في مقال للكاتب صلاح الحريري، تم تسليط الضوء على أهمية زيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي إلى نيويورك، حيث تتداخل الأحداث الإقليمية مع هذه الزيارة في سياق التوترات السياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة.
يشير الكاتب إلى أن هذه الدورة لمجلس الأمن تأتي في وقت يتصاعد فيه الصراع بين إسرائيل وفلسطين، إضافة إلى الصراعات الأخرى في لبنان واليمن، مما يخلق واقعًا جديدًا قد يؤثر على الخريطة السياسية والاقتصادية للدول العربية، بما فيها اليمن.
الوضع الإقليمي وتأثيراته
تشير الأحداث الجارية إلى أن إيران قد تتخلى تدريجياً عن أذرعها في لبنان واليمن في مقابل تسويات اقتصادية وعسكرية قيد التنفيذ، في هذا السياق، يُبرز الكاتب ضرورة ظهور زعماء قادرين على تقديم حلول حقيقية. يعتبر الرئيس عيدروس الزُبيدي من أبرز هؤلاء القادة، فهو يمثل القوة العسكرية المنظمة القادرة على مواجهة المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران.
كلمة الرئيس الزُبيدي
ألقى الرئيس عيدروس الزُبيدي كلمة قوية في مجلس الأمن، حيث تناولت ثلاث نقاط رئيسية:
تقييم الوضع العالمي
: انتقد ضعف مجلس الأمن، محملاً إياه مسؤولية تفاقم الصراعات في عدة دول، بما في ذلك اليمن. كما دعا المجلس لاتخاذ مواقف أكثر حزمًا ضد القوى التي تزعزع الاستقرار.
دعم الجهات الشرعية
: دعا الزُبيدي إلى دعم مجلس القيادة الرئاسي كجهة رسمية قادرة على مواجهة الحوثيين وتأمين البحر الأحمر. وأكد على ضرورة إعادة تشكيل المجلس ليضم القوى الفاعلة فقط، بما في ذلك الأطراف القادرة على الحسم العسكري.
تنفيذ اتفاق الرياض
: شدد على أهمية تنفيذ اتفاق الرياض كإطار للتفاوض حول القضية الجنوبية، مع التأكيد على قدرة المجلس الانتقالي على فرض واقع جديد في الجنوب إذا استمرت المماطلة الدولية.
مدلولات الزيارة
تتعدد مدلولات زيارة الرئيس الزُبيدي، وتتمثل أبرزها في:
تحولات في مجلس القيادة الرئاسي
: تكشف الزيارة عن تغيير قادم في هيكل مجلس القيادة، حيث يتوقع أن يصبح المجلس الانتقالي القوة الفاعلة المسيطرة على الأرض، مما يغير موازين القوى ويعزز الشرعية المحلية والدولية للمجلس.
سيطرة القوى الفاعلة
: يؤكد الزُبيدي على ضرورة أن تكون القوى المسيطرة على الأرض هي التي تقود المرحلة، مما يشير إلى تحولات نوعية في كيفية إدارة الصراع مع الحوثيين وتأمين البحر الأحمر.
زخم شعبي داعم
: حصل الزُبيدي على استقبال حاشد من الجاليات الجنوبية في الولايات المتحدة، مما يعكس دعماً شعبياً كبيراً ويعزز من موقفه كقائد قوي في الساحة اليمنية.
تطورات سياسية هامة
تعكس زيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي إلى نيويورك تطورات سياسية هامة، حيث تتقاطع فيها الآمال والطموحات الجنوبية مع التحديات الإقليمية والدولية، ويتطلع الزُبيدي إلى تحقيق السلام والاستقرار في اليمن من خلال تبني استراتيجية متكاملة تتضمن دعم المجتمع الدولي لمجلس القيادة الرئاسي، والتأكيد على أهمية القضايا المصيرية لشعب الجنوب.
في حال حصلت هذه الخطوات على الدعم الإقليمي والدولي، فإنها قد تسهم في تحقيق تقدم ملموس في حل القضية الجنوبية وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news