مجلي الصمدي
المزايدة بالقضية الفلسطينية أسلوب قديم مارسته أنظمة وتيارات خاضت صراعاً مع فكرة الحكم الرشيد والديمقراطية فذهبت الأنظمة وتراجعت التيارات القومية واليسارية، فتلقفت الجماعات الدينية المهمة بعد خوضها هي الأخرى صراعات طويلة مع الأنظمة والتيارات والعالم والحداثة وفكرة التعايش مع الآخر.
ومع طول أمد الصراع تقدم الآخر تقنياً واقتصادياً بشكل مهول واتسعت دائرة الاتصال والتواصل بين الدول والثقافات ونقل المعلومات والتعبير عن الرأي كأساليب بديلة للقوة البدائية المستخدمة لفرض فكرة واحدة يتطلب من الاتباع الإيمان والوثوق بها والقتال في سبيلها.
النشر ونقل المعلومات والصور والمواقف والمشاهد والتباينات إلى كل الناس في كل بقاع الأرض ساعد المتلقي أكان تابعاً أو مستقلاً أو مراقباً على فرز المعقول واللا معقول من جملة مايتلقاه من أفكار وهذا بدوره أسهم في معرفة حقيقة الصراع وأطرافه وما يحملون من بضائع قديمها وجديدها.
لقد صار لدى الناس قناعة بأن العنف كوسيلة لفرض قناعة معينة بات غير مجدياً على الإطلاق وان فكرة استئصال الآخر المختلف معه عقائدياً اضحى هو الآخر غير مقبول لكن ماتبلور من قرون الصراع الطويلة أن استئصال أدوات العنف وأطرافه الواقفة كحجر عثرة أمام رغبة العالم في السلام والأمن والاستقرار والتعايش أصبح حاجة وضرورة.
تعليقات الفيس بوك
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news