سبتمبر نت/ استطلاع – محمد الحريبي
يومًا بعد آخر تضاعف جماعة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا من مظاهر الاحتفاء بمناسبات طائفية ابتكرتها، في محاولة منها لتعزيز ثقافتها الطائفية وتطييف المجتمع اليمني، وإرساء مداميك مشروعها الإيراني، إلا أنها تستخدم المناسبات الدينية والطائفية المستحدثة لهدف آخر هو تحشيد المقاتلين إلى صفوفها.
وتعتقد المليشيا الحوثية أنها من خلال خطاباتها الدينية قادرة إقناع اليمنيين بالانخراط في صفوفها، مستندة إلى ضعف الوعي الشعبي وإضعافها المستمر للتعليم.
ويؤكد الدكتور في علم الاجتماع بجامعة تعز محمود البكاري أن جماعة الحوثي تستغل “الخطاب الديني وخطاب التحريض الطائفي لحشد المقاتلين لفرض مشروعهم المذهبي والسلالي ولتغيير المعادلة السياسية في الاتجاه الذي يخدم مصالحهم بالاستيلاء على السلطة بالعنف وبقوة السلاح”
من جهته يرى سكرتير الدائرة السياسية في منظمة الحزب الاشتراكي بتعز المحامي فهمي محمد أن “الحركة الحوثية تعتمد على تطييف المجتمع وبالتالي تستغل المناسبات الدينية أو المناسبات التي استحدثتها لحشد المقاتلين، وهي تعول على هذه المناسبات الطائفية للاستمرارية”.
امتداد المشروع الإيراني
الصحفي الفتح العيسائي يرى أن جماعة الحوثيين هي امتداد لمفهوم الدولة الكهنوتية ويؤكد أنها تستخدم المناسبات الدينية لإذكاء هذا الخطاب، مضيفًا: “لكن فيما يتعلق بالمناسبات الطائفية التي استحدثتها الجماعة مثل ما يسمى يوم الغدير ويوم الولاية، واستغلها الحوثيون بحشد المقاتلين ولكنها ليست فقط بغرض الحشد، لأننا في مجتمع يعيش غربة وجودية أمام هذه المناسبات، وكانت لا تعني له شيء إلى زمن قريب”.
ويوضح العيسائي: “هذه المناسبات المستحدثة من قبل الحوثيين هي خدمة تعبيرية عن هوية معينة للجماعة، وتقدم خطاب ومضمون ومحتوى الحركة الحوثية الجديدة واللمسة الايرانية والموروث الايراني في الحركة وشكل الامامة الجديدة في اليمن”.
تهديد السلم الاجتماعي
ويحذر دكتور علم الاجتماع في جامعة تعز محمود البكاري من أن الحوثيين يستخدمون المناسبات الدينية والخطاب الديني التحريضي بنبرته المذهبية “لإذكاء روح الصراع والتناحر في المجتمع، باستدعاء الماضي البعيد بكل أحداثه وتفاصيله بصورة تهدد السلم الاجتماعي لتنفيذ المشروع السياسي الطائفي الشيعي ضمن المخطط التوسعي لإيران في المنطقة، حيث ظهر هذا المخطط بصورة مفاجئة لليمنيين الذين كانوا قد تجاوزوا حالة الصراعات السياسية بإقرار مبدأ التداول السلمي للسلطة”.
تضليل ديني
الصحفي الشاب أحمد الشيخ، يعتقد من جهته أن مليشيا الحوثي تقوم “بأدلجة المناسبات الدينية لحشد المقاتلين، فغالباً ما يسيطر على الشعب اليمني العاطفة الدينية فكانت بوابة عبور الكثير من المغرر بهم إلى صفوف المليشيا، والتي استخدمها ومازال الحوثي لهذا الأمر تحت شماعة الجهاد في سبيل الله والرسول ومحاربة إسرائيل وأمريكا”.
ويضيف الشيخ: “مازالت التعبئة الطائفية وسيلة فاعلة كون الحوثي يستهدف في هذا الأمر الأطفال فيقوم بإنشاء مراكز صيفية لإبادة الثقافة اليمنية ولتصدير الإرهاب والكراهية، ليخرج منها الأطفال أشبه بقنابل موقوتة”.
صدام مع المجتمع
وفيما يتعلق بمدى تقبل الشارع للخطاب الطائفي الحوثي، يقول العيسائي: “جماعة الحوثي استغلت بداية خطاب قومي، وخطاب وطني وخطاب ديني، في مناسباتها الطائفية هذه الثلاثة الخطابات تناقضت تماما خلال تسعة أعوام، وتصادمت مع اليمنيين فيما يتعلق بالسيادة والوطنية والمواطنة، الان اصبحت هذه الدعوات تمثل سببا من اسباب الصدامات مع المجتمع اليمني خصوصًا الأحداث الأخيرة التي ظهرت في صنعاء مع انكشاف عورة المليشيا وموقفها من ثورة 26 سبتمبر المجيدة”.
ويؤكد العيسائي أن “استغلال الحوثيين للمناسبات الدينية لتصدير خطاب يدعي الوطنية اصطدم مع قناعات وتوجهات المجتمع اليمني”.
مسار مستمر
يعتقد العيسائي أن مسار المناسبات الطائفية وفرضها على اليمنيين سيظل مستمرًا ولن يتوقف، “لأنها بالنسبة للجماعة معركة وجودية من أجل استبدال المفاهيم اليمنية وافرازات الجمهورية منذ 62 وحتى اليوم، بالقيم الطائفية والطبقية التي تروج لها الجماعة كامتداد لمساعي المشروع الإيراني”.
ويتفق الدكتور البكاري مضيفًا: “سيظل الحوثيون يستخدمون المناسبات الدينية لإذكاء الصراعات في المجتمع ما لم يتم توحيد الصف الجمهوري وفرض الخيار الديمقراطي ونشر ثقافة الديمقراطية والتعددية السياسية والثقافة المدنية الحديثة في المجتمع وتجاوز أي خلافات أو تباينات في الرؤى السياسية بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية من جانب والاستعداد لفرض خيار السلام بالقوة”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news