تسليح روسي أم بروبغندا إعلامية وراء إسقاط الحوثيين للمسيرات الأمريكية؟

تقرير خاص – يمن ديلي نيوز: 

خلال الأشهر الأخيرة أعلنت جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا إسقاطها عدد من الطائرات المسيرة للجيش الأمريكي نوع “إم كيو 9” مصحوبة بتغطية إعلامية واسعة لم تقتصر على إعلام جماعة الحوثي بل شارك فيه الاعلام الدولي وعلى رأسه الاعلام الروسي والإيراني.

ورصد “يمن ديلي نيوز” نشر قناة روسيا اليوم – أحد الوسائل الإعلامية الروسية الرسمية – سلسلة تقارير عن إسقاط الحوثيين لطائرات إم كيو الأمريكية، كما نشرت تقارير مصاحبة تظهر قدرات هذه الطائرة، وسط أنباء عن تدخل سعودي لإيقاف صفقة أسلحة روسية كانت تعتزم روسيا إرسالها للحوثيين.

الاهتمام الإعلامي الدولي وخاصة الروسي بإسقاط الحوثيين للطائرات الأمريكية إم كيو 9، وتضخيم قدرات هذه الطائرة دفع البعض للحديث عن تسليح روسي أو صيني للحوثيين لمواجهة خصمهم “الولايات المتحدة الأمريكية” على الأرض اليمنية.

وبعيدا عن التفسيرات المختلفة اتجه “ين ديلي نيوز” لسؤال محللين عسكريين عن تفسيرهم لإسقاط الحوثيين طائرات “إم كيو الأمريكية 9” وما مدى دقة فرضية تلقي الحوثيين أسلحة روسية أو صينية لإسقاط تلك الطائرات، وهل الطائرة الأمريكية إم كيو 9 عصية على الاسقاط كما يطرح إعلام الحوثيين وإيران.

يتحدث المحللون عن وجود تضخيم إعلامي لقدرات الطائرة الأمريكية إم كيو 9، وإظهار أنها عصية على الاسقاط، لإضفاء نوع من التضخيم لقدرات جماعة الحوثي، ضمن حرب نفسية ودعائية متعددة الأهداف.

حرب نفسية

يقول المحلل العسكري العميد “عبدالرحمن الربيعي” إن هناك استخدام كبير للحرب النفسية في حديث الحوثيين عن إسقاط الطائرة الأمريكية “إم كيو 9” وتضخيم كبير، سبق أن استخدمه الحوثيون لأكثر من مرة ضمن الحروب النفسية التي تستخدمها الجماعة.

واستبعد “الربيعي” في حديث مع “يمن ديلي نيوز” وجود أقطاب دولية تمد الحوثيين بالأسلحة لإسقاط الطائرات الأمريكية “إم كيو 9”: مضيفا: إيران هي مصدر رئيسي لكل الأسلحة والمعدات من صواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى وبعيدة المدى وكذلك المسيرات وهناك العديد من العتاد العسكري من إيران.

وحول الدور الروسي قال العميد “الربيعي”: هناك مؤشرات يمكن البناء عليها منها تصريحات روسية بأنها ستساعد الجماعات أو الدول آلتي تخوض حروب إقليمية لغرض تهديد أمريكا والغرب الذين يزودون اوكرانيا بالأسلحة الحديثة والتي تخوض حرب مع روسيا.

وأضاف: هنا يمكن القول بأن هذا العمل إذا ما صح فقد يكون أشبه بعمليات المقايضة أو العودة إلى الحرب الباردة.

وأردف: حتى الآن لم يثبت بصورة فعليه أن روسيا بدأت بتزويد الحوثيين بأسلحة متطورة خصوصاً في مجالي الصواريخ البالستية وأعتقد جازماً أن روسيا لن تقدم على خطوة كهذه لأسباب عديدة.

أبرز تلك الأسباب – وفقا لـ”الربيعي” – : إدراك روسيا أن الحوثيين جماعة مليشاوية غير منضبطة ومغامرة جدا فقد تستخدم أي أسلحة روسية أينما أرادت خصوصاً إذا ما وجهت ضد المملكة العربية السعودية فهذا خطر على للعلاقات الروسية السعودية.

وأردف: في اعتقادي أن روسيا تزود إيران بالأسلحة المتطورة في مجالي الصواريخ البالستية وهنا بإمكان إيران أن تقوم بتقنينها على اذرعها وحلفاؤها بالمنطقة

ليس إعجازا

من جانبه الخبير والمحلل العسكري العقيد “ياسر صالح” قال إن الطائرات الامريكية التي يعلن الحوثيون إسقاطها هي طائرات مسيرة حديثة ومتطورة، لكن إسقاطها ليس بالأمر الصعب وليس بالإعجاز.

وأضاف في حديثه مع “يمن ديلي نيوز”: بإمكان الدفاعات الجوية التقليدية إسقاطها لان الطيران المسير عادة هو أقل قدرة على المناورة وأقل سرعة من الطيران النفاث ومهامه استطلاعية وبالتالي من مهامه أن يكون حائم في المنطقة لفترة طويلة فيسهل عملية الكشف والاستهداف.

وأردف: كما ان السرعة الغير فائقة وعدم الارتفاع المطلوب أيضا يسهل من عمليات الاسقاط ولا يعني ذلك أن هنالك قدرات نوعية تحتاجها لإسقاط مثل هذه الطائرة.

وتابع: إسقاط العديد من الطائرات من قبل جماعة الحوثي أمر متاح لأي أسلحة تقليدية ونحن نعلم أن الجماعة تمتلك منظومة سام ستة التابعة للجيش اليمني سابقا وأيضا منظومات أخرى من الدفاع الجوي وبالتالي عملية إسقاطها ليست بالعملية الاعجازية.

وقال إن عدم وجود طائرات مرافقة للطائرات الأمريكية “إم كيو9” التي تستطيع ان تكشف مصدر إطلاق صاروخ الدفاع الجوي وتقوم باستهدافه كما يحدث في عملية التحليق بالطيران النفاث أثناء تنفيذ مهام قتالية، كل هذا يجعل من إمكانية الاستهداف ممكنة.

وتحدث “ياسر صالح” عن مبالغة إعلامية من قبل جماعة الحوثي جعل من إسقاط الطائرات إم كيو 9 انتصارا حقيقيا وهي ليست سوى عملية إسقاط لطائرة مسيرة مثل بقية الطائرات وتتميز بأنها أكثر دقة ولديها قدرة على الطيران في الجو لساعات اطول من مثيلاتها من الصناعات الأخرى.

وعن فرضية وجود جهات دولية أمدت الحوثيين بأسلحة نوعية قادرة على إسقاط الطائرات إم كيو قال “ياسر صالح”: نعم هنالك اسلحة حديثة وصلت الى الجماعة الحوثية خصوصا الاسلحة البحرية والاسلحة البالستية والطيران المسير.

صراع الهيمنة

وأضاف: العالم يعيش حربًا سياسية صراع الهيمنة والنفوذ الذي سيمتد الى نهاية هذا العقد، وبالتالي الكثير من التحالفات الجيوسياسية سنشاهدها في الايام القادمة وإن كانت من تحت الطاولة، والكثير من التحالفات أيضا ستنفك عن بعضها.

وتابع: بمعنى آخر: العالم يتم تقاسمه من جديد وبالتالي كثير من المصالح ستتقاطع مع الدول المتنافسة على الهيمنة والنفوذ العالمي والجميع يبحث عن شراكات وبما ان اليمن تمتلك أهمية جوسياسية وجبليتكية عالية فستسعى جميع الاطراف إلى أن تكون حاضر فيها وهذا ما لاحظناه في الامتداد الايراني في هذه الرقعة الجغرافية حيث استطاعت أن توجد نفسها في معادلة الامن والسلم الدوليين كرقم صعب.

وأردف: بالتالي اتصور أن التقارب الاخير مع الروس أيضا يسعى إلى أن يكون حاضر في هذه المعركة الجيوسياسية من هذا الموقع الجوسياسي المهم للضغط على المعسكر الغربي الذي هو في حالة حرب معه بشكل مباشر وإن كان عبر أوكرانيا.

واستدرك: لكن الاهمية الجيوسياسية للموقع اليمني تضغط كثيرا على أوروبا بشكل خاص وعلى المصالح الدولية والحيوية بشكل عام بحكم أنه يعبر بمحاذاة اليمن ما يقارب من خمسة عشر بالمائة من حجم التجارة العالمية وبالتالي يمكن أن تكون هنالك مصالح كبيرة لأطراف الصراع الدولي.

واختتم حديثه: بالتالي ستسعى أطراف الصراع الدولي إلى أن يكون لها مكان في هذا الرقعة الجغرافية سواء مع جماعة الحوثي أو أي جماعة أخرى ممكن أن تكون مسيطرة كما هو في القرن الافريقي.

مرتبط

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط