أدت التغيرات المناخية التي شهدها اليمن خلال السنوات الأخيرة إلى زيادة معدلات النزوح في مختلف مناطق البلاد، فضلا عن تفاقم وضعهم المعيشي والصحي.
وتسببت تلك التغيرات وما نتج عنها من سيول وفيضانات وكوارث بنزوح وتضرر نحو 500 ألف شخص في مختلف مناطق اليمن، وذلك منذ بداية العام الجاري 2024، وفقا للأمم المتحدة.
وبحسب تقرير حديث طالعته "العين الإخبارية"، صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن 93.8% من النازحين (459,347 شخصاً) تضرروا أو نزحوا بسبب الأزمات المناخية التي شهدها اليمن، في حين أن 6.2% فقط (30,198 شخصاً) نزحوا نتيجة النزاع المسلح.
وأوضح التقرير أنه خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول الماضي، قدمت آلية الاستجابة السريعة مساعدات طارئة لإنقاذ حياة 86.5% من النازحين المسجلين للحصول على المساعدة، بما يعادل 423,451 شخصاً في 20 محافظة يمنية.
وبحسب صندوق الأمم المتحدة، فإن من بين المستفيدين، كانت 22% من الأسر التي تقودها نساء، و21% من كبار السن، و10% من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتوضح هذه الأرقام، حجم الكوارث التي طالت مختلف مناطق البلاد، على مدى أقل من عام، حيث أدت إلى كوارث بيئية حقيقية فاقمت من الوضع الإنساني والمعيشي للمواطنين خاصة النازحين.
تعد اليمن من أبرز البلدان التي طالتها التغيرات المناخية مع تنامي الظواهر الجوية المتطرفة، في مختلف محافظات البلاد مخلفة آثارا بيئية وصحية واقتصادية وإنسانية هائلة.
وزادت حدة التغيرات المناخية في اليمن، مخلفة ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة، والأمطار الغزيرة والفيضانات، والأعاصير، وكوارث طبيعية أخرى.
تبعات وكوارث تؤرق النازحين
خلال شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2024 ، ضرب اليمن منخفض جوي، أدى إلى تساقط الأمطار بكميات كبيرة، بعضها تتساقط لأول مرة منذ عقود، وحدوث فيضانات، خلفت خسائر بشرية ومادية في صفوف وممتلكات المواطنين.
وخلال موجة الفيضانات الأخيرة التي خلفت مآسي وقصصا مروعة في صفوف المواطنين في محافظة الحديدة، وملحان بالمحويت، ووصاب في ذمار، وشمير في تعز بالإضافة لحجة ومأرب، حيث تضررت مئات آلاف الأسر لاسيما المشردة من حرب الحوثيين في مخيمات النزوح.
فقد هدَّمت العواصفُ التي شهدتها محافظة مأرب التي يعيش فيها نحو مليوني نازح، المنازل، ومزقت المآوي، وألحقت خسائر فادحة في الماشية والممتلكات، وتسببت بوفاة 8 أشخاص، وإصابة 36 آخرين.
وتضررت نحو تسعة آلاف أسرة في مخيمات النزوح، وتدمير 6702 مأوى للنازحين، تدميرا كليا وجزئيا.
زيادة حدة التغيرات المناخية
بحسب خبراء البيئة والمناخ، فإن اليمن تأثر كثيرا بتبعات التغيرات المناخية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة، وأدت تلك التبعات لحدوث كوارث طبيعية مثل الأعاصير والفيضانات والسيول، وارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع مستويات سطح البحر.
ويقول الخبراء، إن الفيضانات والسيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي ضربت اليمن خلال الأشهر الماضية، تسببت بحدوث أضرارا هائلة في المناطق الساحلية كما في الحديدة وحجة والجبلية كما في تعز والمحويت وإب، والمناطق الصحراوية مثل محافظة مأرب والتي أثرت على مخيمات النازحين وألحقت أضرارا بيئية كبيرة.
وضربت اليمن نحو 6 أعاصير، خلال الفترة من 2015 حتى 2023، وهي تشابالا، وميج، ومكونو، ولبان، وتيج، وأثرت هذه الأعاصير بشكل كبير على كل من أرخبيل سقطرى ومحافظات المهرة وحضرموت وشبوة وأبين، وألحقت الأضرار بصفوف السكان وتسببت بنزوح عشرات الآلاف.
ووفقاً للأمم المتحدة فإن 18.2 مليون شخص في البلاد، بمن فيهم 4.5 مليون نازح، يحتاجون للمساعدات الإنسانية العاجلة، ويشمل ذلك أكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء، معظمهم من الصومال وإثيوبيا، وقد ضاعفت الظواهر المناخية معاناتهم.
ويحتفل العالم باليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث في 13 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، بهدف توعية الناس والحكومات والمجتمعات بكيفية اتخاذ إجراءات للحد من خطر تعرضهم للكوارث، وتشجيعهم على بناء مجتمعات ودول أكثر قدرة على مواجهة الكوارث المختلفة.
ويأتي هذا اليوم واليمن يعيش في كوارث ومخاطر متواصل إنسانية وبيئية ومناخية ومحلية عديدة في الوقت الذي ينعدم فيه التدخل الجيد للحد من هذه الكوارث أو معالجة أضرارها والتكيف معها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news