حذر خبراء ومحللون يمنيون من ردّ إسرائيلي عنيف، على الحوثيين يستهدف ما تبقى من مؤسسات ومنشآت الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا، دون تحقيق نتائج مؤثرة على بنيتها العسكرية وقياداتها المؤثرة.
وقال الباحث السياسي فؤاد مسعد، إن الرد الذي يمكن أن يكبح جماح ميليشيا ، "هو الذي يستهدف المواقع الخاصة بهم، كمواقع ترسانات الأسلحة، ومعامل تركيب الطائرات المسيرة، وورش إعداد وتجهيز السلاح، وكذلك خطوط تهريب الأسلحة برًا وبحرًا ومقرات القيادات العليا".
وأضاف مسعد لـ"إرم نيوز"، أن "غياب المعلومات الاستخباراتية الدقيقة الملمة بتفاصيل الصورة الكاملة عن الحوثيين، قد يدفع الإسرائيليين إلى استهداف جديد لمواقع تمركز عناصر المليشيا في المنشآت العامة، الحيوية والاقتصادية منها، ما يتسبب في مفاقمة الأزمة الإنسانية، ويصعد من معاناة اليمنيين، ويحدث أضرارًا محدودة بالنسبة للحوثيين".
معادلة الردع
ويعتقد المحلل السياسي، حسام ردمان، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى إلى الحفاظ على "معادلة الردع التي فرضها منذ عملية الحديدة، التي سميت بـ(اليد الطولى)، لكن الرد الإسرائيلي هذه المرة قد يكون أكثر تريثًا على صعيد التوقيت أو بنك الأهداف، ذلك أنه ليس مدفوعا بضغوط كبيرة، نتيجة عدم وقوع خسائر".
وذكر ردمان، في حديثه لـ"إرم نيوز" أن "اختراق الصاروخ الحوثي، لم يعبر عن توازن قوى جديد يستلزم الردع الصارم، بقدر ما عبر عن اختراق بسبب ثغرة في الدفاعات الجوية، "لذا فإن الحكومة الإسرائيلية كانت حريصة على التحقيق في مشاكل التقنية للمنظومة الدفاعية أكثر من اهتمامها بالتحرك السريع للرد".
وأشار إلى أن "تركيز تل أبيب حاليًا منصب في الجبهة الشمالية، على لبنان بدرجة أساسية، وتليها سوريا، وهي تتعامل مع هذه الجبهة كصندوق بريد إستراتيجي لتبادل الرسائل مع محور طهران، وهذا يجعل الجبهة اليمنية أقل أهمية الآن".
ميناء الحديدة
من جهته، قال مدير عام مكتب الإعلام بالحديدة – التابع للحكومة اليمنية – علي الأهدل، إن "الهجوم الإسرائيلي السابق على ميناء ، لم يؤثر عليه كموقع إستراتيجي فحسب، بل أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، باعتباره المنفذ الوحيد لوصول واردات الغذاء والمساعدات الإنسانية".
وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "الغارات الإسرائيلية على الميناء، تسببت في تدمير 5 رافعات كانت تعمل سابقًا بشكل جزئي، وأتلفت خزانات النفط فيه، وأدت إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات، ما جعله غير قادر على التعامل مع حركة البضائع بشكل طبيعي".
وبيّن الأهدل، أن ميناء الحديدة أصبح الآن في حالة هشّة للغاية.
ويقول الصحفي خالد سلمان، إن "إفلات صاروخ الحوثي من قبضة أنظمة الدفاع ، يفرض إعادة قراءة ترسانته بجدية أكبر، دون التبسيط والاستخفاف بقدراته العسكرية، مع البحث بشكل عميق في علاقات الحوثيين بمجمل الملفات والصراعات الدولية المتداخلة".
وأشار في تدوينة على منصة "إكس"، إلى أن" الحوثيين في نظر دوائر صناعة القرار بتل أبيب، لم يعودوا خطرا ثانويا مؤجلا، بل خطر رئيس، ويجري رسم خطة مواجهته ببنك أهداف مختلف أكثر إيلاما، لا يقف عند قصف البنية التحتية، بل ويضرب بالعمق والقسوة مصادر قوته العسكرية، من مصانع ومعامل وشبكات تهريب، وتحييد العناصر القيادية السياسية العسكرية".
وأضاف أن "لهذا الصاروخ الحوثي ما بعده، ليس أقل من ضربات مستمرة، تستهدف كل مفاصل وعناصر القوة الحوثية، ما سيجعل استهداف ميناء الحديدة سابقا مجرد مناوشة مقارنة بما هو قادم على مسرح المواجهة".
وتعرضت إسرائيل لهجوم بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون، وسقط في منطقة مفتوحة قرب مطار بن غوريون بتل أبيب، رغم محاولة المنظومات الدفاعية اعتراضه، بحسب الجيش ووسائل إعلام عبرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news