تستعد مدينة مأرب وتزين شوارعها وتتوشح مباني مؤسساتها ومحلاتها التجارية بالأعلام الوطنية، ورفع اللوحات العملاقة لصور الشهداء والثوار الأحرار في شوارعها منذ عدة أيام استعداداً للاحتفاء بأعياد الثورات اليمنية الـ26 من سبتمبر، والـ14 من أكتوبر، والـ30 من نوفمبر.
وتبدو شوارع المدينة ومباني المؤسسات العامة والخاصة والمعالم السياحية والترفيهية بحلة بديعة الجمال، بعد تزيينها وإنارتها بأضواء الزينة احتفاءً وابتهاجاً بالذكرى 62 لقيام ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة، والذكرى 61 لقيام ثورة الـ14 من أكتوبر الخالدة، والـ30 من نوفمبر عيد الجلاء الوطني بخروج آخر جندي مستعمر بريطاني من جنوب الوطن في 1967م.
زحم شعبي واسع
وتتميز استعدادات هذا العام بالزخم الشعبي الواسع والتفاعل الجماهيري منقطع النظير الذي بدأ مبكراً منذ بداية شهر سبتمبر الجاري، ويتجسد ذلك من خلال رفع المواطنين للعلم الجمهوري على أسطح منازلهم وعلى مركباتهم، بالإضافة إلى طلاء أبواب المحلات التجارية وخزانات المياه بألوان العلم الأحمر والأبيض والأسود.
ويعكس هذا الزخم الشعبي للاحتفاء بثورة 26 سبتمبر الخالدة، تعاظم هذه الثورة العظيمة في نفوس أبناء اليمن، وإدراكهم أنها لم تكن مجرد ثورة عادية لتبديل نظام حكم بآخر، وإنما كانت أعظم ثورة إنسانية، ومثلت ميلاد وطن وانبعاث حياة لشعب، نقلتهم من الظلمات إلى النور ومن العبودية إلى الحرية ومن الاستبداد إلى الكرامة، وخلصتهم من ثلاثية الجهل والفقر والمرض، وانتزعت ملكية السلطة من يد سلالة عنصرية تدعي الاصطفاء والحق الإلهي بالسلطة والثروة ودماء وأموال وأعراض المواطنين، وأعادتها إلى الشعب مالك السلطة ومصدرها.
تنوع المظاهر الاحتفالية
تتعدد مظاهر الاحتفاء الشعبي بثورة 26 سبتمبر في محافظة مأرب التي بدأت تصاعدياً منذ مطلع سبتمبر الجاري، باقتناء الأعلام الوطنية ورفعها، وتكريس الأحاديث في المجالس واللقاءات الفردية والنقاشات حول ثورة 26 سبتمبر وعظمتها ومنجزاتها وأهدافها السامية وقيمها النبيلة، وإقامة المنظمات والمراكز الأهلية والخاصة المحاضرات التوعوية والندوات وحلقات النقاش حول ثورة 26 سبتمبر الخالدة ومنجزاتها والتغني بثوارها، إلى جانب الأناشيد الوطنية والأغاني الفرائحية التي تسمعها أينما توجهت في المركبات والأعراس وفي الجوالات الشخصية.
وركزت الإذاعات الحكومية والأهلية 90 بالمائة من برامجها للتوعية بثورة 26 سبتمبر، من خلال الحوارات والأخبار وبث الأناشيد الوطنية والأغاني الفرائحية والتحليلات، فضلاً عن استعراض الكتب التي تناولت ثورة 26 سبتمبر ورموزها، ووضع الوطن وحياة اليمنيين في عهد الإمامة الكهنوتي البائد، ومخاطر مشروع مخلفات الإمامة التي برزت اليوم بنسختها المتمثلة بمليشيات الحوثي الإرهابية ومخططاتها لطمس هوية ثورة 26 سبتمبر وخطواتها لإعادة الشعب إلى عهد الكهنوت الإمامي.
فرصة سبتمبرية
ومثلت هذه المناسبة الوطنية السنوية فرصة للنازحة أمة الغفور فؤاد، التي تبيع الأعلام في أحد شوارع مدينة مأرب لإيجاد مصدر دخل وتحقيق أرباح جيدة ساهمت في تحسين وضع أسرتها المعيشي خلال أيام سبتمبر المجيد.
وتقول أمة الغفور "إنها تبيع في اليوم الواحد منذ بداية شهر سبتمبر الجاري ما بين 60 إلى 80 علماً جمهورياً من مختلف الأحجام، ورغم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، إلا أن المواطنين يشتروا الأعلام ويدفعون دون زيادة في المفاصلة والمبايعة ويسترخصون أي ثمن يدفعونه لاقتناء العلم.
أعراس سبتمبرية
ولم تقتصر مظاهر الاحتفاء بثورة سبتمبر على تزيين الشوارع والمباني بل انتقلت إلى الأعراس، حيث تبدأ الأفراح في صالات الأعراس بالنشيد الوطني ويسجع فنانوها ومنشدوها بالأناشيد الثورية والوطنية والأغاني الفرائحية بالثورة ومنجزاتها، ما يعكس وعي المواطنين وأجيال الثورة بعظمتها وإنجازاتها وإيمانهم بأهدافها، وانعكاسها على تفاصيل حياتهم وسلوكهم الاجتماعي.
تخفيضات وخدمات مجانية
وبرز مظهر آخر من مظاهر الاحتفاء بثورة ٢٦ سبتمبر في المحلات والأسواق التجارية الكبيرة والمنشآت الطبية الخدمية والفندقية والمتنزهات والحدائق العامة، فأخذ بعدًا آخر من خلال تقديم تخفيضات في الأسعار أو تقديم خدمات مجانية للمواطنين لنشر الفرح في أوساطهم والمساهمة في تخفيف معاناتهم واستشعارهم بقيم ثورة 26 سبتمبر والخير الذي تحمله للشعب اليمني وهدفها في إنشاء مجتمع تكافلي تعاوني.
*سبأ
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news