21 سبتمبر 2014، يوم لا يمكن لليمنيين نسيانه، حيث تحول هذا اليوم إلى نقطة فارقة في تاريخ اليمن الحديث، مع سيطرة ميليشيا الحوثي المسلحة على صنعاء، لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع والحرب التي أدت إلى تدمير البلاد شمالًا وجنوبًا، وتحولت اليمن إلى ساحة لصراع إقليمي واسع النطاق ليكون بداية لانهيار الدولة وتفكك مؤسساتها، وجعل الشمال اليمني تحت نفوذ وتبعية إيران بشكل غير مسبوق.
البداية: السيطرة على صنعاء
في الأشهر التي سبقت 21 سبتمبر 2014، كانت ميليشيا الحوثي، التي بدأت حركتها في محافظة صعدة شمالي اليمن، تكتسب نفوذًا تدريجيًا عبر التوسع العسكري والسياسي، بذريعة الاحتجاج على الفساد الحكومي ورفع أسعار الوقود، استغلت الحوثيون تلك الاحتجاجات الشعبية لتوسيع سيطرتهم.
وفي 21 سبتمبر، سيطر الحوثيون على مفاصل الدولة في صنعاء بما في ذلك المؤسسات الحكومية والعسكرية، وأجبروا الحكومة على الاستقالة وأدى إلى سقوط صنعاء بأيديهم وتحول المشهد السياسي بالكامل.
التبعية لإيران: الحوثيون في خدمة الأجندة الإقليمية
منذ سيطرتهم على صنعاء، أصبح واضحًا أن ميليشيا الحوثي لا تعمل بمعزل عن القوى الإقليمية، وعلى رأسها إيران، فقد تم تعزيز العلاقة بين الحوثيين وطهران بشكل كبير بعد 21 سبتمبر، إيران قدمت الدعم السياسي، العسكري، واللوجستي للحوثيين، ما عزز من نفوذها في اليمن وحول الحوثيين إلى وكيل أساسي لإيران في المنطقة.
وتبع هذا الدعم تسليح الحوثيين بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، التي استخدمت في ضربات ضد دول الجوار، مثل السعودية والإمارات، مما حول اليمن إلى ساحة حرب بالوكالة بين إيران والتحالف الذي تقوده السعودية، هذه التبعية الإيرانية لم تجلب لليمن سوى المزيد من العزلة الدولية، العقوبات الاقتصادية، وتفاقم الوضع الإنساني.
الكارثة الإنسانية والاقتصادية وتدمير البنية التحتية للجنوب
الحرب التي اندلعت بعد انقلاب 21 سبتمبر أدت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، الملايين من اليمنيين يعيشون في ظروف قاسية، مع نقص حاد في الغذاء، المياه، والخدمات الطبية، البنية التحتية التي دمرتها حرب الحوثي في الجنوب فاقمت الأوضاع اليومية وجعلتها صعبة للغاية، بينما الاقتصاد اليمني يواجه انهيارًا تامًا، وبالمقابل فقدان السيطرة الحكومية المركزية أدى إلى انتشار الفوضى والجماعات المسلحة في مختلف المناطق.
بعد مرور عقد كامل على انقلاب 21 سبتمبر، يمكن القول أن اليمن بات يعاني من دمار شامل على مختلف الأصعدة لتتحول اليمن من دولة ذات سيادة إلى ساحة لصراعات النفوذ الإقليمي، ووكيل مباشر لتنفيذ أجندة ايران وكارثة يمنية مستمرة ، 21 سبتمبر ليس مجرد تاريخ؛ إنه رمز لتفكك دولة، تدمير أمة، وتحويل اليمن إلى جزء من أجندة إيران الإقليمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news