الجنوب بين فكي الحرب والسلام: مستقبل مجهول أم فرصة للحكم الذاتي؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 190 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الجنوب بين فكي الحرب والسلام: مستقبل مجهول أم فرصة للحكم الذاتي؟

تعد زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية خطوة حاسمة في وقت حساس تشهده الساحة اليمنية، في تصريح لبرنامج "الجنوب والعالم" على قناة "عدن المستقلة"، اعتبر ماثيو برايزا، النائب السابق لمساعد وزير الخارجية الأمريكي، أن هذه الزيارة تمثل نقطة تحول في التعامل الأمريكي مع الأزمة اليمنية.

تجنب التورط الأمريكي العميق في اليمن

بحسب برايزا، فإن السياسة الأمريكية تجاه اليمن طوال السنوات الماضية اتسمت بالحذر والامتناع عن الدخول في تعقيدات الملف اليمني بشكل عميق، يقول برايزا: "لقد كانت حكومة الولايات المتحدة تتجنب اتخاذ خطوات حازمة في اليمن، وكان الهدف الرئيسي هو تهدئة الصراع دون التفكير في استراتيجيات بعيدة المدى أو نتائج السيناريوهات المحتملة".

الولايات المتحدة سعت في الغالب إلى تهدئة الوضع في اليمن من خلال دعم المبادرات الدولية والإقليمية، مثل مبادرة وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة أو المحادثات غير المباشرة بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثيين. ومع ذلك، يشير برايزا إلى أن هذه الاستراتيجية، التي تتجنب التدخل الجذري، قد تكون ذات عواقب وخيمة على استقرار اليمن والمنطقة.

استبعاد الجنوب من الحلول.. قنبلة موقوتة

من أبرز النقاط التي أثارها برايزا هو أن أي اتفاق سياسي أو عسكري يستبعد الجنوب، أو لا يشمل الفاعلين الجنوبيين، لن يكون قابلًا للتطبيق على المدى الطويل. ويقول في هذا الصدد: "السيناريو الحالي الذي يتضمن اتفاقًا بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية يستبعد الجنوب، وهذا لن ينهي الحرب أو الصراع في اليمن". وأكد برايزا أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى ما وصفه بـ"السلام الزائف"، وهو سلام لا يعالج جذور الصراع ولا يأخذ في الحسبان التوازنات الواقعية على الأرض.

ويعتقد برايزا أن هذا النوع من الاتفاقات قد يُمهّد الطريق لحرب أهلية جديدة بقيادة الحوثيين، الذين قد يسعون في المستقبل إلى الاعتداء على الجنوب مجددًا، مضيفًا: "لدينا بالفعل وضع يشبه دولتين، حيث يحكم الحوثيون شمال اليمن بنظام طائفي ديني، بينما الجنوب، رغم عدم استقراره الكامل، يمثل فرصة حقيقية لتأسيس حكومة فعالة تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي".

أهمية المجلس الانتقالي الجنوبي ودوره في إدارة الجنوب

برايزا لم يكن متشائمًا بالكامل، بل رأى أن الجنوب يمتلك إمكانيات تمكنه من الاستقرار في حال تم منحه الحكم الذاتي. ويرى أن المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، قد يكون المفتاح لخلق حكومة مستقرة في الجنوب. "يمكن تفعيل طاقات مجلس القيادة الرئاسي لإدارة الجنوب وتسليم المجلس الانتقالي الجنوبي مهمة إدارة البلاد"، أضاف برايزا، مشيرًا إلى أن المجلس الانتقالي يمتلك القدرة على حكم الجنوب بشكل أكثر فعالية من غيره في اليمن الحالي.

وأشار برايزا إلى أن هذا التوجه يتماشى مع الوضع الواقعي الذي يعيشه اليمن اليوم، حيث تتواجد قوتان رئيسيتان: الحوثيون الذين يحكمون شمال البلاد بنظامهم الطائفي، والجنوب الذي لا يزال يمثل أملًا في تحقيق الاستقرار والتنمية.

التحديات أمام الاستراتيجية الأمريكية في اليمن

يأتي تصريح برايزا ليعكس نظرة أعمق تجاه ما يمكن أن يكون عليه الدور الأمريكي في اليمن. الولايات المتحدة، بحسب برايزا، تحتاج إلى استراتيجية متكاملة تأخذ في الحسبان تعقيدات الملف اليمني، بما في ذلك ديناميكيات الجنوب. ويشير إلى أن واشنطن بحاجة إلى التفكير في كيفية دعم حل سياسي شامل يضم كافة الأطراف الفاعلة، وخاصة الجنوب.

وأردف برايزا أن الفشل في إدراج الجنوب بشكل فعّال في أي تسوية سياسية سيكون له تأثير مدمر على الاستقرار الإقليمي. إذ أن تجاهل مطالب الجنوبيين قد يؤدي إلى زيادة التوترات وإطلاق شرارة نزاعات جديدة. وخلص برايزا إلى أن "الجنوب هو الجزء الوحيد الذي يمكن حكمه بفعالية في اليمن حتى الآن، بينما الشمال يظل رهينًا لنظام طائفي يقوده الحوثيون".

السيناريوهات المستقبلية.. هل سيتحقق السلام؟

مع انتهاء تصريحاته، ترك برايزا السؤال الأهم مفتوحًا: هل يمكن تحقيق سلام شامل ومستدام في اليمن دون إدراج الجنوب في المعادلة السياسية؟ يرى برايزا أن الإجابة تعتمد بشكل كبير على قدرة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على اتخاذ خطوات حازمة لدعم الحلول الواقعية، وليس الحلول المؤقتة أو المجتزأة.

وتأتي زيارة الزبيدي إلى واشنطن في ظل وضع معقد ومتشابك. ومع ازدياد التوترات الإقليمية وغياب الحلول الجذرية، تظل التساؤلات مفتوحة حول ما إذا كانت هذه الزيارة ستكون بداية لتغيير جذري في السياسات الأمريكية تجاه اليمن، أم أنها ستكون مجرد حلقة أخرى في سلسلة التحركات الدبلوماسية دون تحقيق نتائج ملموسة. في كلتا الحالتين، يبدو أن الملف اليمني سيظل يشكل تحديًا كبيرًا للسياسة الخارجية الأمريكية ولأمن المنطقة بشكل عام.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تسريبات مزلزلة.. السعودية تسمي بديلاً للعليمي وتجهز فريقاً رئاسياً جديداً

مساحة نت | 927 قراءة 

الشيخ المعتقل في المهرة محمد بن احمد الزايدي يوجه رسالة الى قبائله خولان وقبائل اليمن عامة وهذا ما قاله

جهينة يمن | 882 قراءة 

غارات جوية استهدفت مخازن النقود في صعدة والخسائر بالمليارات"ضربة قاصمة للحوثيين"

جهينة يمن | 764 قراءة 

عاجل : أنباء عن اغتيال نتنياهو "تفاصيل أولية"

جهينة يمن | 729 قراءة 

لماذا أحجمت السعودية والإمارات والمانحون عن دعم الحكومة اليمنية الجديدة؟

المنتصف نت | 624 قراءة 

حملة تضامن شعبية واسعة مع العميد عمار محمد صالح على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن

جهينة يمن | 511 قراءة 

هشام شرف يغادر مطار عدن على متن طائرة عسكرية إلى دولة صديقة

بوابتي | 386 قراءة 

غارة جوية تتسبب بخسائر بالمليارات في صنعاء

كريتر سكاي | 327 قراءة 

صيد جديد بأيدي قوات العمالقة في باب المندب

تهامة 24 | 303 قراءة 

ماذا حدث في أبين؟ هروب جماعي يثير الرعب في مناطق الساحل

نيوز لاين | 300 قراءة