النسبي والمطلق في الأخلاق.. يا فداء الدين يحيي، الدجل أسوأ من الكذب (1-2)

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 209 مشاهده       تفاصيل الخبر
النسبي والمطلق في الأخلاق.. يا فداء الدين يحيي، الدجل أسوأ من الكذب (1-2)

في سبعينيات القرن الماضي كانت الحرب الباردة بين الشرق الاشتراكي والغرب الرأسمالي في أوجها، وكانت تُقدَّمُ وهَّابياً على أنها حرب بين شرق أوروبي ملحد وغرب أوروبي كله أهل كتاب. وهابياً كانت السعودية-التي ترقد فوق بحيرة ضخمة من النفط-ومعها مصر السادات وإيران الشاه، متحالفة مع أهل الكتاب ولها في كل بلد عربي مئات المنابر أبرزها في اليمن منابر الإخوان المسلمين أصحاب الصوت الأعلى في دور العبادة، والمدارس، ووسائل الإعلام، ومحلات بيع أشرطة الكاسيت. وعلى مدى ثلاثين عاما ظلت تقنع الناس أن المواجهة بين الإيمان والإلحاد هي أصل وجوهر الصراع في العالم، وأن الديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين ما هي إلا بدع في مجرى هذا الصراع، أما العلمانية فإلحاد سافر. وتحت هذه المظلة الأيديولوجية جرت حرب أفغانستان التي كان فيها الإخواني عبد المجيد الزنداني واحدا من أكبر مقاولي الأنفار. وحين تم التوقيع على اتفاق الوحدة اليمنية في 30 نوفمبر 1989 أغرق الإخوان والزنداني أكشاك ومكتبات مدن الشمال بأشرطة كاسيت تكفر دستور دولة الوحدة وتقول فيه أقوالاً لم يقلها مالك في الخمر أقلها إنه يساوي بين من كان مؤمنا ومن كان كافرا. وظل هذا التصعيد يسير بمتوالية هندسية حتى أوصلنا إلى حرب 1994 التي لم ترَ اليمن بعدها عافية. وفي هذه الأثناء برزت ظاهرة الإرهاب تحت مسميات شتى، وأصبح الزنداني مقيدا في وزارة الخزانة الأمريكية واحدا من أبرز رموز هذه الظاهرة.

حينها كان الرئيس السابق علي عبد الله صالح قد خطا خطوات ملموسة باتجاه فك الشراكة الاستراتيجية مع التجمع اليمني للإصلاح على طريق مشروع التوريث، وبينما هو كذلك خرج ذات يوم يعلن للناس أن حزب الإصلاح لم يكن بالنسبة له سوى ورقة استخدمها ورماها. ولو أن اليمن في ظل شراكة صالح والإصلاح كان دولة ونظاما سياسيا محترما لكان إعلان فك الشراكة على ذلك النحو الاستعراضي كافيا لمثول صالح أمام القضاء ليبقى اليمن سليما معافى، ولأن هذا لم يكن ممكن الحدوث انشق المركز على نفسه حتى وصل الأمر إلى تفخيخ جامع النهدين، وحرب الحصبة، والقبول الاضطراري الشكلي برئيس من خارج المركز، وما تلا ذلك من أحداث أدت إلى ما نحن عليه اليوم من حالة بؤس وتشظي.

والسؤال: هل تعلَّم التجمع اليمني للإصلاح الدرس؟ هل يستطيع أن يتخلص من آثار الزَّندنة؟ هل لديه قابلية للتحول إلى حزب سياسي ديمقراطي يحترم الحريات وحقوق الإنسان ويقبل بالتعدد والتنوع؟ أطرح هذه الأسئلة لقناعتي بأن جزءا كبيرا من عافية اليمن يتوقف على عافية هذا الحزب. والحقيقة أن المؤشرات الدالة على مرضه طاغية على تلك التي تدل على صحته. ومن بين نشطائه المودرن في أوروبا لفت انتباهي شاب ثلاثيني اسمه فداء الدين يحيي يظهر على قناة له في يوتيوب متخلفاً عن الزنداني بأكثر من نصف قرن. أقول “متخلفاً” لأنه لم يبدأ من حيث انتهى الزنداني وإنما من حيث بدأ في سبعينيات القرن الماضي. وفداء الدين هذا مُقَيَّمٌ داخل حزب الإصلاح وبين شبابه على أنه فلتة من فلتات الزمان.

ومن باب احترام عقل المتلقي تركت له متسعا من الوقت كي يستمع إلى فيديو من إنتاج هذا الشاب. الفيديو متاح على صفحتي في فيسبوك منذ يوم الجمعة الموافق 14 سبتمبر 2024 وسيظل هناك إلى ما شاء الله، وقد تضمن أفكارا كثيرة رأيت أن أبين مواطن الجهل فيها لإثبات أن حزب الإصلاح لم يتخلص بعد من عاهاته الأيديولوجية المزمنة. يقول فداء الدين بن يحيي:

(1) إذا كان الإله غير موجود فكل شيء مباح، إذ لا وجود للخير والشر في الإلحاد، وبالتالي لا مجال للأخلاق في الخطاب الإلحادي.

(2) الإباحية ولدت من رحم الإلحاد، والإلحاد دين التوحش، واللذة والمتعة غايته.

(3) الأخلاق عند الملحد نسبية، فما قد تراه جريمة يراه غيرك فضيلة، وبالتالي لا يوجد قانون أخلاقي ثابت يقر به الجميع.

ولأن الملحد هو كل من يختلف مع حزب الإصلاح فكريا وسياسيا-حتى وإن كان شديد الإيمان بالله-فلابد إذاً من تفنيد محتوى فيديو فداء الدين، ولكن لابد أولاً من التطرق إلى بعض المفاهيم ذات العلاقة وهي:

(أ) الإيمان: هو التصديق بوجود الله خالق الكون. وهذا هو القاسم المشترك بين كل المؤمنين في العالم، وما عدا ذلك فلكل مؤمن عقيدته الدينية ومذهبه ومنظومته الأخلاقية في إطار عقيدته. والمؤمن قد يكون منضبطا لطقوس وشعائر عقيدته الدينية ومتحمسا لتعاليمها، وقد يكون مكتفياً بإيمانه فقط وغير منضبط لأية شعائر أو طقوس. وعلى هذا الأساس فالإيمان ليس أيديولوجيا أو عقيدة وإنما هو “تصديق بوجود الله خالق الكون” وكفى.

(ب) الإلحاد: هو فقط عدم التصديق بوجود الله. وهذا هو القاسم المشترك الوحيد بين كل الملاحدة في العالم. والإلحاد بهذا المعنى ليس أيديولوجيا أو عقيدة، ولا هو منظومة أخلاقية.

(د) الأيديولوجيا: منظومة أفكار تحاول أن توجد حلولا لظواهر كثيرة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية وأخلاقية …. الخ. والفرق بينها وبين العلم شاسع جدا، فالعلم يفسر الظواهر وله وظيفة توعوية، بينما الأيديولوجيا تبرر التصرفات والسلوكيات والممارسات، ولها وظيفة تعبوية. وعلى هذا الأساس يجب ملاحظة أن الرأسمالية أيديولوجيا، وكذلك الشيوعية والاشتراكية، والنازية والفاشية، والإسلام السياسي (بشقيه السني والشيعي). والآن تعالوا ننظر في الأفكار أعلاه وبيان ما فيها من جهل.

(1) يقول فداء الدين، أو قوَّلوه، لا أعلم: “إذا كان الإله غير موجود فكل شيء مباح، إذ لا وجود للخير والشر في الإلحاد، وبالتالي لا مجال للأخلاق في الخطاب الإلحادي”.

أول ما نلاحظه على هذا الكلام أن فداء الدين يتعامل مع “الإلحاد” كما لو كان أيديولوجيا أو عقيدة. نلاحظ هذا في قوله “لا وجود للخير والشر في الإلحاد”، وفي قوله ” الخطاب الإلحادي”. نعم، لا وجود للخير والشر في الإلحاد، ولا يوجد شيء اسمه “منظومة أخلاقية للإلحاد”، أيضا ليس هناك شيء اسمه “خطاب إلحادي” ولا “نظرية إلحادية”، كما لا يوجد شيء اسمه “التصور الإلحادي”. ولكن توجد نظريات مادية تنطلق في تفسيرها للظواهر الكونية من داخل الكون نفسه وليس من خارجه، وهذا هو شأن كل النظريات العلمية في الكيمياء والفيزياء والبيولوجيا وعلم الفلك ونحو ذلك. وهناك أيضا نظريات فلسفية تعمل على تفسير الكون من داخله، وهي بهذا المعنى نظريات مادية وليس علمية بالضرورة أو بالمطلق.

وما ينطبق على “الإلحاد” ينطبق أيضا على “الإيمان”. فليس هناك شيء اسمه الخير والشر في الإيمان، ولا يوجد شيء اسمه “منظومة أخلاقية إيمانية”، أيضا لا يوجد شيء اسمه “الخطاب الإيماني” أو “نظرية إيمانية” أو “التصور الإيماني”. هناك إيمان بوجود الله خالق الكون وكفى (ولإن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله).

ولكن توجد نظريات مثالية تنطلق في تفسيرها للظواهر الكونية من خارج الكون وليس من داخله. ومثلما تتعدد المعتقدات الفكرية والفلسفية للملاحدة، تتعدد أديان المؤمنين ومنظوماتها العقدية والطقوسية والشعائرية.

ولكن من أين كل هذا الجهل بمعنى “الإلحاد” ومعنى “الإيمان”؟ من باب الإنصاف هذه ليست مشكلة فداء الدين وحده، وإنما هي أيضا مشكلة كل الذباب الالكتروني المهول الذي ينظر إلى فداء الدين على أنه فلتة زمانه، وبين هذا الذباب نسبة عالية من حملة الشهادات الجامعية والعليا. والقاسم المشترك بين فداء وهذا الذباب هو المدخلات التي شكلت عقولهم وصاغت طرائق تفكيرها واستدلالاتها ومحاكماتها. فخلال شهر العسل الطويل بين الرئيس السابق علي صالح والإخوان المسلمين جرى السطو على التعليم بمختلف مراحله وتحويله إلى تعليم أيديولوجي وهابي لا مجال فيه لتنمية التفكير العلمي، وهذا واحد من أسباب كوارثنا الوطنية المتلاحقة، بل هو أخطر هذه الأسباب.

وثاني شيء نلاحظه على كلام فداء الدين في (1) هو الاعتقاد بأن الله هو مصدر الأخلاق. وهذا واضح من قوله: “إذا كان الإله غير موجود فكل شيء مباح”. وأحيانا يأتي هذا الكلام بصيغة سؤال: “إذا كنت لا تؤمن بيوم العقاب ما الذي يمنعك من أن تنكح أختك؟”. ولأن فداء الدين يرى هذا السؤال منطقيا فمعنى ذلك أنه لا يوجد سبب يمنعه من أن ينكح أخته سوى أن هذا الفعل مُحرَّمٌ في القرآن وأن مصير فاعله إلى جهنم. وفي هذه الحالة نطرح على فداء الدين السؤال التالي: على افتراض أن هذا التحريم لم يرد في القرآن هل كنت ستنكح أختك بناء على القاعدة الفقهية التي تنص على أن الأصل في الأشياء الإباحة؟ أمامك خياران (نعم) أو (لا). فإن قلت (نعم) من باب المكابرة والرغبة في الانتصار لكلامك فأنت كذاب، وإن قلت (نعم) عن قناعة فأنت مريض ويجب إيداعك في أقرب مصحة للأمراض العقلية. إما إذا قلت (لا) ففي هذه الحالة يجب أن تعترف أن المعايير الأخلاقية مصدرها ليس النصوص الدينية، وعليك بالتالي أن تواصل البحث لمعرفة من أين جاءت هذه المعايير. ومن ناحيتي سوف أكرس لهذا السؤال مقالا خاصا لا يتسع له المقام هنا. وحتى ذلك الحين أسألك: بما أنك درست وتعيش في ألمانيا انزل إلى الشوارع واسأل الناس عشوائيا: لماذا لا ينكح الرجل ابنة عمه، وابنة عمته، وابنة خاله، وابنة خالته؟ وما هي المعايير الأخلاقية التي تمنع الكفار والملاحدة عن ذلك وما مصدرها؟

(2) يقول فداء الدين في (2) “الإباحية ولدت من رحم الإلحاد، والإلحاد دين التوحش، واللذة والمتعة غايته”. وقد سبق لنا التمييز أعلاه بين العلم والأيديولوجيا. وقلنا إن العلم يفسر الظواهر وله طبيعة توعوية، ولذلك نلاحظ في لغة العلم أنها محايدة وغير ذاتية. أما الأيديولوجيا فهي لا تفسر وإنما تبرر، وهي ذات طبيعة تعبوية، ولغتها ذاتية انفعالية. ولذلك نرى فداء الدين يستخدم عبارات من قبيل “الإباحية ولدت من رحم الإلحاد”، “الإلحاد دين التوحش”، وهذه لغة انفعالية غرائزية وليست لغة علم.

ثم من قال لك يا فداء الدين أن “الإباحية ولدت من رحم الإلحاد”؟ على أي أساس بنيت هذه القناعة؟ هل صاحبات الرايات الحمر في مكة قبل الإسلام كن ملحدات؟ هل أجريتَ دراسة علمية ميدانية على المومسات وبائعات الهوى في بلد إسلامي واكتشفت أنهن ملحدات؟ وأن الرجال الذين يرتادون بيوتهن هم أيضا ملحدون؟ هل ممثلو الأفلام الإباحية يفعلون ذلك لأنهم ملحدون؟ هل المثليون والمثليات هم كذلك لأنهم ملحدون؟

كل ما يقوله فداء الدين عن الإلحاد يدل دلالة قاطعة مانعة أننا أمام احتمالين: الأول أنه يتعمد الكذب والخداع على قاعدة “الغاية تبرر الوسيلة” أو أنه جاهل. وأنا، من باب حسن الظن، أرجح الاحتمال الثاني.

دعوني أقول بأعلى صوتي: الإلحاد ليس مسئولاً عن جريمة واحدة في التاريخ يستحق عليها القدح، وفي الوقت نفسه ليس للإلحاد فضل في أي عمل خيري في التاريخ يستحق عليه المدح. لماذا؟ لأن الإلحاد ليس عقيدة، ولا هو منظومة أخلاقية موجهة لسلوك الملاحدة. أعلم جيدا أن هذا الكلام مزعج جدا لفداء الدين ولكل من هم على شاكلته، لكن المزعج أكثر هو ما يلي:

(1) إذا أقدم ملحد على قتل شخص ما فالإلحاد ليس مسئولا عن هذه الجريمة. لماذا؟ لأنه لا يوجد نص إلحادي يحرض على القتل لهذا السبب أو ذاك، ولا يوجد نص إلحادي يحرض الملحد على كراهية غير الملحدين.

(2) إذا قتل مسلم شخصا آخر ففي هذه الحالة يجب التعرف على دوافع القتل. فالإسلام-وليس الإيمان-مسئول عن قتل جار الله عمر. لماذا؟ لأن المجرم نفذ جريمته استنادا إلى نصوص تعلمها وحفظها ظهرا عن قلب.

(3) الإسلام-وليس الإيمان-مسئول عن قتل فرج فودة. لماذا؟ لأن المجرم ارتكب جريمته بناء على فتاوى سمعها من رجال الدين.

(4) إذا مسلم قدم لعائلات فقيرة أموالا بناء على أحكام الزكاة ففي هذه الحالة يمكننا أن نمدح الإسلام. لماذا؟ لأنه فعلا توجد نصوص تدعو إلى ذلك.

(5) إذا ملحد أنفق مليار دولار لمساعدة الفقراء في أفريقيا أو أي بلد في العالم ففي هذه الحالة لا يمكننا أن نمدح الإلحاد. لماذا؟ لأنه لا يوجد نص إلحادي يحث على ذلك.

(6) الإسلام مسئول عن كل الجرائم والمجازر التي ارتكبتها داعش. لماذا؟ لأن داعش لم ترتكب جريمة واحدة إلا بناء على نص.

(7) الإلحاد ليس مسئولا عن مذابح ستالين وماو تسي تونغ. لماذا؟ لأنه لا يوجد نص إلحادي واحد يدعو إلى ذلك. ولكن من المسئول عن ذلك؟ الجواب: الأيديولوجيا الشيوعية هي المسئولة.

أخيرا: في الجزء الثاني من هذا المقال سوف نكتب عن النسبي والمطلق في الأخلاق.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ضربة موجعة للحوثي.. هذا ما طلبه رئيس مجلس القيادة ‘‘العليمي’’ من رئيس الوزراء العراقي

المشهد اليمني | 2227 قراءة 

إسرائيل تحسم الجدل بشأن مقتل يحيى السنوار

مساحة نت | 2094 قراءة 

بالأسماء.. السعودية تعلن القبض على خلية يمنية خطيرة متخصصة في تهريب الأموال والكشف عن حجم المبالغ التي كانت بحوزتهم والعقوبة التي تنتظرهم

وطن الغد | 1887 قراءة 

شاهد صورة القائد الهالك في حزب الله وهو يقاتل في صفوف الحوثيين …!

نيوز لاين | 1807 قراءة 

انطلاق شرارة الثورة ضد الحوثيين.. شبان مسلحون يلجؤون للجبال لردع المليشيات بعد اعتقال رفاقهم المحتفلين بذكرى الثورة

المشهد اليمني | 1772 قراءة 

بشرى سارة: من يجيد هذه المهنة مطلوب للعمل في سلطنة عمان برواتب عالية… هل انت منهم؟

وطن الغد | 1567 قراءة 

وفود غامضة تجوب شوارع عدن.. هل باتت المدينة مسرحًا جديدًا للمؤامرات؟

العين الثالثة | 996 قراءة 

الحوثيون يمرون بحالة من الخوف والارتباك غير مسبوقة بسبب هذا الأمر

سما عدن | 942 قراءة 

أول جهة حكومية في تعز تمنع الاحتفال بثورة 26 سبتمبر

نافذة اليمن | 938 قراءة 

عاجل : مسؤول كبير في المجلس الرئاسي يعلن فشل خارطة السلام ويكشف الاسباب

صوت العاصمة | 763 قراءة