كتب: طه العامري
كانت ولاتزال فلسطين هي عنوان الوجود العربي وهي مصدر تخلف أو تقدم الأمة..
بمعزل عن الترهات السياسة التي يسوقها البعض عن شهيد فلسطين والأمة، شهيد المقاومة والكرامة والحرية الشهيد حسن نصر الله، فالحقيقة أن الشهيد هو الوجه الاخر للزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي رحل هو الآخر شهيدًا في سبيل فلسطين وفي سبيل الكرامة العربية.
إن الأمة العربية _ تواجه الصهيونية العالمية _ التي لم تعد محصورة في أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، ولكنها غدت اليوم أكثر إتساعًا وأكثر حضورًا، بعد ان أمتدت لتستوطن قصر _الاتحادية في القاهرة _والقصر الملكي في الأردن _وقصور الناصرية في الرياض _ وهي موجودة في _الدوحة _والمنامة _وأبو ظبي _وفي القصر الملكي في الرباط _وفي السرايا الحكومي في بيروت..؟!
كما هي موجوده في مفاصل العديد من المكونات النخبوية العربية وفي عقول الكثير من ناشطي الزمن الذي يمكن أن نطلق عليه _زمن الصهاينة والصهينة بإمتياز _..!.
وما حدث مؤخرًا في (الضاحية) في بيروت جاء بطلب أمريكي _بريطاني _دولي، وبموافقة عربية_ لبنانية رسمية..؟!.
ولم يكن ما حدث في (الضاحية) إلا دليلًا على هزيمة الكيان الصهيوني وهزيمة رعاته الذين وجدوا أنفسهم بعد عام من اندلاع معركة (طوفان الأقصى) يحصدون هزيمة غير مسبوقة، هزيمة لم تكن الصهيونية العالمية لتقبل بها، منذ عام والكيان يتجرع هزائم حقيقة في قطاع غزة على يد المقاومة الفلسطينية المدعومة من نصر الله، وامريكا تجرعت ولأول مرة في تاريخها هزيمة مرة في البحر الأحمر على أيدي (أنصار الله) لم تواجه مثلها منذ الحرب العالمية الثانية..
هذه الهزائم تعرض لها الكيان ورعاتها، ويعتبرون هذه الهزائم بأنها ما كان لها أن تكون لولاء (نصر الله) وبالتالي كان لابد من الذهاب نحو نصر الله باعتباره الأيقونة التي باستهدافها يمكن أن يعتبروا أنفسهم منتصرين.
تم التخلص من ناصر في مثل هذه الأيام من عام 1970م بسبب مواقفه الداعمة لفلسطين، وتم استهداف كل من يدافع على فلسطين، واعتقد أن البعض نسي أن أمريكا وبعد احتلال العراق واعتقال الشهيد الرئيس صدام حسين جلبت أمريكا (الإرهابي شارون) الي العراق وزار الرئيس صدام في معتقله في زيارة إكراه لم يقبل بها الشهيد صدام لكن (شارون) دخل إليه وتحدث لأكثر من نصف ساعة طلب فيها من الرئيس صدام الاعتذار والتخلي عن فلسطين والمقاومة والمقابل إخراجه من المعتقل وأعادته رئيسًا للعراق ولكن صدام رفض هذا العرض بل تف على وجه (شارون) وطلب من حراسه إخراجه..
القذافي تم إسقاط وقتله وقالوا لايهم من يأتي بعده، ومن قد يأتي لن يكون أكثر منه حقدًا وكرها ( لإسرائيل)..؟!
الرئيس (صالح) ورغم كل ما قيل فيه فقد أسقط نظامه لعلاقته الداعمة لفلسطين وتبنيه قضايا الأمة وان كان دعما محدودا ولكنه أيضًا لم يكن مقبولًا..!
رئيسي ووزير خارجيته تم اغتيالهم بالطائرة لأنه أرسل بصواريخ الي فلسطين، سوريا حاولوا تدميرها والسبب مواقفها الداعمة لفلسطين والمقاومة.
حسن نصر ينظر إليه صهيونيًا وامريكا بأنه وراء صمود المقاومة في فلسطين ووراء صمود سوريا وأنصار الله في اليمن، وبعد عام من معركة طوفان الأقصى واخفاق الكيان من هزيمة المقاومة وتحقيق انتصار يذكر وهذا بمثابة ليس هزيمة بل فضيحة للكيان في فلسطين رغم الجرائم الوحشية وفضيحة لأمريكا في البحرين الأحمر والعربي على يد أنصار الله، فكان من الطبيعي اللجوء إلى هذا التوحش الإجرامي في ظل غياب المجتمع الدولي وتواطوء النظام العربي بل وتأمر النظام العربي وموافقته على التخلص من بـؤر المقاومة وكان استهداف سيد المقاومة والكرامة باعتباره رأس الحربة الحاضن لجناحي الفعل في اليمن وفلسطين..
أن جريمة الضاحية جاءت بقرار أمريكي وبموافقة عربية كاملة وبتغاضي دولي والهدف منح الكيان إنتصارًا يعيد له اعتباره ويمكنه من الهيمنة على الوطن العربي وهو أمريكيا رد اعتبار لهزيمتها في أوكرانيا ولفرض هيمنتها الجيوسياسية على المنطقة وقطع الطريق أمام نفوذ روسيا والصين اللذان هما أكبر الخاسرين مما يحدث في الوطن العربي وهما من سيدفعان الثمن باهضًا في المستقبل القريب جراء صمتهما وانانية سلوكهما..؟!
هذا التوحش الإجرامي الذي ترعاه أمريكا وبريطانيا والدول الغربية كاملة وحلف الناتو قطعا لن يكون نهاية التاريخ بل بداية لمرحلة جديدة من الصراع الوجودي، مرحلة يجب إعادة تقيم مسارها على ضوء الخيانات العربية _الإسلامية والتواطوء الدولي، مرحلة يجب تصنيف أعداء الأمة وامريكا قبل الكيان في العداء للأمة باعتبار الكيان وكيلًا وليس فاعلًا أصيلًا ولأن الوكيل هزم هزيمة نكراء على يد المقاومة فقد حضر الأصيل باساطيله ومع حلفائه في المنطقة والعالم والهدف ضرب المقاومة ماديًا ومعنويًا وضرب فكرة المقاومة عن طريق التوحش والإيغال في الإبادة الإجرامية عبر الطيران واستخدام أحدث الطائرات وأحدث القنابل والصواريخ المحرمة دوليًا والتي تستخدم اليوم في إبادة أحياء سكنية بكاملها وضرب منشأت مدنية في غزة وفلسطين ولبنان واليمن وقد يمتد هذا السعار الجنوني الي مناطق أخرى وهذا كله ليس فعل الكيان بل فعل أمريكي تسعى من خلاله واشنطن الي إعادة تشكيل ما تسميه (الشرق الأوسط الجديد)..؟!
إن محور المقاومة لم يعد أمامه اليوم من خيار سوي أن يعيد ترتيب أوراقه وأن يشق طريقه ( فوق بحر من الدم وتحت أفق من النيران المشتعلة) كما قال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ذات يوم.
إن استشهاد القائد حسن نصر الله يجب أن يتحول إلى حافز لمقاومة النفوذ والوجود الأمريكي قبل الصهيوني وضرب الصهاينة العرب قبل غيرهم من الصهاينة الأصليين.. فهل تستيقظ هذه الأمة وتثور لكرامتها وسيادتها وحريتها..؟ هذا ما يفترض أن يكون.
تابعوا آخ أخبارا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادة عبر Google news