الأمثال الزراعية والتغيرات المناخية
الأمثال الشعبية كما أسلفنا عبارة عن خلاصة تجارب حياتية إرتبطت بحدث ما قابل للتكرار، يطلقه شخص ما، يتصف بسرعة البديهة والحكمة والطرافة في زمان ومكان محدد.
هذه الأمثال من خلال ديمومتها المتجددة على ألسن الناس توثق خبرات وتجارب الشعوب كمخزون متداول شفاهيًا، تؤكد صحتها بعض الحوادث المشابهة أو قريبة الشبه بالواقعة التي اقترنت به.
ولذا حين نسمع الأمثال التي توثق الفترات الزمنية المقترنة بالزراعة (على مدار الموسم الزراعي) نجد أنها لا تعبر عن واقع الزمن الصحيح الذي صادف إطلاقها عليه، إذ انه وبسبب الاحتباس الحراري تتغير الفصول فيبدو فصل الصيف أطول وأشد حرارة مما كان، وكذا فصل الشتاء يكون أبرد.
التأكيد على أن التقويم الزراعي الشمسي لم تتغير أيامه ولياليه وأشهره وفصوله، يمكن الاستدلال عليه، بظهور بعض الطيور والحشرات المصاحبة لدورتها البيولوجية مثل الهدهد (اليوبيب) و (حبيبة الذري) في بداية الذري (شهر مبكر) وكذلك بعض الطيور المصاحبة(كأفراخ العشرينة) المصاحبة لبداية الموسم الزراعي، كما نلاحظ كثرة تواجد العيل (الحمام البري) في أيام الجهيش والصراب.
بالعودة إلى أمثالنا الزراعية وبسبب المنخفضات الجوية التي تؤدي إلى سقوط الأمطار في غير موعدها، والفيضانات الحادثة صار لسان حال المزارع اليمني يردد أن المواسم الزراعية غيرت سلوكها المتكرر منذ مئات السنين أو على الأقل منذ عشرات السنين كعمر هذا المزارع السبعيني أو ذاك الثمانيني على سبيل المثال، إذ يستطيع التفريق بين الأمطار المصاحبة لعمره، و من ثم يستطيع التفريق بين كمية وأوقات نزولها.
باختصار نجد أن المواسم الزراعية في منطقه الشمايتين (كنموذج معاش) قد أحدثت لها التغيرات المناخية كغيرها… إرباكا زراعيًا، خلال السنوات السابقة.
ندرة سقوط الأمطار في شهر أيار (مبكر) في معظم المناطق الزراعية الموسمية، والتي تستمر حتى نهاية أو ما بعد منتصف شهر آب اغسطس وقد تأتي الأمطار بعد فوات الأوان وربما إن نزلت هذه الامطار نجد الاستعجال في حصاد المحصول قبل النضوج هو السائد.
فمبكر ووفر تليمه، وحزيران وتقليب الأرض (الكحيف) وتموز بكثره بروقه ورواعده التي كان يقال عنها بأن (تموز يكذب بهذه الظواهر) ولكن (آب) هو الصادق الذي يسقط الغيث مدارًا بعد هذه البروق والرواعد.
ولأن ضمد اليوم حراثة فقد غاب الكحيف عن الأنظار ولم يعد للجلب أثر الاّ فيما ندر مثله مثل حرور الأرض.
وبسبب هذه التغييرات المناخية فلم يعد سهيل وأمطاره كما كان، وآب وعلاقته بتمام المحصول هو هو. فالتقسيمات المتداولة للأيام التي كانت مصاحبة الأمطار مثل الأول، الثاني، الثالث، الرابع والخامس الخ.. لم تعد كما كانت.
العواصف الرعدية والفيضانات بسبب الاحتباس الحراري لخبطت كل شيء.
الاحتباس الحراري
هو ارتفاع درجة الحرارة السطحية المتوسطة لكوكب الأرض مع ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وبعض الغازات الأخرى في الجو. تُسمى هذه الغازات بـ “الغازات الدفيئة”
وقد ساهمت هذه الغازات في زيادة حرارة سطح الارض. بمقدار 1.2 درجه مئوية من مطلع القرن.
أسباب كثيرة أدت إلى زيادة درجة حرارة سطح الأرض أهمها غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الوقود الأحفوري، والتوسع العمراني وإزالة الأشجار بصورة جنونية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news