المولد النبوي الشريف.. حرية النفس ونور العقل

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 139 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المولد النبوي الشريف.. حرية النفس ونور العقل

المولد النبوي الشريف.. حرية النفس ونور العقل

قبل 4 دقيقة

يحتفل المسلمون في كل بقاع الأرض في يوم الـ12 من ربيع الأول من كل عام بذكرى مولد خير البرية رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام. ولهذه الذكرى رمزية ومكانة رفيعة في القلوب، ففي مثل هذا اليوم ولد خاتم الأنبياء والرسل، الذي حمل على كاهله نشر رسالة هي بحق أعظم رسالة حملها إنسان في تاريخ البشر. إنها رسالة الإسلام العظيمة التي حررت البشر من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، والتي أطلقت للعقل البشري العنان للتفكر والتدبر والتأمل والتبصر في كل ما في الكون من آيات ومعجزات حسية ومادية محسوسة وملموسة ومشاهدة، والتي تثبت جميعها قدرة الخالق العظيم لهذا الكون، والتي تبطل كل الخرافات والأساطير والأوهام التي علقت بهذا العقل طوال وجوده على الأرض، والتي عطلت قدراته وأعاقت تطوره وجمدت إبداعاته وحدت من أفكاره، وجعلته يعيش في غفلة من أمره، تتخبطه الأهواء في بحرٍ من الظلمات. 

لتكون أول كلمة وأول أمر في هذه الرسالة هو حث العقل على القراءة وطلب العلم، قال تعالى (إقرأ بإسم ربك الذي خلق)، فكانت وما تزال وستظل بحق أعظم رسالة حملت الخير للبشرية، فليس هناك من خير أعظم من تحرير الإنسان من العبودية والذل والهوان، وتحرير النفس من شهواتها وغرائزها السلبية، وتحرير العقل من براثن الخرافات والأساطير والجهل والتخلف، لتنزع من نفوس المسلمين كل صور الذل والخضوع والعبودية والتقديس والتعظيم لبشر أمثالهم، ولتزرع في نفوسهم كل صور الحرية والعزة والكرامة، ولتحطم كل قيود الكهانة والدجل والتقليد باسم الدين، ولتمنح عقولهم مساحات واسعة للتفكير والتدبر والتأمل والبحث العلمي، حتى يتمكنوا من رفض كل ما يتنافى مع الشرع والعقل والحرية. فحرية الإنسان أسمى غاية في الوجود، وأي فعلٍ كان تحت أي مبرر كان يسلب من الإنسان حريته وكرامته واستقلاليته، هو حتماً فعل غير مقبول. حتى العبادة لا يقبلها الله تعالى إذا كانت تحت الإكراه والإجبار. فالله تعالى لا يقبل من الإنسان إلا عبادته الناتجة عن رغبة وقناعة والصادرة منه بكامل حريته وإرادته. لذلك لن نبالغ إذا قلنا بأن دين الإسلام هو دين العقل والإرادة الحرة. 

إن ذكرى المولد النبوي الشريف من المفترض أن تعزز في نفوس المسلمين هكذا مبادئ عظيمة، وتجعلهم يرفضون الانسياق وراء أي دعوات تسعى إلى صناعة العبودية والذل والخضوع داخل نفوسهم، حتى وإن كانت باسم الدين. فلم يتوقف الكثير من البشر عن استغلال الرسالة المحمدية لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية ومذهبية وطائفية، والعمل على تحويل المسلمين إلى مجرد أتباع وموالين ينفذون أوامرهم ويسمعون كلامهم، في محاولة منهم لإطفاء شعلة الحرية في النفوس ، والعودة بها لمربعات العبودية والخضوع والخنوع، ولتعطيل العقول عن البحث والدراسة والتفكير، بهدف إغراقها في مستنقعات الخرافات والأساطير والأوهام. 

والمؤسف أن الكثير من تلك الأعمال والممارسات السلبية تتم باسم الدين، رغم تعارضها وتناقضها مع تشريعات وأحكام الدين. 

فالتشريعات التي منحت النفس البشرية كامل حقوقها وحرياتها، ومنحتها العزة والكرامة، لا يمكن أن تدعو إلى الخضوع والخنوع والذل والهوان وتقديس البشر. والتشريعات التي حررت العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، لا يمكن أن تدعو الناس إلى تقديس وتعظيم أناس أمثالهم. والتشريعات التي ساوت بين المسلمين بمختلف ألوانهم وأجناسهم وأعراقهم لا يمكن أن تمنح الأفضلية والتقديس لجنس على جنس آخر. والتشريعات التي طالبت وحثت العقل على طلب العلم والبحث والدراسة، لا يمكن أن تدعوه إلى الغفلة والجهل وتعطيل عمله والانسياق الأعمى خلف الدعوات التي تمجد التقليد والتبعية العمياء، والتي تزين الخرافات والإساطير لتجعلها جزءا من الدين. 

من أجل ذلك، يجب أن تكون ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة عظيمة لتعزيز قيم الحرية والتحرر والكرامة في نفوس المسلمين، وتحطيم كل القيم والدعوات التي تمجد الخضوع والخنوع لغير الله تعالى، والتي تحاول صناعة هالات من القداسة والتعظيم حول بعض البشر، ورفض كل محاولات بعض الأطراف والقوى والجهات إستغلال الدين لتحقيق مصالحها السياسية وأطماعها السلطوية. ويجب أن تكون مناسبة لتعزيز قيم الأخوة بين المسلمين ومحاربة كل الدعوات العنصرية والمناطقية التي تصنع الكثير من الحواجز والفوارق بين أبناء الدين الواحد. ويجب أن تكون مناسبة لتحرير العقول من الأوهام والخرافات والأساطير والأباطيل والأكاذيب، ومناسبة لتعزيز كل قيم الخير والإيجابية ومحاربة كل قيم الشر والسلبية. ولن يتحقق ذلك إلا بتفعيل العقل وتحريره من قيود التبعية والتقليد الأعمى، وبامتلاك نفس حرة عزيزة كريمة تعشق الحرية وترفض العبودية والذل والخضوع. والنفس التي تأبى أن تقدس وتعظم أحد غير الله تعالى، تكون بذلك قد حققت القيمة القصوى للرسالة المحمدية.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

امرأة متزوجة تقدم على الزواج برجل ثاني في صنعاء

كريتر سكاي | 976 قراءة 

صنعاء تطرح شروطها للسماح باستئناف تصدير النفط والشرعية ترفضها.. مصادر تكشف التفاصيل

نافذة اليمن | 918 قراءة 

حضرموت عاى صفيح ساخن ... الانتقالي يرسل تعزيزات عسكرية الى حضرموت بقيادة شخصية مثيرة للجدل (الإسم والصورة)

يني يمن | 564 قراءة 

هطول أمطار غزيرة الآن

كريتر سكاي | 558 قراءة 

الانتقالي يرفع تحديه للسعودية في عدن ويزرع أعداء الرياض عند حدودها

مساحة نت | 536 قراءة 

كم سعر الدولار اليوم في اليمن؟ | أسعار الصرف من الكريمي والنجم – الاحد 10-08-2025

نيوز لاين | 517 قراءة 

تحذير أممي من كارثة وشيكة ستضرب اليمن!

صوت العاصمة | 498 قراءة 

من بندر عباس إلى الصليف.. خرائط التهريب الإيراني في اعترافات الـ750 طن

حشد نت | 484 قراءة 

تعرف على سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية لهذا اليوم الأحد 10 أغسطس

العاصفة نيوز | 479 قراءة 

شاهد الصورة التي اشعلت منصات التواصل الاجتماعي وحركت صمت قيادات من الصف الاول في المجلس الانتقالي الجنوبي وعلى راسهم هاني بن بريك(صورة)

المشهد الدولي | 415 قراءة