المولد النبوي الشريف.. حرية النفس ونور العقل

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 103 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المولد النبوي الشريف.. حرية النفس ونور العقل

المولد النبوي الشريف.. حرية النفس ونور العقل

قبل 4 دقيقة

يحتفل المسلمون في كل بقاع الأرض في يوم الـ12 من ربيع الأول من كل عام بذكرى مولد خير البرية رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام. ولهذه الذكرى رمزية ومكانة رفيعة في القلوب، ففي مثل هذا اليوم ولد خاتم الأنبياء والرسل، الذي حمل على كاهله نشر رسالة هي بحق أعظم رسالة حملها إنسان في تاريخ البشر. إنها رسالة الإسلام العظيمة التي حررت البشر من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، والتي أطلقت للعقل البشري العنان للتفكر والتدبر والتأمل والتبصر في كل ما في الكون من آيات ومعجزات حسية ومادية محسوسة وملموسة ومشاهدة، والتي تثبت جميعها قدرة الخالق العظيم لهذا الكون، والتي تبطل كل الخرافات والأساطير والأوهام التي علقت بهذا العقل طوال وجوده على الأرض، والتي عطلت قدراته وأعاقت تطوره وجمدت إبداعاته وحدت من أفكاره، وجعلته يعيش في غفلة من أمره، تتخبطه الأهواء في بحرٍ من الظلمات. 

لتكون أول كلمة وأول أمر في هذه الرسالة هو حث العقل على القراءة وطلب العلم، قال تعالى (إقرأ بإسم ربك الذي خلق)، فكانت وما تزال وستظل بحق أعظم رسالة حملت الخير للبشرية، فليس هناك من خير أعظم من تحرير الإنسان من العبودية والذل والهوان، وتحرير النفس من شهواتها وغرائزها السلبية، وتحرير العقل من براثن الخرافات والأساطير والجهل والتخلف، لتنزع من نفوس المسلمين كل صور الذل والخضوع والعبودية والتقديس والتعظيم لبشر أمثالهم، ولتزرع في نفوسهم كل صور الحرية والعزة والكرامة، ولتحطم كل قيود الكهانة والدجل والتقليد باسم الدين، ولتمنح عقولهم مساحات واسعة للتفكير والتدبر والتأمل والبحث العلمي، حتى يتمكنوا من رفض كل ما يتنافى مع الشرع والعقل والحرية. فحرية الإنسان أسمى غاية في الوجود، وأي فعلٍ كان تحت أي مبرر كان يسلب من الإنسان حريته وكرامته واستقلاليته، هو حتماً فعل غير مقبول. حتى العبادة لا يقبلها الله تعالى إذا كانت تحت الإكراه والإجبار. فالله تعالى لا يقبل من الإنسان إلا عبادته الناتجة عن رغبة وقناعة والصادرة منه بكامل حريته وإرادته. لذلك لن نبالغ إذا قلنا بأن دين الإسلام هو دين العقل والإرادة الحرة. 

إن ذكرى المولد النبوي الشريف من المفترض أن تعزز في نفوس المسلمين هكذا مبادئ عظيمة، وتجعلهم يرفضون الانسياق وراء أي دعوات تسعى إلى صناعة العبودية والذل والخضوع داخل نفوسهم، حتى وإن كانت باسم الدين. فلم يتوقف الكثير من البشر عن استغلال الرسالة المحمدية لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية ومذهبية وطائفية، والعمل على تحويل المسلمين إلى مجرد أتباع وموالين ينفذون أوامرهم ويسمعون كلامهم، في محاولة منهم لإطفاء شعلة الحرية في النفوس ، والعودة بها لمربعات العبودية والخضوع والخنوع، ولتعطيل العقول عن البحث والدراسة والتفكير، بهدف إغراقها في مستنقعات الخرافات والأساطير والأوهام. 

والمؤسف أن الكثير من تلك الأعمال والممارسات السلبية تتم باسم الدين، رغم تعارضها وتناقضها مع تشريعات وأحكام الدين. 

فالتشريعات التي منحت النفس البشرية كامل حقوقها وحرياتها، ومنحتها العزة والكرامة، لا يمكن أن تدعو إلى الخضوع والخنوع والذل والهوان وتقديس البشر. والتشريعات التي حررت العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، لا يمكن أن تدعو الناس إلى تقديس وتعظيم أناس أمثالهم. والتشريعات التي ساوت بين المسلمين بمختلف ألوانهم وأجناسهم وأعراقهم لا يمكن أن تمنح الأفضلية والتقديس لجنس على جنس آخر. والتشريعات التي طالبت وحثت العقل على طلب العلم والبحث والدراسة، لا يمكن أن تدعوه إلى الغفلة والجهل وتعطيل عمله والانسياق الأعمى خلف الدعوات التي تمجد التقليد والتبعية العمياء، والتي تزين الخرافات والإساطير لتجعلها جزءا من الدين. 

من أجل ذلك، يجب أن تكون ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة عظيمة لتعزيز قيم الحرية والتحرر والكرامة في نفوس المسلمين، وتحطيم كل القيم والدعوات التي تمجد الخضوع والخنوع لغير الله تعالى، والتي تحاول صناعة هالات من القداسة والتعظيم حول بعض البشر، ورفض كل محاولات بعض الأطراف والقوى والجهات إستغلال الدين لتحقيق مصالحها السياسية وأطماعها السلطوية. ويجب أن تكون مناسبة لتعزيز قيم الأخوة بين المسلمين ومحاربة كل الدعوات العنصرية والمناطقية التي تصنع الكثير من الحواجز والفوارق بين أبناء الدين الواحد. ويجب أن تكون مناسبة لتحرير العقول من الأوهام والخرافات والأساطير والأباطيل والأكاذيب، ومناسبة لتعزيز كل قيم الخير والإيجابية ومحاربة كل قيم الشر والسلبية. ولن يتحقق ذلك إلا بتفعيل العقل وتحريره من قيود التبعية والتقليد الأعمى، وبامتلاك نفس حرة عزيزة كريمة تعشق الحرية وترفض العبودية والذل والخضوع. والنفس التي تأبى أن تقدس وتعظم أحد غير الله تعالى، تكون بذلك قد حققت القيمة القصوى للرسالة المحمدية.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تحركات سرية في الرياض والعاصمة صنعاء …حمير الأحمر وسلطان السامعي يدعوان الحوثي للتنازل

جهينة يمن | 908 قراءة 

قيادي حوثي يكشف عن تعرض العصابة ل "خدعة أمريكية" في اتفاق مسقط

المنتصف نت | 571 قراءة 

لاتخرجوا من منازلكم أنا أحذركم أقسم بالله ستندمون.. توقعات ليلى عبد اللطيف الذي كذبها الجميع بدأت بالتحقق والجمهور مصدوم!

اليمن السعيد | 570 قراءة 

شاهد ما قاله مسئول يمني رفيع عن الكويت وعمان ودول الخليج عقب ماتناقلته منصات التواصل الاجتماعي وماهي النصيحة التي وجهها لكل اليمنيين (الاسم والصورة)

جهينة يمن | 466 قراءة 

شاهد اول صورة للضابط الذي صب الزيت الساخن على المسن

جهينة يمن | 453 قراءة 

‏هل يضم مجلس التعاون الخليجي اليمن الجنوبي لمنظومته؟

عدن تايم | 412 قراءة 

شاهد ماقالت...توكل كرمان تفاجئ الجميع بموقفها الجديد تجاه السعودية

جهينة يمن | 402 قراءة 

موقف مصري قوي بشأن الوحدة اليمنية

المشهد اليمني | 337 قراءة 

لن تصدق ما الذي يدفعهم لخوض هذا الطريق...حشود من عدن تتدفق نحو السعودية

جهينة يمن | 236 قراءة 

إعادة فتح طريق هام يربط الشمال بالجنوب

كريتر سكاي | 215 قراءة