تحالفات المصالح: طريق الحوثيين إلى السلطة

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 65 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تحالفات المصالح: طريق الحوثيين إلى السلطة

سبب قوة الحوثيين وانقلابهم على السلطة في 21 سبتمبر – أيلول 2014 يعود بالأساس إلى فشل القوى السياسية التي حكمت اليمن، خاصة بعد الوحدة. المؤامرة التي قادها المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح للإطاحة بالحزب الاشتراكي والجنوب كانت العامل الرئيسي في هذه النكسة. تحالفات المؤتمر والإصلاح لم تكن وطنية، بل اعتمدت على تحقيق المصالح الشخصية والقبلية، حيث سعى كل طرف لإقصاء الآخر، وهو ما ظهر بوضوح بعد استبعادهم للحزب الاشتراكي واجتياحهم الجنوب والقضاء على مقومات الدولة فيه.

بعد حرب 1994، شعر حزب المؤتمر بقيادة علي عبدالله صالح بخطر جماعة الإخوان وتغلغلهم في الجنوب، فخطط لإقصائهم في انتخابات 1997 واستغل الحوادث الإرهابية لإغلاق المعاهد التي كانت بمثابة مراكز رئيسية لجذب الشباب إلى جماعة الإخوان. من ناحية أخرى، تحالف حزب الإصلاح مع الاشتراكي بعد أن كان يعتبره عدوه الأيديولوجي و“شيوعيا”، عندما شعر بخطر الإقصاء. وفيما بعد، تحالف مع الحوثيين في ما عرف بـ“ثورة الشباب”. وفي النهاية، جاء تحالف الانتقام بين علي عبدالله صالح والحوثيين، مما سمح لهم باجتياح صنعاء، وكان صالح شريكا في اجتياح الجنوب.

التحالفات غير الوطنية بين الأحزاب أثبتت خطورتها، حيث يدفع الوطن والمواطن اليوم ثمنا باهظا لغياب الحس الوطني عن تلك التحالفات. بدلا من بناء الدولة وتحقيق مصالح الشعب، سعت الأحزاب إلى تحقيق مكاسب ضيقة، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد.

ورغم أن الجميع دفع ثمن هذه الأخطاء، إلا أن القوى السياسية التي تسببت في هذه الكوارث ومكّنت الحوثيين لم تتعلم من أخطائها، بل استمرت في تكرار نفس الممارسات. وهذا ما تجلّى بعد تدخل التحالف العربي وإطلاق عملية “عاصفة الحزم” لدعم اليمنيين. فبدلا من التكاتف لتحقيق الهدف الوطني المشترك، للقضاء على انقلاب الحوثي، استمرت تلك الأحزاب في انتهاج سياسة الانتقام والسعي للاحتكار السياسي على حساب القوى الجديدة الصاعدة. بل وسعت بعض الأطراف إلى إقصاء هذه القوى بأي ثمن، حتى لو كان ذلك يعني إضعاف أبرز القوى التي هزمت الحوثيين في الجنوب، أو المساهمة في تفكيك التحالف العربي.

هذه القوى السياسية مطالبة اليوم بالخروج من دائرة الانتهازية والفشل، ومواجهة الواقع كما هو، عليها أن تتحرر من عقلية انتصار 1994 على الجنوب ومن شعارات ووهم 2011، لأن واقع اليمن قد تغيّر تماما.

استمرار هذه السياسات الرجعية لن يؤدي إلا إلى المزيد من الانقسامات والفشل، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى وحدة الصف لمواجهة التحديات الكبرى.

وبالتالي، لا يحق لهذه القوى التي صنعت مآسي الشعب في الجنوب والشمال أن تتحدث عن ذكرى ثورة سبتمبر وكأنها بريئة من الخطيئة. كيف لمن امتلك ثورة، وشعبا، ثم أضاعها بانتهازيته أن يبكي اليوم على ضياعها؟ إنهم أنفسهم من زرع بذور المأساة، ومع ذلك يتظاهرون بالحسرة على ما فقدوه، بينما هم السبب الجذري في الانهيار الذي أصاب الوطن.

د. ياسر اليافعي


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ورد الآن.. اشتباكات واقتحامات وزارات حكومية وتصاعد الصراع بين الميليشيا واخلا القصر الرئاسي (التفاصيل كاملة وهذا مصير الوزراء)

الحدث اليوم | 1554 قراءة 

رسمياً .. تعرف على الحقيقة الكاملة بشأن المشادة بين اللواء سلطان العرادة واللواء عيدروس الزبيدي

يمن فويس | 1181 قراءة 

عقب اشتباكات ..اخلاء سعودي – اماراتي لقصر المعاشيق

الحدث اليوم | 911 قراءة 

قبيل مغادرته عدن.. العليمي يدلي بتصريح بشأن رف مرتبات الموظفين المتوقفة والخدمات

نافذة اليمن | 839 قراءة 

بعد استدعاء أبو ظبي للزبيدي: المجلس الانتقالي يصدر بيانًا مرتبكًا يثير مزيدًا من الأسئلة . عاجل

مأرب برس | 823 قراءة 

تغير جديد ومفاجئ في اسعارصرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي

نيوز لاين | 774 قراءة 

صعدة.. قتيل وإصابات في اشتباك مسلح بمقر الحوثيين على خلفية اختفاء مخدرات

حشد نت | 664 قراءة 

هل تعرض عيدروس الزبيدي للصفع و الإهانة في قصر المعاشيق ؟

الحدث اليوم | 554 قراءة 

إصابة طائرة إسرائيلية بصاروخ حوثي .. ما حقيقة الفيديو الذي أثار ضجة؟

المشهد اليمني | 534 قراءة 

مسؤول أمريكي يكشف عن تعاون رشاد العليمي مع الحوثيين .. يجب عليه التنحي وإلا سيواجه الاعتقال

الأمناء نت | 522 قراءة