(عدن توداي)
كتب / د. سعيد سالم الحرباجي
استيقظت صباح فجر هذا اليوم على وقع نبأ وفاة الشيخ أحمد حسن المحثوثي ، شيخ قبيلة المحاثيث في جمهورية مصر العربية ، على إثر مرض عضال ألم به .
وبهذا المصاب تفقد محافظة أبين ركيزة من ركائزها ، وعموداً من أعمدتها ، وركناً متيناً من أركانها ، وجبلاً شامخاً من جبالها ، وهامة سامقة من هاماتها ، وشخصية فذة من شخصياتها ، ورجلاً نادراً من رجالها ،،،
إنه الشيخ الشهم ، والمصلح الإجتماعي المتميز ، ورجل الخير النبيل ، والإنسان الصادق .
الشيخ أحمد حسن المحثوثي…صاحب الإبتسامة الآسرة ، والكلمة الصادقة ، والروح الطيبة ، والنفس الهنيّة ، والقلب النبيل ، والمواقف النادرة .
تعرفت عليه منذ أكثر من عقدين من الزمن ، وجالسته ، وآنسته ، وزرته إلى منزله المتواضع ، وخبرته في حل بعض المشكلات الإجتماعية…
فوجدته صلباً في مواقفه ، صادقاً في معاملته ، قوياً في الحق ، واضحاً في أفكاره ، ملماً بتفاصيل الأعراف والتقاليد الإجتماعية ، نبيهاً حاذقاً في حل الخلافات ، يمتلك كاريزما مكنته من جمع قلوب الناس حوله ، وأضفت عليه أسلوب فن التواصل والاتصال بالمجتمع ، وأسدت إليه قدرة الإقناع….
فنال رضا الناس ، وحب المجتمع ، وقناعة المتخاصمين .
إنَّ رحيل مثل تلك الشخصيات النادرة لخسارة وأي خسارة ….
لا خسارة على أهلهم ، ذويهم ، وأقاربهم وحسب …بل خسارة على المجتمع ككل .
فهم كالنجوم المضيئة في السماء ….
يهتدي بها الحيران ، ويأمن معها التائه ، ويطمئن إلى نورها طالبو النجاة .
وكان شيخنا – رحمه الله – واحداً من أولئك النجوم التي انطفأت ، وغاب نورها .
رحل الشيخ أحمد ومحافظة أبين في أمس الحاجة إليه …خاصة في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها المجتمع نتيجة لغياب الدولة ، وتعطل أجهزتها الأمنية والقضائية ، وكثرة المشكلات الإجتماعية.
لقد أوجع قلوبنا رحيله ، وأحزن أنفسنا موته ، وآلم أرواحنا فراقه ، وأبكى أعيننا وداعه ….
ولكنها أقدار الله ، يقدرها سبحانه وتعالى وفقاً ومشيئته ..
ونحن لا نملك إلا أن نقول :
الحمد لله على كل حال.
إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
وبهذا المصاب الجلل نُعزي أنفسنا ، وأسرة الشيخ أحمد وذويه ، وكافة آل المحاثيث ، وجميع قبائل آل فضل .
ونسأل الله أن يغفر له ، وأن يرحمه وأن يسكنه الفردوس الاعلى من الجنة.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news