على الرغم من الوجود المتعدد الجنسيات في البحر الأحمر، لم تنجح الجهود في كبح هجمات الحوثيين اليمنيين على السفن التجارية في المنطقة.
تشير التقييمات المفتوحة المصدر إلى تراجع ملحوظ في عدد السفن التي تعبر قناة السويس، حيث انخفض العدد من حوالي 73 سفينة يوميًا في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى نحو 33 سفينة حاليًا. وقد أثرت هذه الهجمات بشكل كبير على إيرادات قناة السويس، حيث بات المرور مفضلًا عبر طرق أطول حول رأس الرجاء الصالح.
وساهمت جهود التحالف، بما في ذلك العمليات بقيادة الولايات المتحدة و"أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي، في تقليص وتيرة الهجمات بشكل مؤقت، من خلال تدمير مخزونات الصواريخ ومواقع الإطلاق. ومع ذلك، استمرت الهجمات، مما يبرز إصرار الحوثيين الذي لم ينجح أي خصم حتى الآن في مواجهته. كما أثارت الضربة الأخيرة مخاوف من تسرب نفطي كبير من سفينة تضررت وأصيبت بعطل.
وأعلن الحوثيون أنهم يستهدفون السفن البريطانية والأمريكية والإسرائيلية، إلى جانب تلك التي تزور موانئ إسرائيل، لكن هجماتهم استهدفت أيضًا سفنًا صينية وناقلات نفط تحمل النفط الروسي، ما يشير إلى قدرة الحوثيين على تحديد مواقع السفن أثناء عبورها الممرات الدولية، دون أن يكون ذلك دقيقًا.
ويبدو أن إيران تلعب دورًا رئيسيًا في دعم الحوثيين.
واتهمت السلطات السعودية سفينة "إم في ساڤيز" الإيرانية بأنها تستخدم لجمع المعلومات الاستخباراتية وتزويد الحوثيين بزوارق عمل صغيرة. بعد تضرر "ساڤيز" في أبريل/نيسان 2021، تم استبدالها بسفينة مماثلة، "إم في بهشاد"، التي لم تكن لها طرق تجارية واضحة وتم التعرف عليها في موانئ عسكرية إيرانية. وفي مارس/آذار، أشارت صحيفة "فانينشال تايمز" إلى أن "البهشاد" انتقلت إلى خليج عدن بالتزامن مع زيادة الهجمات في مضيق باب المندب.
دور "البهشاد" في دعم الحوثيين يُعتقد أنه تأكد عندما حذر المتحدث الرسمي الإيراني في الأمم المتحدة من أي هجوم على السفينة، في حين وصفتها مقاطع فيديو إيرانية بأنها "مستودع أسلحة عائم". وعلى الرغم من عدم وضوح الدور الدقيق لـ"البهشاد"، فإنها مزودة برادارات بحرية ذات نطاق رؤية يصل إلى 100 كيلومتر، مما يعزز قدرتها على مراقبة الممرات البحرية الدولية. ومن الممكن أن تكون "البهشاد" قد استخدمت المعلومات التي تجمعها لدعم عمليات الحوثيين، إما من خلال تقارير بصرية أو عبر قوارب صغيرة.
في فبراير/شباط، تعرضت "البهشاد" لهجوم سيبراني كبير، لكنها استمرت في التجوال حتى أبريل/نيسان عندما انتقلت إلى مرسى قبالة ميناء بندر عباس في إيران. على الرغم من ذلك، استمرت هجمات الحوثيين، مما يشير إلى أن تقنيات جمع المعلومات الاستخباراتية التي استخدمتها "البهشاد" قد انتقلت إلى سفن أخرى أصغر حجمًا، ربما تعتمد على التواطؤ لتجنب الكشف.
وتستخدم إيران قوارب صغيرة في منطقة البحر الأحمر، والتي غالبًا ما تتنكر كقوارب صيد أو تهريب. بينما تكون نطاقات راداراتها أقل من "البهشاد"، فإن التواطؤ البصري مع السفن الأخرى قد يعزز قدرتها على مراقبة الممرات الدولية. وتسجل التقارير من السفن المتضررة وجود قوارب صغيرة في المنطقة قبل وقوع الهجمات.
وفي مواجهة هذا التهديد المستمر، يواجه شركاء الائتلاف صعوبة في الاستجابة بشكل فعال، بينما يبدو أن إيران وحلفاءها يتمتعون بميزة في اتخاذ قرارات تكتيكية بسرعة وذكاء أكبر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news