عدن توداي
مع مرور عام من الصمود والقوة والثبات والاستبسال لشعب فلسطين في ظل تحديات الاحتلال الصهيوني وأعداء الإنسانية، نشعر بالفخر والاعتزاز بذكرى طوفان الأقصى التي تجسدت فيها مقاومة الشعب الفلسطيني وصموده الخالد والاسطوري أمام كل محاولات التهويد والتنكيل والعدوان الصهيوني والغربي الذي كان فاقدا لكل القيم الإنسانية والأخلاق السليمة.
لقد كان لطوفان الأقصى الأثر العميق في سدّ الثغرات وتقويض المؤامرات التي تستهدف الوحدة الإسلامية والعربية. دفاعًا عن مصالح الأمة، تحدّى الطوفان الأقصى كل التحديات وأصبح درعًا لا يخترقه أحد. وبجبروته وصلابته، كشف حقيقة الأذيال وأظهر وقاحة أعداء المنطقة وأنظمتها التي تحولت إلى غرف مخابراتية تدار من قبل الوكالات الأمريكية والإسرائيلية.
إن هذه الذكرى التي تمر علينا تجلت في شعورنا بالفخر والاعتزاز، حيث أثبتت صمود أبناء غزة بأنه لا مثيل له على مرور التاريخ. فتلك المدينة الصغيرة (غزة)، قد تحدت كبرياء وغرور العالم الغربي وأذهلت العالم بأسره بصمودها الفولاذي. حيث أسقطت أسلحتهم الذي تفاخروا بها لعقود ونكلت بجيشهم الذي لا يقهر حسب وصفهم، وحجبت أقمارهم وأذابت استخباراتهم، مثلما تذوب الثلوج تحت أشعة الشمس. كانت هذه العملية طوفان الأقصى عبرة ودرسًا يجب أن يتعلمه العالم بأسره، معبرة بحق عن الروح القوية والإرادة الصلبة لأهل غزة وخلفائها.
لقد كانت هذه الذكرى لها تأثير كبير على شعوب المنطقة، الذين وصلوا إلى حالة من اليأس والضعف أمام المؤامرات الغربية التي استحوذت على شعوب المنطقة وأنظمتها. إنها المرحلة التي جعلت هذه الشعوب غير قادرة على الدفاع عن حقوقها وحرياتها ودينها، وذلك أمام التمدد الغربي الذي بات يتصرف كمالك ومن يحكم بالعالم، في حين يعامل باقي الشعوب كأطفال لا يملكون صوتًا في صنع مصيرهم. هذه الوقائع تجسدت كلها في تلك الذكرى العظيمة وأصبحت عبرة لشعوب المنطقة التي باتت بأمس الحاجة إلى تجديد العهد وتعزيز الوحدة لمواجهة التحديات المشتركة وأنها كل هذه العبث الغربي مثلما فعلت هذه المدينة الصغيرة والتي عبثت بتاريخه وهيمنته وغروره.
مقالات ذات صلة
هل يستطيع الحو-ثي إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ؟
إعلان الحوثيين وقف الهجمات على السعودية لمدة ثلاثة أيام… ماذا سيعني للسعودية؟
كما لا يجب أن ننسى، أن هذا الانتصار العظيم الذي أعاد للأمة مجدها وثقتها ومكانتها، جاء بثمن باهظ ودماء غالية، وقد روت أرض فلسطين تلك الدماء الثمينة. فكانت دماء القادة هي الأولى التي سالت على أرض الزيتون، لتجسد عظمة هذا النضال والتضحية التي يتقدمها القادة ويشارك فيها النساء والأطفال والشيوخ. إن تلك التضحيات العظيمة تؤكد لنا أحقية المشروع وسلامة المسيرة، وتعكس عظمة هذه الثورة وحقيقة انتصارها. إنها شهادة على الإصرار والعزم، وعلى عزم الشعب الفلسطيني على الصمود والبقاء رغم كل الصعاب والتحديات.
أن هذه الذكرى العظيمة التي تنبعث منها الدروس والعبر يمكننا أن نستلهم ونتعلم منها. إن الإيمان والتوكل على الله يعدان من أهم أسباب النصر، مهما ازدادت قوة العدو وإمكانياته. كما أن تعظيم كل تحرك، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، ودعمه والوقوف مع كل من يحمل هموم وقضايا الأمة، ويدافع عنها حتى بأبسط الوسائل، هو واجب لكل فرد ينتمي إلى هذه الأمة.
وفي الأخير ندعو شعوب المنطقة إلى تعزيز الوحدة والتماسك بيننا كأمة واحدة، ونرى أهمية العمل المشترك نحو تحقيق حلم الحرية والكرامة لهذه الأمة، واستعادة الأراضي المحتلة ورفع الهيمنة الغربية عن المنطقة. كما ينبغي لنا أن نعمل معًا من أجل تحقيق هذه الأهداف، وإنهاء أنظمة التطبيع العربية التي تعمل على زيادة الانقسام والضعف في صفوفنا، فبالتضامن والتعاون المستمر، يمكننا أن نعزز موقفنا والموقف الفلسطيني ومنح المقاومة الإسلامية مزيدا من القوة والثبات لتحقيق حلم هذه الأمة باستعادة الأراضي المحتلة.
الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار
الشفاء العاجل للجرحى والمصابين
الحرية للمعتقلين
المجد والانتصار للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة واحرار العالم الإسلامي والعربي.
#طوفان_الأقصى_يوحد_الأمة
بقلم/ سالم عوض الربيزي
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news