفوي اعتمدته ملالي قم في إيران، وصدرته إلى اليمن بهدف تدمير قيم وأخلاق الشعب اليمني من الداخل، وتحويله من شعب عريق ينتفض لكرامته إلى شعب ذليل وخاضع لا قيمة له ولا مستقبل”.
جريمة مزدوجة
ومن جانبه قال الناشط “صالح العباب”: “إن الحوثيين اعتمدوا على أرذل الناس، ولهذا توقعوا أي جريمة منهم، وعلى المجتمع نشر التوعية بمخاطر هذه الميليشيا التي جلبت معها أسوأ الأخلاق وكل الجرائم”.
وأكد إن “اغتصاب الطفلة جنات جريمة مزدوجة، تنتهك المواثيق الدولية التي تجرّم الاعتداء على الأطفال، وهو أيضًا انتهاك صارخ للأعراف والقيم اليمنية التي طالما اعتبرت حماية الأطفال واجبًا مقدسًا”
فساد قضائي
الكاتب والباحث السياسي “عبد الله إسماعيل”، علق بالقول إن “اغتصاب الطفلة “جنات” ليس مجرد جريمة، بل كشف عن فساد المنظومة القضائية التي يسيطر عليها الحوثيون، والمنظومة الحوثية بشكل عام”.
مؤكداً أن “الشعب اليمني يرفض هذه الأحكام ويطالب بمحاكمة الجناة ومن ورائهم ووقف الجرائم ضد الأطفال في اليمن”.
وأضاف: “الشطف عبدالملك الحوثي هو الراعي الرسمي لكل جرائم جرابيعه اللا أخلاقية، وجرائم النهب والقتل والتعذيب، وتنطلق من معتقداته وفكره الأثيم النابع من إرث سلالي وعنصري قبيح”.
وبدوره كتب الإعلامي “محمد الضبياني” قائلاً: “اغتصاب الطفلة “جنات” ليس مجرد جريمة، بل كشف عن فساد المنظومة القضائية التي يسيطر عليها الحوثيون، والمنظومة الحوثية بشكل عام”.
مشدداً على أن “الشعب اليمني يرفض هذه الأحكام ويطالب بمحاكمة الجناة ومن ورائهم ووقف الجرائم ضد الأطفال في اليمن”.
حكمها الموت
وفي السياق علق الحقوقي “أحمد العباب”، بالقول “شرف اليمنيين واليمنيات دونه الموت الأحمر ودون الشرف الرصاص المذلق، من يحاول العبث بشرف اليمنيات ليس يمنيًا ولا عنده دين ولا عرض ولا كرامة”.
أما الإعلامي “صلاح الدين الأسدي”، علق قائلاً: “الشعب اليمني هو القاضي والحاكم لـ “جنات”، ولن تنطلي عليه الأحكام المزيفة، كون الشرع يقضي بمحاكمة الجاني بقضيتين رئيسيتين: الحرابة (للاختطاف) وحكما التعزير والسجن”.
وقال: “قضية الاغتصاب للطفلة وحكمها الرجم حتى الموت كونه زانيًا محصنًا، كما يجب التحقيق وكشف أفراد العصابة من الحوثيين الذين عملوا معه وهربوه وحموه وجيروا القضاء والحكم لصالحه”.
وأشار إلى أن “ما يحصل من تلاعب في الأحكام القضائية، هو تأكيد إضافي أن قادة الحوثيين، وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي ومهدي المشاط ومحمد علي الحوثي، يحمون مغتصبي الأطفال ويتسترون على هؤلاء المجرمين من مشرفيهم وغيرهم، ويسهلون لهم الإفلات من العقاب”.
داعياً “قبائل اليمن إلى التحرك للانتصار للطفلة جنات وأخذ حقها عبر اجتثاث هذه العصابة الحوثية السلالية، ما لم فإن ألف جنات من بنات القبائل ستكون ضحايا جدد من قبل القيادات والمشرفين الحوثيين القادمين من صعدة في قادم الأيام”.
جنات ليست الأولى
وفي سياق متصل كتب الناشط “عبد الله السالمي” قائلاً: “جريمة الطفلة جنات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، بل هي حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبت في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، وما ظهر منها لا يمثل إلا جزءاً ضئيلاً من الحقيقة”.
وأضاف: “جنات الطفلة البريئة التي كانت تبحث عن أمان وطفولة طبيعية، وجدت نفسها ضحية لوحشية لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية، لكن مأساة جنات ليست سوى قمة جبل الجليد، هناك عشرات القصص المروعة التي تم توثيقها وآلاف الجرائم التي ما زالت في الظل مخفية تحت غطاء التهديد والترويع”.
وتابع: “ما لا يقال أكبر وأفظع، وما تم التستر عليه بالقوة والإرهاب هو الجزء الأكثر بشاعة في سجل الجرائم الوحشية واللا أخلاقية التي ترتكبها هذه المليشيات بحق المواطنين في تلك المناطق”.
أما الصحفي “مصطفى غليس”، فأكد أن “لا يوجد أسوأ من المغتصب إلا من يدافع عنه، لأنه ببساطة يشجع على تكرار الجريمة ذاتها آلاف المرات”.
وقال: “الحوثي أحمد نجاد اغتصب الطفلة جنات (9 سنوات) وبدلاً من أن ينال جزاءه العادل على هذه الجريمة البشعة أصدرت محكمة حوثية حكمًا بتخفيف عقوبته”.
وأضاف: “جنات ليست وحدها، ولو لم يكن مغتصبها حوثيًا لكانت مليشيا الحوثي قد قذفت به من رأس مأذنة. تحت الضغط الشعبي، سوف تضطر هذه المليشيا الإرهابية الغاصبة لتنفيذ الحكم العادل، وإن كان العدل بعيدًا عنها، العدل سيأتي بأمر الشعب، وحينها ستكون عدالة شعبية لا عدالة حوثية”.
ونختتم الرصد بما علق به الإعلامي “أنور الأشول”، قائلاً: “جنات وأمثالها كثير، انتهكت أجسادهن الصغيرة دون وازع من ضمير أو خوف من عقاب، والأمر لم يقف عند هذا الحد، فهناك العشرات من الأطفال يتعرضون لأبشع أنواع الاغتصابات في سجون ومراكز ومعسكرات الحوثي”.
معربا عن أسفه أن يصل حال اليمنيين إلى هذا المستوى من العبث بالطفولة في اليمن والتعدي على أعراض الناس، وتتمر هذه الأفعال دون عقاب، أو أحكام راجعة لتكرار مثل هذه الجرائم، جنات الطفلة المغتصبة راحت ضحية من آمنوا العقاب الرادع، ومن أمن العقاب أساء الأدب”.
وكانت المحكمة الجزائية التابعة لسلطات الحوثي في العاصمة صنعاء قد اكتفت في حكمها الصادر السبت الماضي، بمعاقبة القيادي الحوثي أحمد حسين نجاد” (25 عاماً)، بالسجن 15 عاماً وتغريمه مبلغ 6 ملايين بعد ثبوت إدانته باغتصاب الطفلة “جنات السياغي” (9 أعوام) في منطقة أرتل بضواحي صنعاء في 19 يوليو تموز الماضي
وأثار حكم المحكمة انتقادات واسعة من قبل حقوقيين وقانونيين وأسرة الطفلة وشريحة واسعة من اليمنيين، مؤكدين في حديث خاص ليمن ديلي نيوز أن هذا الحكم الحكم لا يتناسب مع حيثيات القضية وتفاصيلها المؤلمة أن المحكمة الحوثية قد خففت العقوبات على الجاني المدان إلى أقصى حد بدلاً من تشديدها، باعتبار أن الجاني متزوج محصن والمجني عليها طفلة لم تتجاوز التسعة أعوام.
مرتبط
الوسوم
هاشتاق
الطفلة جنات السياغي
تقرير رصد
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news