احتفل العالم مُوخراً بيوم المعلم الذي يُصادف ال5 أكتوبر، وهو تذكير لما يقوم به المعلم من عمل عظيم في تربية الأجيال، وإعدادهم للمستقبل ليكونوا فاعلين ويساهمون في تطوير وتحديث بُلدانهم، وإذا ما نظرنا الي المعلم اليمني فهو يعيش ظروف قاسية جراء انقطاع راتبه، وهو لم يحدث ولا بأي دوله من دول العالم، حتي التي تشهد حروب ونزاعات كالسودان وفلسطين وغيرها، علاوة على أن نظرة المجتمع القاصرة نحوه زادت حدتها، وهذا ليس عيبًا فيه بقدر ما هو عيبًا فى المجتمع نفسه.
لقد أدى هذا الوضع بالمعلم إلى امتهان أعمال لا تتناسب مع قدراته، وهو خيار صعب لجأ إليه المعلم لتلبية احتياجاته المعيشية والأسرية، عززة استمرار الانقسام المالي الحاصل بين حكومتي صنعاء وعدن، الذي على مايبدو أن لا حلول في الأفق لحل هذه القضية الشائكة، والتي اصبحت تداعياتها قاسية علي موظفي الدولة ُخصوصاً المعلمين وهم الحلقة الأضعف فيما يجري.
لقد أصبح حال التعليم في اليمن يستدعي تدخل سريع وايلاء الدولة الإهتمام الكافي بهذا القطاع المهم، وأول ذلك يبدأ بالمعلم باعتباره حجر الزاوية في العملية التعليمية وإعادة الاعتبار له، فالتعليم في اليمن يشهد تدهورًا مُريعًا وكلما مر الوقت تصبحت المعالجة صعبة في هذا المضمار وتفضي إلى طامة كبرى تهدد مستقبل الأجيال لا سمح الله، ستعاني منها اليمن لعقود طويلة، خصوصًا واننا نري تسرب كبير للأطفال من المدارس والتحاقهم بسوق العمل، فبحسب الإحصائيات فهناك ما يقارب المليوني ونصف المليون طفل خارج مقاعد الدراسة، إن التعليم هو إحدى الأسس والمداميك للنهوض والتقدم لأي بلد في العالم، ولعل التجارب التي خاضتها بلدان شتي فى هذا الشأن افضت إلى مانشهده اليوم من تطور علي كافة الأصعدة، فدولة صغيرة مثل سنغافورة لم تكن تُذكر وجزيره معزولة في جنوب شرقي آسيا اليوم معدل دخل الفرد فيها يتخطي 141 ألف دولار أمريكي، وتحتل سنغافورة مكانة مرموقة بين الاقتصادات العالمية، وهوالأمر الذي جعل المواطن فيها يتمتع بمستوي معيشى واقتصادي قلما نجده في بُلدان أخرى، مرد ذلك اهتمامهم بالتعليم وايلاه الإهتمام باعتباره المدخل الوحيد للمستقبل، فمع عصر الإعلام والثورة المعلوماتية والانفجار الهائل في المعرفة اصبح من اللازم تدارك الأمر، ومواكبة ما يجري من تطور في عالم لا يعترف إلا بالقوي، فهل يدرك مسؤولي هذا البلد الخطر المحدق وأن المستقبل يبدأ بالتعليم وأن تغييب المعلم وازاحته من المشهد هو بمثابة قتل أمة بكاملها ؟!.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news