تمكن وزير الخارجية الدكتور"شايع الزنداني" من فضح الحوثيين وإفساد طبختهم القذرة ، وأفشل جميع حيلهم ، فجماعة الحوثي بذلت جهود مضنية من أجل التخلص من الشرط الذي وضعه المجتمع الدولي لتحقيق السلام في اليمن، والمتمثل في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 ولذلك أشادت القيادات الحوثية بتصريحات النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة "دميتري بوليانسكي" في جلسة بشأن الوضع في اليمن، حيث قال بأنه لم يعد من الممكن المضي قدما بالتسوية في اليمن على أساس هذا القرار، وأعتبروا الموقف لروسي نصرا لهم للتخلص من أهم شرط وضعه المجتمع الدولي لحل الأزمة اليمني بشكل نهائي.
لكن الوزير الزنداني عطل فرحة الحوثيين، وأفسد طبختهم، وفضح أمرهم بطريقة ذكية ، وبدبلوماسية حصيفة ورفيعة المستوى، فعند وصوله الى روسيا تلبية لدعوة من نظيره الروسي سيرغي لافروف، كان الزنداني يدرك انه ليس من الكياسة الإفصاح عن امتعاض الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليا من تصريحات "بوليانسكي" التي تساوي بين متمردين اغتصبوا الدولة ، وبين حكومة معترف بها دوليا .
لكنه استطاع فعل ذلك بطريقة احترافية خلال اللقاء التلفزيوني مع قناة روسيا اليوم الفضائية الناطقة باللغة العربية، إذ تمكن من فضح الحوثيين وتوصيل مجموعة من الرسائل للقيادة الروسية، صحيح انه لم يصرح بشكل واضح إن روسيا تناقض مواقفها ، لكنه أكد إن القرار 2216 صادقت عليه روسيا ولم تعترض عليه لأنه قرار ينسجم مع المعايير والقوانين الدولية لوقف الحروب والنزاعات المسلحة.
كما طالب الزنداني خلال اللقاء التلفزيوني بعدم إرسال رسائل خاطئة من منطلق فرض الأمر الواقع ، لأن هذا من شأنه اعطاء انطباع خاطئ للمتمردين الحوثيين سيدفعهم لمزيد من التصعيد من جهة ، كما ان هذا الأمر يساوي بين متمردين انقلبوا على الدولة وبين حكومة شرعية معترف بها دوليا من جهة أخرى، ولذلك أكد الزنداني ان الحديث عن أطراف يمنية ليس تعبيرا صحيحا، إنما ينبعي الحديث عن حكومة يمنية ومتمردين.
تصريحات وزير الخارجية في الحكومة الشرعية لقيت أصداء كبيرة، واثارت انزعاج وقلق المتمردين الحوثيين، مما دفعهم لاتخاذ خطوة عاجلة للتقليل من الأضرار المترتبة على تصريحات الزنداني، وربما تؤثر سلبا على موقفهم من التفاوض مع الحكومة الشرعية لتحقيق السلام ، لذلك سارعت جماعة الحوثي بإرسال القيادي علي الهادي الذي نصبه الحوثيين رئيساً للغرفة التجارية بأمانة العاصمة، إلى روسيا ، ورغم ان الجماعة حاولت الخداع، فلم ترسل وزير أو حتى وكيل وزارة ، وذلك بهدف التضليل وإعطاء الانطباع بأن الهدف من الزيارة هو هدف تجاري من أجل شراء القمح.
لكن هذه الحيلة السمجة لم تنطلي على أحد، فحتى من لا يعرفون ابجديات ودهاليز السياسة يدركون ان الهدف الحقيقي للزيارة هو بذل المساعي لإزالة تاثير تصريحات الوزير الزنداني وانعكاسها على تعامل القيادة الروسية مع الوضع اليمني، خاصة وان الزيارة تزامنت مع زيارة رسمية لوزير الخارجية شائع الزنداني لمناقشة الأزمة اليمنية وانهاء هذا الملف الشائك وبطريقة ترضي الجميع وتحقق للشعب اليمني السلام الشامل والدائم .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news