فرحة لم تتم

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 112 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
فرحة لم تتم

قصة قصيرة

أفواج من الناس، ضاق بهم المكان. رقاب تشرئب، يحيطون بسائلة الوادي، حيث يتم تنفيذ حكم الإعدام، برجل كهل تخطى الأربعين بعام أو عامين.

المنازل المحيطة بالسائلة، حيث يتم تنفيذ أحكام الإعدام هي الأخرى ازدحمت بالمتفرجين، الأسطح، والنوافذ، وشرفات المنازل أغلبها اتشحت بسواد النسوة.

عيون متلصصة تبحلق في فزع، حيث يقبع الكهل بزي الإعدام البرتقالي الفاقع، مقرفصا ويداه مكبلتان للخلف. كان الكهل يرتجف خوفًا، وفرائصه ترتعد، ووجه بدا شاحبًا ذابلًا، غادرته الحياة، كأنه أشبه بجثة متحنطة، وبجواره يقبع الطبيب بملامحه الصارمة، وسماعته الطبية، التي تتدلى من أذنيه كثعبان برأسين، وقد طلب من جنديين ملثمين أن يبطحا الكهل؛ ليتمكن من فحصه، وتحديد مكان القلب؛ ليرسم عليه بطبشور الموت المخيف، وينهى مهمته الصعبة.

همهمات تتعالى، صخب ولغط في الأنحاء، بدأ الحديث يعلو، وترتفع بعض الأصوات تطالب وتضغط على أهالي القتيل وأولياء الدم بالعفو عن القاتل الذي وضعته الصدفة كقاتل! ولم يكن يبيت النية!! تعنت أهل القتيل، وتصلبوا، وتمسكوا بموقفهم؛ لكن أحد الأبناء يقال أنه عفا!

توقف الطبيب عن عمله الذي كان يهم به، وحل الملثمان وثاق القاتل المرعوب، الذي خر على الأرض ساجدًا!!

فرحة عارمة تملكت القاتل الكهل، راح يحضن الطبيب، ويقبله، ويقبل الملثمان، وكل ما يلقاه أمامه حتى أنه احتضن كلبًا عابرًا، مرق من أمامه، وراح يهيل عليه القبل، والكلب يزمجر.

كانت فرحة غامرة لاتوصف، تحدث عنها الناس طويلًا،كل من حظر تلك الحادثة أقسموا بأغلظ الأيمان أنهم لم يروا في حياتهم قط فرحة قدر تلك الفرحة، التي غطت السماء حتى أن الجمع الغفير الذي ضاقت بهم السائلة راحوا في نوبة ضحك وسرور، استمرت لعشر دقائق، وموجة تصفيق حار، دوت في المكان بقوة، وأطلقت النسوة اللاتي اعتلين أسطح المنازل، زغاريد الفرح.

كان عرسًا بمعنى الكلمة، غلب فيه العفو، تسيد فيه التسامح، وغابت الضغينة، وتوارت الأحقاد خلف قلوب تنبض بالمحبة، والإنسانية والكرم، لكن وفيما الناس في خضم تلك البهجة والمشاعر الفياضة المتدفقة، والحبور والسرور،انطلق صوت جهوري بغيض لشخص قمىء الوجه، يشق تلك الأجواء الحميمية ليخنق الفرحة وينكد ذلك السرور والانبساط هاتفًا: نحن أولياء الدم من الذي سامح، ومن الذي سمح لكم أن تتحدثوا فيما لايعنيكم ؟! نحن لم نسامح!

ليتبعه بقية أولياء الدم. مذعورين، ومذعنين، مسلمين بصدق كلامه  بأنهم لم يسامحوا، وأنها مجرد شائعة، أطلقها أولياء الجاني؛ ليضغطوا عليهم، ويضعوهم أمام موقف محرج، وأنهم كأولياء دم يطالبون بالقصاص العادل، وتنفيذ شرع الله، ولاحرج أو خجل يعتريهم أمام تطبيق حكم القضاء العادل؛ ليعم السكون السائلة وتغرق مجددًا في صمت وبيد، ويجثم على صدور جمهرة الناس هم ثقيل، وكرب شديد، وتختنق الزغاريد في حلوق النسوة، وتشرورغ عيونهن بالدموع، وشقت ذلك الصمت ثلاث رصاصات، وتغرق السائلة بالكآبة، والأسى، والحنق، وبقعة كبيرة من الدم!!


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

هبوط غير متوقّع للريال اليمني.. تغيّرات حادة بأسعار العملات صباح اليوم"

نيوز لاين | 1049 قراءة 

سعر الريال السعودي في عدن وحضرموت اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025

المشهد العربي | 734 قراءة 

الريال يحافظ على قيمته في عدن لليوم الثالث ويسجل سعر مفاجئا.. السعر الآن

مساحة نت | 613 قراءة 

يتحدى قرارات حكومة بن بريك .. دعوات لإقالة بن وهيط لرفضه تخفيض أسعار الغاز المنزلي

المنتصف نت | 598 قراءة 

الحكومة تدشّن خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" في ست محافظات محررة

حشد نت | 590 قراءة 

اختفاء نجل نائب رئيس مجلس النواب السابق في صنعاء وسط اتهامات للحوثيين بالاختطاف

يني يمن | 552 قراءة 

صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي في صنعاء وعدن لليوم الثلاثاء

اليوم برس | 551 قراءة 

توتر في ميناء عدن بسبب شحنة المسيرات وصحفي يكشف التفاصيل

نافذة اليمن | 451 قراءة 

تحديث أسعار صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025

عدن نيوز | 451 قراءة 

تفاصيل الشحنة العسكرية المضبوطة في ميناء عدن

كريتر سكاي | 379 قراءة