“اليمن من الباب الخلفي”..  كتاب يصف بدقة عزل النظام الامامي لليمن عن العالم

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 47 مشاهده       تفاصيل الخبر
“اليمن من الباب الخلفي”..  كتاب يصف بدقة عزل النظام الامامي لليمن عن العالم

استعرض الكتاب لـ”يمن ديلي نيوز” – عبدالله العطار:

اليمن من الباب الخلفي للمؤلف الألماني (هانز هولفريتز)، تعريب (خيري حمّاد) صدرت الطبعة الثالثة من الكتاب عام ١٩٨٥م، ويتكون من (٢٠١) من الصفحات و(١٥) فصلا.

في رحلة أشبه بالخيال والمستحيل كان هذا الكتاب صورة حقيقية لوطن مسلوب ومختطف، وشعب مستعبد ومعذب بكل أنواع العذاب.

رحلة اجتازت أشد أنواع المخاطر الصغيرة والكبيرة التي لا يعلم الراحل فيها ماهي نهايته التي ربما يكون حتفه هو أضعف الأشياء المتوقعة فيها.

انطلق في هذا الكتاب بفصله الأول المعنون بالعربية السعيدة، وكأنه يسلبها هذه الصفة التي لم تعد موجودة وهذا واضح من بداية انطلاقته المتمثلة بتعليل لماذا البلاد العربية مجهولة في العالم؟!.

وأرجع ذلك إلى سببين وهما: اختفاء البلاد العربية في البلاد الاوروبية، وكذلك طبيعتها الجبلية الشامخة وماتخفيه خلفها، وكذلك الطبيعة الصحراوية القاحلة.

ثم انطلق إلى أسباب أخرى منها انطواء الإسلام على نفسه وكذلك عداء المسلمين لغيرهم.

لكنه يعود ليقول إن اليمن هي المنطقة الوحيدة الأكثر سعادة في شبه الجزيرة العربية، وهي ذات حضارة كبيرة، لكن حضارتها محصورة في النقوش؛ ليقول بعد ذلك بأن اليمن عصية على التسلل والاختراق بسبب طبيعتها.

ويصف الإمام يحيى بأنه كثير الشكوك بالغرب ولذلك لا يسمح لأحد غربي بدخول اليمن إلا بإذن منه شخصيا.

بعد أن غادر هانز اليمن للمرة الأولى عاد إلى حضرموت ومن ثم إلى الحديدة، وهذا هو السبب الذي جعله يسمي كتابه اليمن من الباب الخلفي. وبعد وصوله إلى الحديدة سمح له بالذهاب إلى صنعاء لكنه حين اقترب منها مُنِع من دخولها تماما، حينها جلس لمدة من الزمن في منطقة قريبة من صنعاء حتى تمكن من دخول صنعاء سرا.

لم يسمح الامام يحيى للرحالة الألماني “هانز هولفريتز” دخول صنعاء إلا من باب شعوب، وحين دخل أحيط بحراس لم يسمحوا له بمقابلة الإمام، وقد ألقي في السجن حينها أضرب عن الطعام.

رحلة إلى المجهول

تحدث في هذه الجزئية عن ذهابه إلى اليمن كمغامرة في باخرة روسية ،كانت تقل مجموعة من الروس الذين هم من أصول بريطانية ،وفي الطريق كان يتحدث مع أحد أصدقائه الذي قال إن العزلة التي يعيشها اليمن هي بسبب عدم قدرة الإمام على حماية الأجانب في بلاده.

وحين تجاوزت السفينة الأبيض المتوسط يقول المؤلف: أن المناظر تغيرت، فالمناظر الخضراء لم تعد موجودة، بل صارت مناظر جبلية قاحلة.

وصل بعد ذلك إلى جدة ولم يتحدث كثيرا عن رحلته من جدة إلى الحديدة وباب المندب وعدن، فقد بدأ بوصف الملكة بلقيس حسب المعلومات التي وصلت إليه، ثم ذكر بعد ذلك بشكل خاطف أنه وصل إلى الحديدة ،ثم عبر مضيق باب المندب ومن بعدها وصل إلى عدن.

الحكام صغارا وكبارا

بعد أن وصل إلى عدن حاول أن يسافر إلى المكلا، لكن السلطة البريطانية لم تسمح له بذلك خوفا عليه، ثم يقول إن عدن هي جنات النعيم والفردوس، وذلك بسبب موقعها الاستراتيجي الذي جعل كثيرا من الدول تحاول احتلالها، ومع أنه يرى أن عدن هي الفردوس إلا إن البريطانيين يرونها الجحيم بالنسبة لهم.

بعد عدم السماح له بالسفر إلى المكلا قرر الذهاب إلى لحج، ثم بدأ بوصف هذه الرحلة.. فالطريق كانت كلها رمالا، بل حدث أن غرقت السيارة التي تقلهم، لكن مجموعة من البدو ساعدوهم وأخرجوها.

وصل إلى لحج واستقبلهم سلطانها الذي كانت تربطه علاقة به، وقد كان وصوله في يوم عيد إسلامي، وبدأت الوفود تتوافد من كل المناطق، وبدأت مراسم الاحتفال الذي وصفه بأنه عيد من القرون الوسطى، لولا وصول الوفد الأخير الذي كان مكونا من ناظر مدرسة مع طلابه، وبدأوا بالأناشيد، حينها قال إنهم جعلونه يشبههم بأوروبا.

حينها يقول إنه تذكر مقولة الملك الصيني الذي قال:( إن الأوروبيين يتفوقون بالقوى العقلية بينما العرب يتفوقون باستخدام اللسان). وهذا ما ثبت له عندما سمع الشعر الذي قدمه الطلاب أمام السلطان.

ثم بدأ الاحتفال بالفروسية والعناصر الحربية بعد ظهر ذلك اليوم وهي لا غنى عنها.

مكث المؤلف بعدها في بيت خصصه السلطان لزائرين من الألمان، وقد سكن معهم؛ لكنه يصف الفترة تلك بأن الأمور اشتدت في لحج وحصلت اختلافات في مجلس السلطان، كانت نتيجته أن أحرم من ولاية لحج.

وقد وصف السلطان بأنه يتميز عن الآخرين بالمدفع الذي كان يملكه، وكذلك بالحذاء الجلدي.

انطلق المؤلف من لحج دون أن يأخذ الإذن ،ووصل في المساء إلى قرية تسكنها قبيلة (الحوشبي) ،وكانت منطقة مليئة بالبعوض والحشرات التي نالت منه، ثم انطلقوا منها حتى وصلوا إلى منطقة (مسيمير) وهي المنطقة الفاصلة بين مملكة الإمام والعالم الخارجي.

بعدها عاد إلى عدن ولم تكن السلطة البريطانية قد وافقت له بدخول المكلا دون سبب، لكن بعد مدة فإن البريطانيين سمحوا له بدخول المكلا بدون سابق إنذار وهذا هو هدفه.

في بلدان البخور والعطور

وصل المكلا بعد يومين من سفره وقد كان يصف مبانيها الجميلة التي جذبت عينيه وهو يسير في البحر حتى وصل إلى الميناء، وقد كان مدير الميناء “علي حكيم” وهو رجل هندي وطبيب في الوقت نفسه، وقد استقبله استقبالا مشرفا ورحب به بكلمات عذبة.

وقد اقترح علي حكيم عليه أن يذهب إلى الشحر، وقد عمل بنصيحته وواصل سفره إلى الشحر ولم يسأله أحد عن إذن الدخول، لأنه قد زار المكان مسبقا والكل يعرفونه.

بعدها أخذ رجلا من البدو كدليل يأخذه إلى حضرموت، ووصل بعد أربعة أيام إليها، وقام بوصف حضرموت التي قال عنها إنها تتميز بشيئين وهما (البخور والمر).

بعدها واصل سيره نحو تريم التي كان فيها “أبو بكر الكاف” الذي أرسل سيارتين لاستقباله بشكل لائق، ووصل إلى منزله وقد وصفه بأفضل الصفات.

بعدها زار الأقسام الشرقية من حضرموت بدعم من أبي بكر الكاف، ووصف الخرائب والبيوت فيها، وعاد إلى تريم لكنه لم يكمل مشروعه الذي جاء من أجله، فقرر الذهاب إلى شبام.

الربع الخالي

تحدث عن مقبرة تقع أمام أسوار بلدة تريم فيها الشهداء الحضارمة الذين دافعوا عن تريم في إحدى غزوات البدو، ثم واصل سفره حتى وصل إلى (تريبة) وهي بلدة صغيرة يحكمها حاكم حمل إليه رسالة من أبي بكر الكاف، وقد استقبله استقبالا حارا.

لكن في فترة وصوله كانت هناك حرب بين هذه القبيلة وقبيلة أخرى وإطلاق نار.

وقد تم القبض عليه وهو يصور بعض الأماكن، وكان سبب القبض هو أن يقوم بإصلاح مضخة ماء، ومع أنه لم يكن مهندسا إلا إنه استطاع إصلاحها.

ثم بعد ذلك حل ضيفا عند صديقه القديم حسين أبو بكر الأهجم الذي نصحه بعد أن سمع ماهو هدفه ومشروعه بقوله إن مشروعه غير عملي مطلقا.

وحينما كان في السوق سمع ضابطا يتحدث مع مجموعة من البدو اليمنيين الذين جاءوا من دولة الإمام، فحاول أن يقنع أحدهم بأن يكون دليلا له للذهاب إلى اليمن فرفضوا، وبعد محاولات كثيرة قبل صالح أن يكون دليله.

وقد غادر شبام على ظهر جمل، حتى وصل إلى قصر السلطان علي، الذي حاول إقناعه بالعدول عن قراره لكنه رفض وصمم أن يصل إلى هدفه.

واصل سفره حتى صحراء الربع الخالي التي وصفها وصفا دقيقا …وحينما كان في الصحراء حاول مجموعة من اللصوص ملاحقتهم ليلا ولكنهم فشلوا، واستمر ستة أيام بلياليها وهم في الصحراء.

في أرض سبأ القديمة

وصل هانز إلى قرية كل رجالها يكرهون الأجانب ولذلك فقد اختطفه أحد الأشخاص من فوق البعير ،وقد صرخ هانز حتى يسمعه أصدقاؤه ويهبون لنجدته وهو ماحصل بالفعل.

ثم تحركوا نحو بيحان ووصلوا إلى الوادي وبالأخص إلى بني مصعب، فقرر أن يذهب إلى حاكم بيحان لكن أصحابه رفضوا الذهاب إليه، ولكنه صمم على ذلك وذهب إليه وفعلا قابله.

وفي اليوم الرابع وصل إلى الحد الفاصل بين اليمن وحضرموت.

إلى الأرض المحرمة

استطاع الدخول إلى اليمن وبات في منزل (مبارك) الذي هو دليله، لكن شيخ القبيلة اعتقله ليرسله إلى الحاكم… وفعلا وصل إلى العامل الذي تعجب من استطاعته من دخول اليمن من الباب الخلفي وأن هذه هي أول مرة تحدث، ثم سجنه وبعد مدة أبدى السماح له بالذهاب إلى صنعاء بعد أن علم أنها ليست أول مرة يزور اليمن بل قد زارها مسبقا.

ثم نقل من الزنزانة إلى بيت آخر سجن فيها لأسابيع، وخلال ذلك فقد وصف القات اليمني الذي هو للماعز ولكنه تفاجأ أن الناس يتناولونه ويمنحهم نشاطا، وقد قال أن الماعز هي من اكتشفت هذا النشاط عندما تناولته كما يقول الناس، ثم بدأ بإقامة علاقة ممتازة مع المسجونين خصوصا عندما قام بمعالجة بعضهم، بعد ذلك سمح له بأن يذهب إلى صنعاء وهذا هو هدفه الذي كان يبحث عنه.

على الذروة

بعد ثلاثة أسابيع بشره المساجين بأن رسول العامل قد عاد من صنعاء بخبر مفرح وهو أن الإمام وافق على دخوله صنعاء برفقة ثلاثة جنود من جنوده، وقد قال أن أحد الجنود كان سفيها وقد كان صالح وأخو مبارك برفقتهم وقد وصلوا إلى منطقة (أبو طيف) وهي إحدى قرى قبيلة بني عقيل، وقد فسر له أحدهم بأن الإمام لا يريد الأجانب حتى لاتضيع حضارة اليمن وآثارها.

وفي طريقه بدأ بوصف رحلتهم التي استمرت لأيام في صحراء موحشة وأن المؤرخ الذي وصف اليمن بالخضراء قد بالغ في ذلك لأنهم عانوا كثيرا، ففيها مناطق قاحلة موحشة خالية من السكان.

وقد قال إن الجنود الذين أرسلهم الإمام لمرافقته كانوا بمنزلة مانع لتواصله بالناس.

بعد أيام وصلوا إلى (مروة) وهي قمة تقع على مشارف صنعاء وقد بات فيها ولكنها مليئة بالبق والقمل التي عانى منها كثيرا.

وحين بدأ بدخول صنعاء أسرع بعيره سرعة كبيرة وهو يتجه نزولا نحوها وقد سقطت أدواته التي كان يحملها.

أسير الإمام

وجد في مدخل المدينة ثكنة عسكرية ضخمة تعود إلى الأتراك حينما احتلوا اليمن ويقول رغم النفقات الكبيرة التركية التي أنفقت إلا أنها لم تستطع إخضاع اليمنيين.

ولم يسمح لهانز من دخول صنعاء إلا من باب شعوب، وحين دخل أحيط بحراس لم يسمحوا له بمقابلة الإمام، وقد ألقي في السجن حينها أضرب عن الطعام.

جلس مع السجناء وتعرف إليهم وقد عرف أن خطورته بنظر الأمام وجنوده هو أنه أوروبي.

لم يستطع تحمل السجن هناك ومن ثم سمح له بأن يذهب إلى اثنين من الألمان حتى يتم التأكد منه وهو ما حصل وفي هذه الأثناء كان الإمام قد احتل نجران وانتصر وكان الجميع يحتفلون بهذا الانتصار والجنود يطلقون الرصاص التي هي على حسابهم وليست على الدولة، ثم بدأت الموسيقى والأهازيج بذلك.

تحدث الرحالة الألماني (هانز هولفريتز) عن وضع وصفه بالقاسي يعيشه جنود الإمام وخصوصا في المرتبات القليلة جدا ويقول إن وزير الخارجية والأمين العام للإمام يتقاضى ٩جنيهات فقط.

الإمام يحيى

عاد بعد ذلك إلى الحديدة دون أن يحقق شيئا ولم يسمح له بمقابلة الإمام وبعد مدة سمح له بالعودة إلى صنعاء وجلس في بيت (صوبيري) أحد اليهود بمقابل مادي، وقد وضح أنه قد رأى الإمام من نافذة السجن حين كان مسجونا.

بعد أربعة أيام سمح له بمقابلة الإمام وصار يؤخذ من عسكري إلى عسكري، حتى تم تسليمه إلى أحد أمناء السر بالإمام ،وقد مر به إلى غرفة الانتظار وقال إنه يبدو أن الإمام لا يهتم بالمظهر الخارجي.

وبدأ بوصفه وكيف رحب به وقد وضح للإمام أن هدفه هو دراسة موسيقى البلاد.. ولكنه لم يعلم كما يقول أنه يجب عليه أن يتلو قصيدة عند مقابلة الإمام وبدا بوصف الشعر.

بعدها لم يسمح له بالتجوال في المدينة بسبب اضطراب البلاد حينها بعذر الحفاظ على سلامته.

ثم بدأ يصف علاقة الإمام برسول الله وأنه من آل البيت كما يقولون وأنه يشترط على من ينتمي إلى بيت رسول الله أن تتوافر فيه (١٥) خصلة ومن أهمها:

أن يكون إنسانا عاديا.

أن يكون مناضلا في الدفاع عن العقيدة.

أن تكون روح الرسول قد حلت فيه.

ثم بدأ بتوضيح أن الإمام ملك الحكم بثورة على الأتراك وأنه عقد معاهدة معهم بسبب ضعف الأتراك الناتج من الحرب العالمية.

ثم يقول إنه عقد صداقة مع إيطاليا ووقع معاهدة عام ١٩٢٦م معها، وقد استغل هذه المعاهدة بدعمهم له بالأسلحة وطائرات وأطباء ومهندسين بلا مقابل وقد نفذت ذلك، لكنه لم يمكن إيطاليا من اليمن بل بقي متخوفا منها.

ويوحي هانز أن تحويل اليمن إلى دولة عصرية صعب جدا بل مستحيلا بسبب الانتماء الديني، وكانت اليمن حينها تعاني من الحرب بين الفينة والأخرى.

ثم يصف وضع الجنود القاسي وخصوصا في المرتبات القليلة جدا ويقول إن وزير الخارجية والأمين العام للإمام يتقاضى ٩جنيهات فقط.

ويقول إن الإمام لم يعبر حدود مملكته إلى دولة أخرى أبدا لكنه أرسى حكمه بالقوى وبنظام الرهائن المتمثل بأخذ رهينة من كل أسرة ليضمن عدم خروجهم عنه.

ثم يتحدث عن بعثتين وصلتا لليمن، أوروبية عبارة عن أطباء مات أحدهم في اليمن، وأمريكية تدرس الآثار ولكنهم فروا من اليمن بسبب تعاملهم معهم.

وأن الإمام عقد معاهدة معهم على استخراج الزيت على أن تكون٧٥٪ لليمن.

حصن الإسلام في الشرق

حينما وافق الإمام على مقابلته كان مرضيا لهانز، وكان هانز يملك جهاز تسجيل وقد أرسل ابنه سيف الإسلام محمد لمراقبته ومعرفة ما يحمل، وبعدما سمع الأغاني رضي عنه ورفع تقريرا نال رضا الإمام الذي سمح له بعد ذلك بدخول صنعاء والبقاء فيها كما يشاء.

بعدها بدأ بوصف قصر الإمام الفخم الذي يقال بأن الجن هم من بنوه، ثم يقول إن صنعاء تعد الحصن الشرقي المنيع للإسلام لعدة عصور.

وبدا بعد ذلك بوصف العقوبات المخيفة التي يقوم بها الإمام، فالافتراء والوشاية يعاقب عليها بقطع اللسان، والسرقة قطع الأيدي، والزنا الرجم حتى الموت.

ثم منع الإمام أي شخص يقوم بجمع الثروات، ثم وصل إلى وصف التعاسة التي يعيشها الشعب اليمني وكثرة المتسولين الذي لا يصدق، ومع ذلك فهم عمال نشيطون لا يتعبون.

ثم وصف صنعاء ثانية وحي اليهود الذين يطلقون على أنفسهم (التيمونيم) وأنهم يشتغلون بصناعة الخمور.

وأن الإمام يحيى منعهم من التواصل مع الإسرائيليين وبعدما مات سمح لهم بذلك.

شيعة غامضة

بعد أن مرض الإمام جاء أمر بنقله إلى الحديدة لمغادرة البلاد وقد سافر للحديدة في سيارة وودع الألمانيين الذين كانوا في صنعاء، ويقول إنه لم يوفق بزيارة مأرب بسبب قتل أحد السواح قبله من قبل البدو، ومع ذلك يقول رغم أن الإسماعيليين كانوا بأكمة، ويحكمون مأرب، إلا أنه غير من شكله وزار مأرب سرا، وقد اعتقل وسجن ٢٤ ساعة كانت أسوأ ساعات تم اعتقاله فيها بسبب الحشرات والقمل وغيرها.

يقول مؤلف كتاب “اليمن من الباب الخلفي”: لم يعبر الامام يحيى حدود مملكته إلى دولة أخرى أبدا لكنه أرسى حكمه بالقوى وبنظام الرهائن المتمثل بأخذ رهينة من كل أسرة ليضمن عدم خروجهم عنه.

جبل حراز وتهامة

بدا بوصف المدرجات وهو يهبط من حراز إلى تهامة، وأن اليمنيين يحافظون على تلك المدرجات وقال إنها مشهورة بالبن الذي يقال إن أصله الحبشة كما يقال ،لكنه يؤكد أن أوروبا لم تعرف البن إلا من اليمن، وهو ما يدل على أنها أصل البن.

ثم بعد ذلك يصف تهامة وأبناءها الذين يعانون من الفقر والحرارة التي لا يحتملها البشر والرائحة الكريهة، وكيف يعانون من الحصول على الماء، وأنهم يعانون من مرض الملاريا الحادة التي فتكت بكثير منهم بسبب انعدام الصحة.

وقد عانى كثيرا جدا من السفر في تهامة لينتقل إلى وصف قبيلة الزرانيق الذين رغم معيشتهم الصعبة إلا أن الإمام لم يستطع إخضاعهم أبدا.

إلى البحر الأحمر

رافقه السائق باتجاه الحديدة وقد وصلوا إلى باجل التي بات فيها، وهي منطقة لابأس بها مقارنة بتهامة، وقد دفع كل مالديه لتأمين سيارة تنقله وقد منحه سلطان باجل سيارة فورد تنقله، وحينها تضارب الجنود على مرافقته وأخذ جنديا فقط.

وصل الحديدة والتقى بصديقه اليوناني (ليغيراتو) وودعه واتجه نحو الميناء، وقد طلب منه إذن الخروج الموقّع من الإمام، وللأسف كان الإذن مع الجنديين اللذين بقيا في باجل ولم تنفع توسلاته أبدا وأعادوه وبقي لمدة أيام، وحينها كانت أيام احتفال سيف الإسلام، وبدأ بوصف التجهيزات للاحتفال وحاول مرارا الخروج لكنه لم يفلح حتى وصل الجنديان، وحينها سمح له بالخروج من الميناء الذي يقول لا يستحق أن يكون ميناء.

وصلت الباخرة المنتظرة بعد عشرة أيام من انتظارها في الميناء ليصعد فيها ويقول إنه نسي فيها كل ذكرياته وأن كل شيء مر به كان خيالا بالنسبة له.

خاتمة:

لقد قدم لنا المؤلف كتابا وصف به اليمن وصفا دقيقا وكيف عزلها الإمام عن العالم الخارجي تماما وعن المعاناة التي يعانيها اليمنيون في ظل حكم الإمام، والتعاسة والجوع والمرض التي تصيبهم والتي جعل الإمام من بلاده أرضا خاصة له، ومن الشعب عبيدا يحكمهم بالنار والقوة، ويدفعون كل شيء من أجل إرضائه.

ولم يكن يتوقع خروجه من اليمن… وحينما خرج قال أن كل شيء مر به كان خيالا بالنسبة له وقد وفق في وصفه لليمن وحكم الإمام التي استمرت سنوات بعد ذلك.

مرتبط

الوسوم

كتاب اليمن من الباب الخلفي

ملخص كتاب

هانز هولفريتز

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

وأخيرًا.. الاقرار بصرف المرتبات بشكل دائم وشهري

كريتر سكاي | 4002 قراءة 

الكشف عن تفاصيل عرض ترامب للحو ثيين(تفاصيل صادمة)

كريتر سكاي | 3565 قراءة 

عفو حوثي عن قتلة الشيخ أبو شعر.. ومساومة بجثمانه: قبائل إب في مواجهة استفزاز صارخ

حشد نت | 2515 قراءة 

السعودية تعلن افتتاح مشروع تاريخي في اليمن طال انتظره سيغير حياة ملايين اليمنيين

وطن الغد | 2427 قراءة 

فيديو يكشف كواليس طبخة التسوية اليمنية بعد استسلام الجماعة

نيوز لاين | 2349 قراءة 

مصرع أبرز قيادات الحوثي على يد مسلح في صنعاء (الإسم)

وطن الغد | 1801 قراءة 

اشتباكات بين محتجين و مليشيا الحوثي في صنعاء

المنتصف نت | 1678 قراءة 

دعم قطري لـ5 محافظات يمنية

المشهد اليمني | 1666 قراءة 

عاجل : إنتفاضة بصنعاء و أطقم عسكرية تحاول فض المعتصمين

كريتر سكاي | 1614 قراءة 

يسبب جلطات المخ والقلب ..استشاري اعصاب يحذر من النوم بهذا التوقيت..احذره قبل قوات الاوان

وطن الغد | 1524 قراءة