يمن ديلي نيوز – تقرير:
تودع جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا ،اليوم الجمعة، 20 سبتمبر/أيلول 2024 عاما عاشرا من السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء، وسط تقارير واردة تتحدث عن ارتفاع وتيرة القمع المستمر منذ سقوط العاصمة بيد الجماعة.
وفي 21 سبتمبر/أيلول 2014 تمكنت جماعة الحوثي من اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء، وسط حالة من الانقسام السياسي بين المؤتمر الشعبي العام والقوى السياسية الأخرى ساعد الحوثيين في بناء ونسج تحالفات نجحت في إسقاط العاصمة بيدها.
وفور سقوط العاصمة صنعاء شنت جماعة الحوثي حملة اختطافات وقمع واسعة تركزت على أعضاء حزب الإصلاح – ثاني أكبر الأحزاب اليمنية – زادت وتيرتها مع إعلان الحزب في إبريل/نيسان 2015 تأييده عاصفة الحزم بقيادة السعودية.
ورصدت التقارير الحقوقية خلال الأعوام العشرة الماضية اعتقال الحوثيين آلاف المدنيين بينهم صحفيين وسياسيين وخطباء ومرشدين ومعلمين وجهت لهم جماعة الحوثي تهم التخابر والتعاون مع التحالف العربي والحكومة المعترف بها دوليا.
وتركزت الاعتقالات في الأعوام 2014 و2018 على أعضاء حزب الإصلاح بدرجة رئيسية، ومازال المئات منهم حتى اليوم في معتقلات الجماعة، فيما رصدت تقارير حقوقية وفاة أكثر من 300 مختطف جراء التعذيب في معتقلات الجماعة خلال السنوات الماضية.
تحالف وافتراق
في العام 2016 قررت جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي العام تعزيز تحالفهما بإعلان حكومة مشتركة لإدارة المحافظات التي يسيطرون عليها، وأعلن إنشاء المجلس السياسي الأعلى برئاسة صالح الصماد بعدد 10 أعضاء موزعة بالمناصفة بين المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثي.
كما تم تشكيل حكومة مناصفة بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام أطلقوا عليها حكومة الإنقاذ، إلا أنه سرعان ما دب الخلاف بين الحوثيين وحزب المؤتمر بقيادة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، نتيجة إقصاء الحوثيين للمئات من أعضاء الحزب في مؤسسات الدولة.
وخلال العام 2018 تصاعدت وتيرة الخلاف بين حزب المؤتمر وجماعة الحوثي، وظهرت الخلافات إلى العلن، وأطلق الحوثيون على أتباع المؤتمر الشعبي العام “الطابور الخامس” وواصلوا إقصاء المئات من أعضاء الحزب في المؤسسات المختلفة.
وفي 2 ديسمبر/كانون الثاني وصل الخلاف إلى مرحلة الصدام، حيث دعا رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح الشعبي اليمني للانتفاض في وجه جماعة الحوثي، التي بدورها شنت حربا على الرئيس صالح في صنعاء انتهت باغتياله في 4 ديسمبر/كانون الثاني 2018.
عقب أحداث ديسمبر 2018 شنت الجماعة اعتقالات واسعة للعديد من أقارب الرئيس صالح وقيادات المؤتمر الشعبي، إلا أنها أطلقت معظمهم فيما بعد، في حين جرى تبادل بعضهم في صفقات تبادل أسرى رعتها الأمم المتحدة.
مابعد ديسمبر
وفق التقارير الواردة من مناطق جماعة الحوثي خلال الأعوام الستة الأخيرة اتسعت حالة القمع التي بدأت في العام 2014 بخصوم الجماعة من أعضاء حزب الاصلاح، لتصل إلى قمع الشخصيات الاجتماعية (شيوخ القبائل) ممن وقفوا إلى جانبها في 2014.
ففي 2019 رصد موقع “الثورة نت” الحكومي قيام جماعة الحوثي بتصفية وتدمير منازل 22 من المشائخ، واختطاف 4 مشائخ أحدهم عينته محافظاً لمحافظة الحديدة.
واستمرت جماعة الحوثي في قمع مشائخ القبائل خلال الأعوام 2020 و 2021 معظمهم ممن ساندوا جماعة الحوثي خلال العام 2014.
وخلال الأعوام 2020 و 2023 شنت جماعة الحوثي حملة اعتقالات تيارات دينية أخرى على رأسها أتباع الديانة البهائية، كما داهمت واعتقلت العديد من مراكز التيارات السلفية في صنعاء وذمار وإب بعد أن كانت عقدت اتفاقات تحييد.
المحايدون والمستقلون
تكبيل الحوثيين للمجتمع في صنعاء والمحافظات الخاضعة شهد خلال العام 2024 تطورا جديدا.
فمنذ شهر يونيو/حزيران 2024 شنت جماعة الحوثي اعتقالات واسعة، طالت العشرات من الموظفين العاملين في منظمات الأمم المتحدة والدولية العاملة في المجال الاغاثي والإنساني.
وظلت منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تتجنب الصدام بجماعة الحوثي، رغم تقارير الأمم المتحدة التي تحدثت عن نهب الحوثيين للمساعدات، والتدخل في تحديد المستفيدين من تلك المساعدات، وعرقلة وصولها.
وخلال الأيام الماضية من شهر سبتمبر/أيلول الجاري أفادت التقارير الواردة من مناطق سيطرة جماعة الحوثي باختطاف قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام بينهم أعضاء في الأمانة العامة، على خلفية مساندتهم لثورة 26 سبتمبر.
كما اختطف الحوثيون الصحفي المستقل “محمد دبوان المياحي” والإعلامية “سحر الخولاني” على خلفية توجيههم انتقادات لسلطات جماعة الحوثي.
رفع السلاح
ورغم حملات تكبيل المجتمع التي بدأتها جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا في العام 2014، لم تفلح تلك الحملات في إيقاف السخط الشعبي في مناطق سيطرة الجماعة، إذ تفيد التقارير الواردة باتساع حالة السخط الشعبي ضد الجماعة.
وارتفعت حالة السخط مؤخرا إلى رفع السلاح في وجه الجماعة، إذ شهدت محافظة البيضاء (وسط اليمن) خلال أغسطس مقتل 6 من عناصر الحوثيين في حادثتي منفصلتين نفذتها قبائل المحافظة.
ففي 7 أغسطس/آب قتل 4 من مسلحي جماعة الحوثي وأصيب خامس إثر قتلهم مسعفا في نقطة تفتيش عند مدخل قرية “حمة صرار”.
ورغم حشد الحوثيين آليات عسكرية ثقيلة لاقتحام المنطقة “حمة صرار” إلا أن وساطة قبلية نجحت في إثناء الحملة لأول مرة، وإرغامها على التراجع خوفا من تفجر الوضع نتيجة السخط المتنامي ضد الجماعة في المحافظة.
وفي 31 أغسطس/آب قتل مشرف للحوثيين وأصيب 3 آخرون في اشتباكات مع قبليين بمدينة رداع على خلفية قضية اغتصاب طفل في السجن المركزي، أثارت غضب سكان المنطقة.
ورغم حشد جماعة الحوثي لقواتها للضغط على قبائل “آل بو صالح” بمديرية قيفة لتسليم المتهمين إلا أن القبائل أرغمت الحملة على التراجع والقبول بوساطة قبلية لإنهاء التوتر وهو مالم يكن يحدث من قبل.
مرتبط
الوسوم
محمد المياحي
المجتمع المدني في اليمن
جماعة الحوثي
حمة صرار
سحر الخولاني
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news