تتعرض قاعدة العند العسكرية، أكبر قاعدة عسكرية جنوبية في اليمن، لضغوط متزايدة من مستوطنات يمنية جديدة تُقام في محيطها، ويأتي هذا الوضع في إطار تحذيرات مستمرة من قوى جنوبية عدة حول مخاطر التغيرات الديموغرافية التي تُهدد الهوية الجنوبية وأمن المنطقة.
تزايد الاستيطان وتحذيرات الجنوبيين:
يستمر اليمنيون من مختلف الأحزاب والجمعيات في استغلال الظروف الراهنة لتعزيز السيطرة اليمنية على الأرض الجنوبية، من خلال نقل ملايين النازحين إلى الجنوب.
هؤلاء النازحون، الذين يُزعم أنهم يفرون من بطش الحوثي، يتم تشجيعهم على الاستقرار في الجنوب بواسطة ترغيبهم بالمغريات المالية والوظائف، وبالرغم من هذا النزوح، يعود الكثير من هؤلاء النازحين إلى قراهم خلال الأعياد والمناسبات الاجتماعية وكأن الحوثيين لم يكن لهم وجود.
من الواضح أن هذا المخطط يهدف إلى تغيير التركيبة السكانية للجنوب، وهو ما يثير القلق بين الجنوبيين حول مستقبلهم وأمنهم، ويُعتبر إنشاء مستوطنات جديدة حول قاعدة العند خطوة خطيرة تهدد الأمن الاستراتيجي للجنوب.
التحذيرات من الأبعاد العسكرية للاستيطان:
تتعدد الأبعاد العسكرية للاحتلال الناجم عن هذه المستوطنات، حيث يُخشى أن تشتمل على محترفين عسكريين وأمنيين في مختلف التخصصات، مما يهدد الاستقرار في المنطقة، هذا ما أكده المدون السياسي الجنوبي "أبوخالد الناخبي"، الذي حذر من بناء وحدات سكنية بالقرب من قاعدة العند، مشبهاً هذا الاستيطان بالأساليب الصهيونية في فلسطين.
وفي تغريدته التي أثارت الكثير من الجدل، دعا "أبوخالد الناخبي" قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، وكتب: "نازحون من تعز والحديدة يبنون وحدات سكنية بالقرب من قاعدة العند. وأنا متأكد أنهم خلايا إرهابية من أبناء الجمهورية العربية اليمنية".
الأبعاد السياسية والاجتماعية:
تتجاوز تداعيات هذا الاستيطان الأبعاد العسكرية، لتصل إلى المجال السياسي والاجتماعي. إن تصاعد المخاوف من تكريس الاحتلال اليمني للأراضي الجنوبية ويتطلب من المجلس الانتقالي الجنوبي اتخاذ خطوات جادة لمنع استمرار هذا الاتجاه، فالمستقبل السياسي للجنوب يتوقف على قدرة القيادات الجنوبية على الحفاظ على الهوية الوطنية للمنطقة ومنع أي تغييرات ديموغرافية قد تؤدي إلى إضعاف موقفها.
جرس إنذار:
يُعتبر الوضع حول قاعدة العند العسكرية بمثابة جرس إنذار للقيادات الجنوبية. فالتحديات التي تواجه الجنوب لا تقتصر على الصراع العسكري مع الحوثيين، بل تشمل أيضًا صراعًا ديموغرافيًا وسياسيًا يتطلب يقظة وتخطيطًا استراتيجيًا، والتحرك السريع لوقف هذه المستوطنات أمر ضروري للحفاظ على الأمن الوطني للجنوب، وضمان مستقبل أفضل لأبنائه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news