أفادت مصادر حقوقية في
صنعاء
بأن عناصر تابعة لجماعة الحوثي قامت اليوم الجمعة باختطاف الكاتب الصحفي محمد المياحي واقتياده إلى جهة مجهولة، على خلفية منشوراته النقدية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد عبدالرحمن برمان، المدير التنفيذي
للمركز الأمريكي للعدالة
، في منشور على حسابه في منصة "إكس"، أن جماعة الحوثي قامت باختطاف المياحي ضمن حملة اعتقالات واسعة النطاق تستهدف الأصوات المعارضة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
وقال برمان: "حملة اعتقالات واسعة شنتها جماعة الحوثي في عدة محافظات يمنية قبيل احتفالات اليمنيين بعيد الثورة المجيد."
وكان الكاتب محمد المياحي قد كتب قبل أيام منشورًا على صفحته في "فيسبوك"، حيث انتقد فيه بشكل علني احتفالات الحوثيين بالمولد النبوي.
كما أشار إلى ما أسماه "حشود السبعين"، في إشارة إلى التجمعات التي تنظمها الجماعة لدعم حكمها وتوجيه الرأي العام. وأشار في مقالته إلى استغلال الحوثيين لهذه الحشود لأغراض سياسية ودعائية، وهو ما أثار غضب الجماعة.
تأتي هذه الاعتقالات في إطار محاولات الحوثيين لقمع أي تحرك أو انتقاد قد يعكر صفو سيطرتهم على مناطقهم، خصوصًا مع اقتراب احتفالات اليمنيين بذكرى ثورة 26 سبتمبر.
نص المنشور:
(عدتُ الآن من ميدان السبعين، حزين لمآل هذا الشعب. حزين، مصدّوم وغاضب. شعرتُ بمعنى الكارثة، وجهًا لوجه أمام الرذيلة بصورتها الحيّة والمُكتملة. لا يجوز السماح لحظة واحدة لهذا المشروع المُخيف بأنّ يُمرر ضلالته على هذا الشّعب المسكين. أن يقف رجل بضحالة عبدالملك ليخطب في حشود يمنية بالسبعين، هذا المشهد يجب أن يكون مصدّر خجل عميق لكلّ عقل في هذه البلاد.
لأولّ مرة أُتابع خطاب السيد. بتركيز شديد، حاولت أنّ أتأمّل ماذا يقول هذا الرجل للناس، بمَ يعدهم، ما الخطورة فيمَ يقول وأين تكمن جاذبية خطابه. أيقنت عن قرب بفداحة الجريمة التي ترتكبها هذه السلالة بحقّ الناس. إنّها تُخاطب غرائزهم الدفينه، نوازع المجد ودواعي البطولة، تُلهب صدورهم بعواطف متأججة، توقظ فيهم حسّ النقمة، وتُحيل ضغائنهم لفضيلة. هكذا تنجح بمنحهم شعورًا متضخّمًا بالقوة؛ حدّ انغماسهم التام وفقدانهم أي إحساس حقيقي بذواتهم.
إنّها تُجردهم من أي إمكانية للتفكير. وتُجمِّل لديهم إحتقارهم لذواتهم. ولا تنحصر المشكلة هنا في حيازة ولاءهم السياسي؛ بل في تربيتهم ليكونوا خطرًا على الحياة بكاملها. هذه السلالة لا تفعل شيئًا؛ سوى تربية الوحوش بعزيمة غريبة وقاتلة. من يـُصغي لخطاب الرجل، يُدرك أننا أمام تدمير خطير ليس لواقع الناس؛ بل وإفساد للنفوس. عشر سنوات يتلقّي الناس فيها هذه اللغة المُهينة؛ تكفي لتُحوّل البشر لحيوانات مُكتملة. وأعتذر عن التعبير الجارح. يحتاج الأمر مني لكتابة مُتأنّية لكشف آثر الخطاب الُسلالي المُخيف على جوهر وطبيعة الإنسان.
كيف نجحت جماعة بهذا الوعي الصادم بالحياة، أن تغدو المُتحكِّم الأول بمصيرنا..الجواب على هذا السؤال، هو مهمّة قدسية لمن يُفكر بتقويض حكم الجماعة.
على كلّ حال، ومهما يكن الأمر. فالمهم هو ألا تُهادنوهم قط، لا تتكيفوا مع هذا الهوان الكبير، تمسّكوا بحرارة رفضكم وكأنّها اللحظة الأولى لسطوة السلالة على عاصمتكم. البشر اللذين في صنعاء؛ يكفي أن تحتفظوا بممانعة باطنية ضدّ هذه الجماعة الضالة. ولو لم يكُن لكم من فضيلة؛ سوى تحصين أُسركم من كابوس السُلالة. جرِّدوها من أيّ معنى نبيل، تندّروا عليها، لا تعترفوا لها بأيّ فضل أو مجد أو جدارة. لا يوجد باطلُ مكتملُ الصورة مثلُ حكّم السلالة لكم. قاوموهم بكلّ الطرق الممكنة. من الواجب أن يكون حماس الجمهوريين أكثر جسارة وتحدّي من أنصار الخرافات والأباطيل. لا يكفي أن تملك خطابًا منطقيًا وحداثيًا لتتمكّن من تجسيده كدولة. أو تتفوق به على خصومك. القضايا العادلة؛ تحتاج حماسة الأنبياء؛ لتنجح في مغالبة شرور السلالة وضلالاتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news