ساعات عصيبة في ليلة عجيبة!

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 199 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ساعات عصيبة في ليلة عجيبة!

في مطلع شبابي قبل ربع قرن لم أكن أمضغ القات حتى في الأعياد والمناسبات حتى ذهبت إلى عرس أحد الزملاء في منطقة تشتهر بالقات الفاخر، يومها أكرمني العريس بعدة حزم من أفخر القات، وأقسم علي بأن أمضغه لأجله، خاصة في هذه المناسبة.

فبررت بقسمه وليتني ما فعلت.

مضغت القات بكثرة، وارتكبت العديد من الحماقات المضحكة التي ما يزال البعض يتذكرونها إلى اليوم.

بدأ الفيلم الكوميدي من لحظة وداعي للعريس قبيل المغرب فحين ودعته عانقته وأجهشت بالبكاء كأنني جئت لتعزيته قائلاً له:

ــ الله يرحمك أهلا وسهلا ، أهلا وسهلا.!

ثم سألته:

ــ لماذا مات؟

فسألني مستغربا:

ــ من هو الذي مات؟

فأجبته:

ــ أبو جدك قالوا مات.!

ضج المكان بالضحك فغادرت دون أن أعيرهم أي اهتمام.!

مضيت في طريقي حتى وصلت إلى نبع ماء فرميت القات وصليت المغرب، ثم واصلت طريقي وعدت لمضغ القات، بدأ الظلام يسدل أستاره فتشابهت علي الطرق رغم أنه لم يبق لمنزلنا إلا مسافة قصيرة.!

وحينها قررت ألا أترك الروس ينفردون بإخواننا في الشيشان، لذا سأذهب للقتال هناك.!

أنا شاب نشيط وسلاحي جاهز، ولكن أين الطريق للشيشان؟

المهم سأمضي، ومن سار على الدرب وصل.!

مضيت ومضيت حتى وصلت إلى تبة مرتفعة بالقرب من غروزني، نظرت فلم أجد إلا الظلام يحيط بالمكان، البرد قارس، المكان موحش، ومن بعيد رأيت أضواء، يبدو أنها معسكرات الروس.

تساءلت في نفسي:

ــ هل أذهب إليهم وأهاجمهم في معسكراتهم؟

ــ لكن الكثرة تغلب الشجاعة.

ــ ماذا لو أهاجمهم بشكل خاطف وأعود؟

ـ لن أتهور سأبقى هنا حتى تنجلي الأمور.

ما أصعب القرار على الجندي عندما يكون وحيداً وليس لديه أوامر وتوجيهات واضحة.!

وبينما كنت أخوض صراعاً كبيرا داخلي وأنا متخندق في الجبهة، وأتردد بين الإقدام والإحجام فوجئت بأربعة من الجنود الروس قد اقتربوا مني كثيرا، حتى لم يبق بيني وبينهم سوى عشرة أمتار.!

_ يا لوقاحتهم.!

_ الآن ماذا سأفعل؟

فتحت أمان سلاحي الكلاشينكوف، لقد قررت أنه إذا تقدم أحدهم ولو خطوة سأطلق عليه الرصاص، لكنهم ظلوا على وقفتهم كأنهم تماثيل.!

ــ يبدو أنهم يختبرون صبري.

ــ يظنون أنني جندي مبتدئ وسوف أخاف منهم.

العرق يتصبب مني ويدي على الزناد، انتظر خطوة واحدة منهم فقط لأحول أجسادهم إلى مناخل.!

الوقت يمضي وهم ثابتون لا يتحركون.!

الروس باردون، كأن أعصابهم في ثلاجة، ومن صقيع بلادهم الباردة اكتسبوا هذه البرودة التي تكاد تتلف أعصابي.!

سأقترب منهم وأرى هل سيتحركون؟

إذا تحركوا ستكون نهايتهم.

اقتربت منهم نصف المسافة وإذا بهم واقفون كأنهم خشب مسندة.!

يا إلهي إنهم يتحدونني.!

لكن لن أتقدم زيادة، فالتقدم أكثر تهور دون شك.

تراجعت إلى خندقي، بعد مرور دقائق عصيبة قررت أن أقنصهم واحدا واحدا وليكن ما يكون، وإذا جاء غيرهم فسوف أحصدهم جميعاً.

وبدأت بقنص الأول في رأسه، ودوت في رأس ذلك التل والشعاب المجاورة صوت الرصاصة الأولى، والثانية، والثالثة، والرابعة، وظل الروس في أماكنهم، لكنهم قتلى دون شك.!

بعد نصف ساعة مر أحد أقاربي بالقرب من تلك التلة فرأى شبحاً متخندق وقد وجه سلاحه باتجاه موسكو:

ــ خبير من؟

ــ مجاهد من اليمن.

ــ مجاهد من؟

ــ محمد مصطفى

ــ ما تفعل عندك ؟!

ــ أقاتل الروس.

أدرك قريبي أنني قد مضغت القات وخرجت عن التغطية فناداني:

ــ القائد يدعوك لمقابلته.

ــ سمعا وطاعة.

حين صافحني رأى على وجهي علامات الجدية فكتم ضحكته، ثم أشار علي بأن أتبعه.

أثناء طريقنا إلى القائد تلقيت رصاصة غادرة أصابتني في ساقي، أسرعت وعصبت بالغترة في مكان الطلقة، وبقيت أعرج طوال الطريق حتى وصلت.

لقد أعادني إلى الوطن، أقصد إلى البيت.

سألته أمي:

ــ من أين جئت به؟

ـ من الشيشان كان يقاتل الروس.

ثم انفجر ضاحكاً:

ــ غدا إذا خزن سيذهب للبوسنة والهرسك.!

وأضاف:

ــ قد قتل أربعة من الروس، ألم تسمعوا صوت الرصاص ؟!

أخذوا سلاحي وكيس القات.

أخبرتهم أنني أصبت برصاصة برجلي، فكوا العصابة التي ربطتها فإذا بجرادة ميتة كانت قد طارت إلى ساقي فحسبتها رصاصة.!

تجمعوا حولي ضاحكين:

ــ احكي لنا عن الشيشان.!

تعشيت وشربت اللبن فهدأت كثيرا ثم نمت بعد مسيرة حافلة من النضال.!

في اليوم الثاني كان أخي الأصغر يجري ويصيح:

ــ محمد أخي أمس خزن وراح الشيشان.

ــ اسكت يا ولد.

ــ محمد أخي أمس قاتل في الشيشان.

_ محمد أطلق الرصاص على الأشجار في التبة.!

ــ اسكت وهذه 20 ريال.

ــ والله ما أسكت إلا بخمسين ريال وإلا لأفضحك فضيحة.

أعطيته النقود وسكت.

ولد انتهازي.!

في ذلك اليوم جاء عمي عندنا ومعه مجموعة من الناس، والمؤسف أن أخي الانتهازي غدر بي وأخبرهم بما حدث، فضحكوا حتى أوجعتهم بطونهم.

في المقيل أقسم علي عمي بأن أخزن.

بررت بقسمه ومضغت القات.

بعد المغرب قررت القتال مرة أخرى ولكن في جبهة جديدة، لكنهم أخفوا علي السلاح وإلا كنت قد قررت التوجه إلى كشمير.!

*قصة قصيرة

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فيديو | موقف اليمنيين من تحركات الانتقالي في حضرموت والمهرة وتحشيد أنصاره للمطالبة بإعلان دولة الجنوب؟

بران برس | 849 قراءة 

أنباء عن اجتماع مرتقب في الرياض لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة و إنفراجه قريبةللأزمة

يمن فويس | 816 قراءة 

عاجل:معارك عسكرية بمختلف الأسلحة بهذه المحافظة الجنوبية

كريتر سكاي | 799 قراءة 

مصادر محلية: مدافع سعودية ثقيلة وطيران مسير يشعلان مشهد التصعيد في حضرموت

موقع الجنوب اليمني | 761 قراءة 

ضمن خطة هيكلة الجيش.. الرئيس العليمي يعين قيادة جديدة لهيئة الركن بالعمليات المشتركة

موقع الأول | 584 قراءة 

عودة علي سالم البيض إلى عدن بعد سنوات من الغياب.. ورسالة برلمانية حول الوحدة اليمنية

نيوز لاين | 540 قراءة 

عملية استباقية نوعية لشرطة مأرب.. اعتقال قيادي حوثي كُلف بإدارة الخلايا الإرهابية خلفاً للقيادي المعتقل “أحمد قطران”

بران برس | 487 قراءة 

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 421 قراءة 

هل تستخدم السعودية القوة لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة؟

الوطن العدنية | 418 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 364 قراءة