عن حزب الله ومبعث جنون الكيان

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 56 مشاهده       تفاصيل الخبر
عن حزب الله ومبعث جنون الكيان

سيتخطى حزب الله هذا كله.

هي حرب ومواجهة وكثير من الحركات المقاومة في العالم اختبرت هذا النوع من الخسائر وبقي دورها واستمرت حتى النهاية.

ينتاب أحدنا هذا الحس المشترك بالفقدان تجاه قوة تتلقى ضربات من عدو مشترك، العدو الذي لا يجدر بنا اغفال كون عداوته أولوية وكون الاحتفاء بجرائمه ضد فصيل يظل منا واثناء مايدافع عن قضيتنا الأولى يظل هذا التشفي مدعاة للازدراء.

الفكرة الاساسية هكذا: لا يزال الحزب قادرًا على إبقاء مستوطنات العدو في الشمال فارغة وبيوتها تصفر فيها الريح، أكثر من مائة الف مستوطن، نركز على مشاهد قصف أبراج التجسس في الجليل والصواريخ التي تعترضها صواريخ ثم التساؤلات: كم قتل منهم؟ ناهيك عن مشهد عش الدجاج الذي يسوقه ايدي كوهين ويتلقفه مرضانا بحماسة دون أن نتنبه لحقيقة انه لم يبق في المستوطنات غير الحيوانات ويحاول الكيان ابقائها قيد التكاثر كما هي مزارع الشمال بوصفها سلة إمداد غذائي جعلته يلبس جنوده ملابس مدنية ليعملوا في تلك المزارع ورعاية الدجاج، وعندما تحترق اعشاش الدجاج فلن يفكر صاحبها الذي غادرها هربًا لن يفكر في العودة، نتابع سطح المعركة المصورة والتي يتم تسوييقها بشكل مدروس ونغفل العمق وحقيقة هجرة مائة ألف مستوطن في كيان قائم أصلًا على الاستيطان، وذلك هو مبعث جنون الكيان، الكيان القائم أصلًا على الاستيطان والمذعور التاريخي من فكرة التيه والتهجير، وانما تجمعوا في فلسطين هربًا من الشتات ومن أرث الكراهبة وموجات التهجير، لقد تم تهجيرهم وطردهم من فرنسا وحدها خمس مرات، والآن يطل عليهم شبح الشتات ويترجمه نصر الله عمليًا، وبدلًا من أن يتمكن العدو من تهجير سكان الجنوب الفلسطيني قام حزب الله بتهجير الشمال المحتل، ولا تزال قدراته هي كما كانت بشأن ابقائهم بعيدًا عن المستوطنات، هذا انجازه وانتصاره والباقي مجرد تفاصيل.

هي في الأصل هجمة مرتدة قام بها الكيان، حقق ما يظنه اعادة ترميم معنويات شعبه وجيشه غير أن النتيجة تظل ماثلة في أذهانهم ولو قتلوا نصر الله شخصيًا، وهي أن الحزب ليس قائدًا أعلى، إنه تنظيم رتب أموره على كل الاحتمالات وهناك دائمًا بديل لكل قائد ميداني وآلية لاستعادة الضبط.

قد اتفهم غضب السوريين تحديدًا وجنوحهم للشمانة غير أن المعركة الان تنجز عملية فرز للموتورين المتمتعين بأسباب متفهمة عن مسوقي الضغينة الطائفية وأيضًا تفرز أنصار عدو أمتهم إذ تربوا على هذه المهمة.

سيعود حزب الله أقوى مما كان، ولربما كانت عملية البيجر ترجمة للآية وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم.

سندين حزب الله في حال تورط في جريمة ضد عربي مسلم، أما وهو يقاتل عدو الأمة فشهداؤه شهداء الأمة وما يتعرض له من خسارة هي خسارة لأمتنا.

ما أعرفه أن هذا الحزب وفي كل مرحلة يحول خسائره لمكاسب عملية وكل لحظة ضعف تتحول لقوة.

خسائر جانبية في معركة طويلة ومصيرية من يرتبك فيها بخسر أكثر وهذا الحزب عصي على الارتباك، هذا ما تقوله التجارب العملية.

هذه معركة مصيرية سنكسبها كأمة طالما بقينا معًا. بعد خطابه الأخير أوشكت ان أكتب له رسالة أعتذر فيها عن كل كلمة سيئة بحقه، مجاهد عظيم صادق ونزيه وشجاع وعندما يفاخر بنفسه ونسبه يقول: أنا فخور بكوني ابن مزارع طماطم.

ذلك أن اللحظة برمتها عاطفية، إبتداءً من عنفوان حماس وسرايا القدس وانتهاءً بجريمة البيجر وتشفى مرضى أمتنا، وهي عاطفية بمشاهد الموت والهول والصبر وتماثل الضحية كل مساء ليولد عند كل فجر، عاطفية بهذا الهلع الوجودي في قلب الكيان و بهذا الحس العالمي بالتضامن الانساني تجاه الموت.

التضامن مع مظلوم أستجمع قوته ونهض ليوجه لخصمه ركلة في وجهه.

ربما يجدر بنا الإشارة لنقطتين أساسيتين بشأن كراهية البعض لحزب الله.

أولًا ورغم أن لا أحد يملك الحق الأخلاقي في تخطي ماحدث في سوريا من جرائم غير ان نصر الله تدخل مع الدولة السورية وليس مع الطائفة العلوية معتقدًا أن بقاء دولة سوريا في حالة انهيارات النظم العربية سيحول دون استحواذ الكيان على المصير السوري ولذلك قال: الطريق إلى القدس يمر من… لا أذكر اسم البلدة السورية تلك، وهنا يتبدى الانتقاء الكاره طائفيًا ذلك أن بوتين تدخل بشكل أقوى وأكثر فاعلية وتم نسيان تدخله حتى أن البعض يعتبره بطلًا.

وفي اليمن ندرك أن مارتب لدخول الجماعة صنعاء كانت قوى داخلية بالدرجة الأولى وقلبها وضعًا داخليًا تهيأ لأي قوة جاهزة.

ثم يأتي الخارج تاليًا، وكان الحضور الخارجي الفاعل أثناء دخول صنعاء للإمارات والسعودية.. حتى أنكم أنشدتم وغنيتم أيامها “ياريال سعودي يا درهم اماراتي”، بينما لم يحضر حزب الله إلا في التأويلات للعلاقة الروحية وربما أقتصر دوره على تلك العلاقة اقروهم على صنعاء وعندما توجهوا جنوبًا بدأ الريال والدرهم يوطئون للطائرات والصواريخ ثم أعلنوا الحرب ليبقى الجنوب بتصرف الدولتين وفي سياق مشروع تمزيق اليمن.

ومالبث الريال السعودي والدرهم الإماراتي أن بدل وظيفة العملتين وكل القوى في صراع تقسيمي مرير والان يبدلا وجهة الولاءات وتحديد الهدف الذي يتم تجريمه في مأساتي دمشق وصنعاء.

وتاليًا يتم توظيف الريال والدرهم في الحؤول بين العاصمتين وبين محاولة استعادة عافيتهما وقرارهما على انقاض واحدة من أكثر الصفقات عشوائية وكلفة.

هل انني أبرئ حزب الله من أخطائه؟ لا.. هو فقط أنه الآن في الصواب الكلي وحيث ينبغي له أن يكون وفي اللحظة التي يجدر بنا فيها أن نكون معه.

.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اول تصريح لعيدروس الزبيدي فور وصوله أمريكا ويؤكد هذا سبب زيارتنا

كريتر سكاي | 4271 قراءة 

شروط جنوبية لمصالحة اسرة صالح (تفاصيل)

اليوم السابع اليمني | 2956 قراءة 

مفاجأة كبرى من روسيا لليمنيين (وثيقة)

العربي نيوز | 2288 قراءة 

طارق عفاش يسلم الوازعية بوساطة روسية

العربي نيوز | 2050 قراءة 

اول موقف للحكومة من انباء طلبها دعم اسرائيل

العربي نيوز | 1635 قراءة 

خلافات مالية تكشف "ضربة قاضية" للحوثيين

العربي نيوز | 1314 قراءة 

انسحاب جديد لقوات طارق عفاش! (مواقع)

العربي نيوز | 1154 قراءة 

جشع جمهوريين يفشل اسقاط الحوثيين !

العربي نيوز | 1086 قراءة 

دعوات لمقاطعة يمن موبايل لهذا السبب

عدن تايم | 1026 قراءة 

ناشطون يتحدون مليشيا الحوثي: برشورات ثورية في إب تُشعل شرارة 26 سبتمبر من جديد!

المشهد اليمني | 1025 قراءة